النحات المصري آدم حنين.. تاريخ بصري مبهر
النحات المصري استطاع تحقيق صيغة تجمع في مكوناتها بين إرثه المحلي بنكهته الفرعونية والعربية والمنجز الجمالي الإنساني بوجه عام
يحتضن متحف الشارقة للفنون في الفترة من 21 سبتمبر/أيلول حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني معرض "علامات فارقة: آدم حنين" للفنان التشكيلي والنحات المصري آدم حنين الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع هيئة الشارقة للمتاحف.
وُلد آدم حنين في العاصمة المصرية القاهرة عام 1929، وبينما لا يزال في مقتبل العمر اكتشف ولعه بالنحت خلال زيارة مدرسية، حيث التف الأطفال حول المُعلِّم باستثناء واحد فقط تركهم إلى المنحوتات، كان هو آدم.
وعن ذلك الشغف الذي تضاعف فيما بعد قال: "في بداية حياتي الفنية، رأيت في قرية الجُرنة (في محافظة الأقصر جنوبي البلاد) منزلاً ريفياً بسيطاً وغزالاً معلّقاً على واجهته، رسمت هذه اللوحة وتركتها، وبعد أيام عدة وجدتني مدفوعاً لإضافة مساحة هندسية زرقاء وأخرى حمراء، لا أدري ما دفعني لهذه الإضافة التي كانت مؤشراً لأسلوب انتهجته بعد ذلك في سنوات عدة".
تخرَّج آدم حنين في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1953، درس فن النحت بألمانيا الغربية 1957، والتحق بمرسم الفنون الجميلة بالأقصر 1954-1955، وعمل رساماً في مجلة صباح الخير 1961، ومستشاراً فنياً بدار التحرير للطبع والنشر 1971، ثم سافر إلى باريس، حيث أقام فيها فناناً محترفاً.
تميّزت أعماله بالتركيز على البيئة المحلية والتراث المصري القديم، وله مقتنيات في متحف وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، وحديقة النحت الدولية بمدينة دالاس الأمريكية وقرية الفن بالحرانية بالجيزة ومبنى مؤسسة الأهرام بالقاهرة.
واستطاع النحات المصري تحقيق صيغة تجمع في مكوّناتها بين إرثه الجمالي المحليّ بنكهته الفرعونية والعربية، والمنجز الجمالي الإنساني بوجه عام، ومن هنا حقق المعادلة البصرية التي كان يتطلع إليها أغلبية أبناء جيله من النحاتين، واستطاع أيضاً أن يؤثر في الجيل الذي تلاه.
وخلال فترة وجوده في فرنسا كان على علاقة جيدة بالفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، وكان وقتها مديراً للمركز الثقافي المصري في باريس، وحدث في تلك الفترة أن شارك حنين في سمبوزيوم للنحت في يوغوسلافيا وعاد مبهوراً من هناك، وتواصل مع حسني لإقامة سمبوزيوم مماثل في مصر، وتمَّ اختيار مدينة أسوان لتكون مقراً له، ليكون قريباً من المحاجر نفسها التي كان يستعملها المصري القديم في جلب أحجاره.
وأطلق آدم حنين جائزة باسمه عام 2016، هي "جائزة آدم حنين لفن النحت"، لشباب النحاتين في مصر والعالم العربي، وانطلقت دورتها الـ4 في سبتمبر/أيلول الجاري.
ويسعى هذا المعرض الذي يحتضنه متحف الشارقة للفنون في كل عام، إلى تسليط الضوء على أبرز فناني ومبدعي المنطقة الذين تركوا بصماتهم على المشهد الفني في الوطن العربي، وعرض الأعمال الفنية لأشهر رواد الفن، وتوفير منصة يستعرضون من خلالها إبداعاتهم.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA=
جزيرة ام اند امز