الإمارات تمحو آثار الإرهاب.. مشاريع تنموية وإنسانية في أبين اليمنية

فخخ الإرهاب كل أركان الحياة في أبين، غير أن ذلك لم يمنع الإمارات من دعم المدنيين بمشاريع إنسانية وتنموية لمحو أثر تنظيم القاعدة.
يعد من أبرز المشاريع الإنسانية التي قامت بها الإمارات هو تمويل بناء سد حسان الذي يجري تشييده منذ آخر 2022، بالإضافة لدعم تأهيل المرافق الحكومية التعليمية كما هو حال ترميم ثانوية للبنين برُصُد وكذا مجمع الزهراء التربوي في مديرية أحور ضمن دعم إماراتي للعملية التعليمية.
ويشرف على هذه المشاريع التنموية والإنسانية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبدالرحمن المحرمي والتي تستهدف رفع كفاءة البنية التحتية للبلاد.
أحدث المشاريع
في أحدث المشاريع، دُشِّن، الأحد، في منطقة رَخَمَة بمديرية رُصُد بمحافظة أبين، مشروع ترميم وإعادة تأهيل ثانوية خالد بن الوليد للبنين، بدعم من دولة الإمارات، ضمن جهودها المتواصلة لتعزيز قطاع التعليم في المحافظة على بحر العرب.
ويشمل المشروع، الذي من المقرر إنجازه خلال 3 أشهر، صيانة شاملة للبنية التحتية للمدرسة التي تمتد على مساحة تبلغ حوالي (1560) متراً مربعاً، وتتكون من طابقين، بطاقة استيعابية تقديرية تتجاوز (600) طالب.
كما يتضمن المشروع ترميم وإعادة تأهيل (11) فصلاً دراسياً، وقاعتين كبيرتين، ومكاتب إدارية، ومكتبة، وغرفة للمعلمين، ومختبرين علميين، ودورات مياه، وكذا إضافة خزانات ومضخة مياه وتجهيزات كهربائية وأعمال ترميم أخرى، بتكلفة إجمالية بلغت نحو 145 مليون ريال.
وأكد مدير عام مديرية رُصُد في أبين ياسر العمودي، أن المشروع يمثل تدخلاً حيوياً لإنقاذ إحدى أهم المنشآت التعليمية في المديرية؛ إذ تقع المدرسة في قلب منطقة رَخَمَة وتتوسط عشرات القرى، ما يجعلها نقطة ارتكاز تعليمية تخدم الآلاف من السكان في المنطقة.
وثمن المسؤول المحلي الدعم السخي والمتواصل من دولة الإمارات لمحافظة أبين، ليس فقط في مجال التعليم، بل في مختلف القطاعات الخدمية والإنسانية.
من جهتهم، تقدّم مدير مكتب التربية في المديرية عادل أحمد شيخ وشخصيات وأعيان المنطقة، بجزيل الشكر والعرفان للأشقاء في دولة الإمارات على هذه المبادرة، وللقائد المحرمّي على رعايته الكريمة للمشروع واهتمامه المستمر بمحافظة أبين لا سيما المناطق النائية والأكثر احتياجاً فيها".
وأعربوا عن أملهم "استمرار مثل هذه المبادرات التي تعزز من دور التعليم كركيزة أساسية للتنمية والاستقرار في المجتمع".
تعزيز قطاع التعليم
يأتي المشروع التعليمي في رُصُد بعد أيام من تأهيل وبناء مجمع الزهراء التربوي للبنات في مديرية أحور، بتمويل من دولة الإمارات وبهدف تعزيز قطاع التعليم ومختلف القطاعات الخدمية والتنموية الأخرى.
ويشمل المشروع، ترميم وإعادة تأهيل 18 فصلاً دراسياً، إلى جانب ترميم مكاتب الإدارة والمعلمين والتربية بالمديرية، ودورة مياه، ومصلى، بالإضافة إلى تركيب مظلة خارجية، والتجهيزات الكهربائية الأخرى، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 250 مليون ريال.
ويعد مجمع الزهراء التربوي، أكبر منشأة تعليمية للبنات في أحور، حيث يضم المرحلتين الأساسية والثانوية، بالإضافة إلى قسم خاص بمرحلة الروضة، ويستوعب أكثر من 800 طالبة.
وبحسب الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة أبين مهدي الحامد، فإن هذا المشروع يأتي ضمن سلسلة من المشاريع الخدمية والتعليمية والتنموية الجاري تنفيذها في محافظة أبين لا سيما في المناطق الريفية والنائية منها، برعاية ومتابعة حثيثة من المحرّمي ودعم سخي من الأشقاء في دولة الإمارات.
وأشار إلى أنه سيساهم في رفع كفاءة البنية التحتية في المجمع التربوي، وزيادة قدرته الاستيعابية، مما يُتيح فرصاً تعليمية جديدة للفتيات في المناطق الريفية في أحور، التي تُعد من أكثر المديريات النائية والفقيرة في أبين.
وأعرب مهدي عن بالغ تقديره وامتنانه لدولة الإمارات الشقيقة على دعمها السخي والمتواصل لليمن، ودورها الإنساني الرائد في مختلف المجالات.
وأكد أن "هذه المبادرات الإماراتية النوعية تُجسّد روح الأخوة، وتمثل بارقة أمل للكثير من الطالبات في المديرية اللاتي كنّ يواجهن تحديات كبيرة في سبيل مواصلة تعليمهن، جراء تزايد الكثافة الطلابية في المجمع أو تهالك بنيته التحتية".
سد حسان
ومن التعليم إلى قطاع الزراعة، حيث تمول الإمارات منذ ديسمبر/ كانون الأول 2022 أهم المشاريع الاستراتيجية في محافظة أبين، والمتمثل بمشروع سد حسان.
ويعد المشروع ضمن الجهود الإماراتية الرامية إلى إنعاش القطاع الزراعي وتعزيز الاقتصاد الوطني، خصوصاً وأن دلتا أبين من الأراضي اليمنية الخصبة التي تزخر بالزراعة والمحاصيل المتنوعة.
كما يعد سد وادي حسان من أكبر السدود في البلاد وبتمويل صندوق أبوظبي للتنمية، إذ يهدف المشروع إلى التحكم بالفيضانات وتنظيم الري للأراضي المستفيدة من الوادي، ويتضمن المشروع سدا تخزينيا بسعة تخزينية تصل إلى 19 مليون متر مكعب.
ويبلغ عدد المستفيدين من المشروع 13 ألف مستفيد، كما سيعمل المشروع على تغذية 75 بئرا للمياه في عدن وأبين ولحج.
وبحسب الدراسات فإن طول السد عند القمة يبلغ 337 متراً، وعرضه عند القمة 6 أمتار، فيما تبلغ مساحة منطقة التجميع 3200 كيلومتر مربع، ومتوسط جريان المياه السنوي نحو 39 مليون متر مكعب، وسيبلغ أعلى منسوب للمياه في السد 135.5 متر.
يشار إلى أن هذه المشاريع في أبين تأتي لمحو آثار الدمار الذي أحدثه تنظيم القاعدة بدعم من مليشيات الحوثي في عديد المناطق في المحافظة التي حولها الإرهاب منذ سنوات معقلا لأنشطته التخريبية.