مصريون في مسيرة الإمارات.. "نوتات محبة" بسيمفونية نماء
سيمفونية محبة تعزفها أسماء مصرية أسهمت في مسيرة التنمية والازدهار بدولة الإمارات، ووثقت نوتات مشتركة لبلدين يجمعهما التاريخ والسياسة.
سواعد امتدت من نهر النيل إلى شرق شبه الجزيرة العربية، لترسم جسرا متينا دونت عليه قصص محبة واعتراف بالجميل لمواقف دولة كانت خير الصديق والرفيق لمصر زمن المحن.
مواقف تاريخية خالدة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في دعم مصر قبل وأثناء وبعد حرب 1973، حرص المصريون على ردها محملة بذات المحبة، عبر مساهمة فاعلة في مسيرة التنمية والازدهار بدولة الإمارات.
رحلة مشتركة طويلة بدأت منذ قيام دولة الإمارات في عام 1971، حين حرصت مصر على دعم الاتحاد والاعتراف به، وتعيين سعد مرتضي أول سفير لمصر بدولة الإمارات، عاما بعد ذلك.
في المقابل، استضافت القاهرة أول سفير إماراتي وهو تريم عمران تريم، الذي استكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ليكتمل بذلك التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
التخطيط الحضري
من السياسة، امتدت أواصر الصداقة بين مصر ودولة الإمارات لتشمل جميع المجالات الأخرى، وشكلت السواعد المصرية أحد أعمدة البناء في البلد الصديق، ولمعت تبعا لذلك العديد من الأسماء في سماء الدولة الخليجية.
وعند الحديث عن شخصيات ساهمت في مسيرة دولة الإمارات، فإن اسم عبدالرحمن حسنين مخلوف، يفرض نفسه على رأس القائمة.
فهذا المهندس المصري الذي خطط إمارة أبوظبي، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، حيث بدأت حكايته مع دولة الإمارات منذ عام 1968حين تم ترشيحه من قبل الأمم المتحدة لتخطيط المدن وإرساله إلى أبوظبي للمساعدة في إعداد المخطط العام لها.
حدث ذلك بطلب وجهه الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان للأمم المتحدة، حيث كان حاكما لإمارة أبوظبي آنذاك، وتولى مخلوف مهام تخطيط المدن في أبوظبي، وإنشاء دائرة تخطيط المدن في كل من مدينتي أبوظبي والعين.
امتد عمل مخلوف لأكثر من سبع سنوات، قبل أن يؤسس، في 1976، المكتب العربي للتخطيط والعمارة، وفيه قام بالعديد من المشروعات العمرانية والتخطيطية بدولة الإمارات.
ولنقل خبراته، انتدب مخلوف أستاذا محاضرا لمادة التخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة الإمارات من 1983 وحتى عام 1985، في مسيرة طويلة تنوعت بين العمل التطبيقي والأكاديمي، رشحته للحصول على تكريم في 2010، من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حين كان ولي عهد أبوظبي.
الإعلام
أسماء مصرية عديدة لمعت في سماء المجال الإعلامي بدولة الإمارات، ونقشت أسماءها بحروف من ذهب في بلد يقدر القامات الصحفية ويمنحها مجالا واسعا للإبداع وتقديم القيمة المضافة.
ومن الأسماء البارزة، الإعلامية عفاف عبدالرازق التي عملت بتلفزيون أبوظبي منذ عام 1970 وامتدت تجربتها فيه على مدار نحو 5 سنوات، قدمت خلالها مجموعة من البرامج الهادفة.
وفي عام 1974، كتبت الإعلامية الراحلة التي اعتبرت الإمارات بلدها الثاني، نص فيلم قصير بعنوان "زايد الإنسان".
أسماء أخرى على القائمة، بينها الإعلامي سعيد عمارة، الذي بدأ في يناير/ كانون ثاني 1972 بالمساهمة في تأسيس إذاعة الشارقة والتي افتتحت فعليا في أغسطس/آب 1972.
وتولى عمارة منصب مدير عام إذاعة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة منذ ذلك التوقيت وعلى مدار نحو 10 سنوات حتى عام 1982.
أيضا، يبرز اسم سلوان محمود، المذيعة ومقدمة البرامج الثقافية والفنية بتلفزيون دبي من عام 1969 وحتى 1972، إضافة إلى حمد السيد ندا الذي عمل مراقبا عاما للبرامج الثقافية بإذاعة أبوظبي عام 1970.
وحمد السيد ندا هو من افتتح بث الإذاعة بصوته قائلا في عبارته الشهيرة "هنا أبوظبي".
وفي مجال الصحافة والنشر، يبرز اسم الصحفي المصري مصطفى شردي، والذي ساهم في تأسيس صحيفة "الاتحاد" وصدر عددها الأول في 20 أكتوبر/ تشرين ثاني 1969.
من الأسماء التي برزت عبر تلك التجربة الصحفية المميزة أيضاً الصحفي المصري حمدي تمام، الذي أصدر بالإضافة إلى مسيرته الصحفية الطويلة بـ"الاتحاد" كتابين أولهما: "زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والمسيرة" عام 1981، وكذلك موسوعة "زايد.. الإمارات والتراث".
يبرز كذلك في هذا المجال اسم حمدي نصر، الذي عمل في جريدة الاتحاد عام 1977، وشغل عدة مهام خلال مراحل متفاوتة منها مسؤول التحرير في مكتب الفجيرة، رئيس القسم الرياضي، محرر بالملحق الديني، مسؤول التحرير في مكتب العين، وكتب في أفرع مختلفة من التخصصات الصحفية، فيما اهتم بمجال التراث بشكل خاص حيث شغل كذلك منصب مدير تحرير ومحرر رئيسي بمجلة تراث الصادرة عن نادى تراث الإمارات.
أضواء الملاعب
لم يقتصر تألق المصريين في دولة الإمارات على التخطيط الحضري والإعلام، بل تخطاها إلى الملاعب، هناك حيث تألقت مواهب وصنعت جانبا من مجد الرياضة الإماراتية، سواء من خلال لاعبين أو مدربين وإداريين.
وفي صدارة الأسماء، يظهر محمد صديق شحته لاعب الإسماعيلي السابق، والذي يعتبر أول مدرب محترف يدرب في أندية الإمارات، وتحديدا مع فريق نادي "الوحدة" في العام 1969.
ولاحقا، استعان به اتحاد الكرة الإماراتي لتدريب منتخب مدارس الإمارات وذلك خلال الدورة المدرسية المقامة في الإسكندرية.
وقبل انطلاق بطولة كأس الخليج في مارس/ آذار 1972، كان شحته هو الاسم الدي جرى ترشيحه للاستعانة به لتأسيس منتخب الإمارات، وكان أيضا أول مدير فني في تاريخ المنتخب الإماراتي.
وعلى القائمة أيضا، اللاعب مشير عثمان، والذي يعد أحد الذين تميزوا في الملاعب الإماراتية، حيث بدأ رحلته لاعبا مع أهلي دبي عام 1974، ولعب 4 مواسم متتالية وحصل على خمس بطولات.
aXA6IDE4LjE5MC4yNTMuNTYg جزيرة ام اند امز