العلم ليس مجرد قطعة قماش عليها ألوان؛ بل للعلم دلالات كثيرة ومعانٍ عميقة، من دون العلم لن تقوم الدول، ومن غير العلم لن تكون للدول هوية ولامصدر فخر واعتزاز.
في صباح الثاني من ديسمبر عام 1971 اعتمد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" علم الإمارات ورفع بيديه علم دولة فتية آنذاك أدهشت العالم بنجاحاتها وإنجازاتها اليوم وهي على مشارف إتمام الـ45 عاما من عمرها، ليعلن للعالم أجمع هو وإخوانه حكام الاتحاد عن بزوغ شمس قيام اتحاد دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
دول ومنظمات عديدة راهنت على فشل فكرة الاتحاد وقيام الإمارات فكان جواب الشيخ زايد: "أنا أؤمن بإرادة الخالق عز وجل وبفكرة الاتحاد"، فسعى حكيم العرب لرسم خارطة الطريق نحو الاتحاد حتى غدا حلم الاتحاد حقيقة، وأصبح واقعا ملموسا على الأرض فوضع أسس بناء الدولة، فمن كان بالأمس يعتقد بأن فكرة الاتحاد لن تنجح ها هو اليوم يراها شمعة مضيئة لدروب التنمية والتقديم، فالزمن كان خير برهان، ها هي دولة الإمارات تحولت من صحراء إلى واحة خضراء، فما كان زايد يخطه بعصاه على الرمال بالأمس أصبح اليوم واقعا، استطاعت الإمارات أن تسطر باتحادها إنجازات عجزت عنها دول كثيرة متقدمة وأبهرت من حولها فغدت مثالا يحتذى به.
في الثالث من نوفمبر عام 2013 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مباردة "يوم العلم"، وهي دعوة لجميع أفراد الدولة بالاحتفاء برفع علم الإمارات عالياً خفاقاً على جميع بيوت ومدارس ومؤسسات وشوراع الدولة، باعتبار الثالث من نوفمبر من كل عام (يوم العلم) وهو اليوم الذي يصادف، ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، مقاليد الحكم، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
خير خلف لخير سلف، رحل زايد فأتي خليفته.. حيث تولى مهامه ومسؤولياته في الثالث من نوفمبر عام 2004 مؤكداً هو وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات حرصهم البالغ على حماية مكتسبات ومقدرات الاتحاد، الذي أرسى دعائمها المؤسس المغفور به بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه، من أسس ومبادئ وقيم رسخها في كل فرد من أفراد شعب الإمارات، وما وصلت إليه اليوم من استقرار وأمن وأمان ليس وليد اليوم بل هو عمل ونهج انتهجه منذ بداية قيام الدولة، وعمد على إنشاء جسور التعاون والصداقة والمحبة بين دول الجوار ودول الشرق والغرب.
العلم ليس مجرد قطعة قماش عليها ألوان؛ بل للعلم دلالات كثيرة ومعانٍ عميقة، من دون العلم لن تقوم الدول، ومن غير العلم لن تكون للدول هوية ولامصدر فخر واعتزاز، ولن تكون لها راية تدافع عنها وتذود من دونها، أربعة ألوان الأحمر والأخضر والأبيض والأسود امتزجت في علم واحد وجمع سبع إمارات تحت راية واحدة هو ذلك العلم المرسوم داخل قلوب شعب "عيال زايد"، علم إمارات العز والفخر.. يترجم ذلك من خلال الاعتزاز بوحدتنا الوطنية والتمسك بماضينا وإرثنا العريق.
عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا، وعاش علمنا مرفوعاً خفاقاً شامخاً على هامات القمم يرفرف، دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا.. العلم هو الرمز الرسمي لهوية الدولة في المحافل الخارجية الداخلية وواجهتها منذ تأسيس الدولة وأجدادنا حملوا على عاتقهم حماية راية وطنّا وتقديم أرواحهم فدا لرفعة العلم عالياً، هي ليس راية فحسب بل هوية وطن، ومن لا يحمي راية وطنه يصبح بلا هوية وبلا وطن.
كلنا نفديك بالدما نرويك: رحلت عنا كوكبة من شهداء الوطن الأبرار في سبيل الحق ورفعة للدين والدفاع عن الوطن، غادروا لجوار ربهم وهم في سبيل إعلاء راية وطنا لكي نعيش نحن ويعيش أبناؤنا غداً، دافعو عنه وهم أحياء ليكفنوا بأغلى كفن راية العز والفخر، قال تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) (آل عمران)".
أقسمنا أن نبني نعمل..
نعمل نخلص..
من أجل علمنا نعمل ومن اجل إماراتنا نعمل ولامر وطاعة ولاة أمرنا نعمل ونخلص.
وفي كلمات بسيطة خرجت من القلب وإلى قلوب أبنائه الشيخ زايد مخاطبا شعبه: "ما أريد من هذا الشعب إلا أن يزيد في الإيمان بالله واليوم الآخر
ويزيد من الحمد والشكر لله
ويزيد من محبة الوطن
ويزيد من العمل ومضاعفة العمل لما يسعى له ولأهله ولوطنه".
دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا: الوطن أمانة في أعناقنا، جيل يسلم الراية للجيل الآخر، هكذا هي الأمانة فأجدادنا سلموا الراية لآبائنا وغدًا نأخذ دورنا وعلى من يأتون من بعدنا في الحفاظ مقدرات الوطن وحماية مكتسباته والنهوض به، فرهان قيادتنا علينا دائما مؤمنون بأن شباب الوطن هم الرقم الصعب.
قالها محمد بن زايد "لا تتأثرون بالأوضاع ما دام البيت متوحدا"، ستظل دولتنا قوية متماسكة بأبنائها المخلصين ضد الفتن والمحرضين، وسيظل البيت متوحداً بإذن الله.
قال تعالى "ربِ اجْعَل هذا البَلد آمناً مطمئناً"، ربي أدم على دولتنا وعلى بلاد المسلمين نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وجنبنا جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة