يوم العلم.. إنجازات الإمارات تحلّق براية الاتحاد في سماء العالم
تحتفل دولة الإمارات بيوم العلم، في وقت تمضي فيه قدما لتعزيز شراكاتها التنموية مع مختلف دول العالم ومواصلة إنجازاتها في شتى المجالات.
إنجازات وشراكات كان شاهدا عليها علم دولة الإمارات، الذي يحلق عاليا مع كل إنجاز تحققه الدولة، ومع كل زيارة تجريها قيادتها ومع كل شراكة توقعها، ليظل على الدوام رمز عز ومجد ورفعة دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ أن رفعه -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأول مرة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، في «دار الاتحاد» بإمارة دبي، وصولا للعهد الزاهر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
شراكات تنموية
تحل تلك المناسبة بعد أيام من توقيع دولة الإمارات، اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع فيتنام في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي الثالثة من نوعها خلال أقل من شهر، بعد توقيع شراكتين مماثلتين مع كل من صربيا والأردن يومي 5 و6 من الشهر نفسه.
3 شراكات اقتصادية شاملة تخللتها مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في أعمال القمة الــ16 لقادة دول مجموعة "بريكس" في مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين تعد المشاركة الأولى لدولة الإمارات في القمة بصفتها عضواً في مجموعة "بريكس" التي انضمت لها مطلع العام الجاري.
واختتمت القمة بتأكيد قادة دول مجموعة «بريكس»، أهمية تعزيز التعاون على أساس المصالح المشتركة واستمرار توسيع الشراكات.
ويتوج انضمام دولة الإمارات لمجموعة «بريكس»، نجاح دبلوماسية الإمارات القائمة على بناء الشراكات وتعزيزها وتنويعها مع القوى الدولية.
تأتي المشاركة الإماراتية في قمة «بريكس»، فيما تترقب دولة الإمارات المشاركة الشهر الجاري في قمة «مجموعة العشرين» في البرازيل، للمرة الثالثة على التوالي والسادسة في تاريخها، لتكون أكثر الدول العربية التي دعيت إلى المشاركة كدولة ضيف في القمة.
وعلى مدار تاريخ مشاركاتها في قمم العشرين، أظهرت إسهامات ومشاركات دولة الإمارات المهمة والفاعلة، فارقا كبيرا، وتركت بصمات بارزة في تاريخ قمم المجموعة.
وتركزت مشاركات دولة الإمارات في تلك القمم إجمالا على سبل مواجهة التحديات العالمية لا سيما فيما يتعلق بالتعافي بعد جائحة كوفيد-19، وتغير المناخ، والتحول في مجال الطاقة، والحد من مخاطر الكوارث، والتعرض لمخاطر المديونية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقبيل أيام من عقد دولة الإمارات الشراكات الاقتصادية مع الدول الثلاث، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دولة الإمارات "شريكاً دفاعياً رئيسياً" للولايات المتحدة عقب قمة جمعته بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، عقدت في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، فيما تعد أول دولة عربية وشرق أوسطية تحصل على مثل تلك الشراكة مع الولايات المتحدة، وثاني دولة في العالم بعد الهند التي تعد شريكاً دفاعياً رئيسياً للولايات المتحدة.
شراكات اقتصادية واستراتيجية ودفاعية تمضي بها دولة الإمارات قدما لتعزيز علاقاتها مع دول العالم من الشرق إلى الغرب بما يسهم في تعزيز الأمن والسلام والتنمية والازدهار حول العالم.
شراكات كان شاهدا عليها علم دولة الإمارات الذي كان دائما ما يحلق خفاقا عاليا تقديرا وترحيبا بدولة الإمارات وقيادتها ورايتها مع إجراء كل زيارة للقيادة الإماراتية وتوقيع أية شراكة.
إنجازات تاريخية
أيضا تحل تلك المناسبة، فيما تحلق راية الاتحاد عاليا في سماء الإنجازات التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة من الأرض للفضاء.
وتتزامن المناسبة مع بدء مرحلة جديدة من ثاني دراسة لبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء بمشاركة الإماراتي عبيد السويدي، في إطار أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا».
وتستمر المهمة التي تنطلق خلال الشهر الجاري لمدة 45 يومًا داخل مجمع «هيرا» الذي يمتد على مساحة 650 قدمًا مربعًا في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن، تكساس، بالولايات المتحدة.
تتيح هذه المهمة التناظرية للباحثين محاكاة متطلبات المهمات الفضائية طويلة الأمد، مثل تلك المتجهة إلى المريخ، بهدف فهم أعمق لكيفية تعامل رواد الفضاء مع التحديات الجسدية والنفسية القاسية التي تفرضها هذه المهمات المستقبلية.
وخلال المهمة التي ستتم على الأرض، سيجري الطاقم سلسلة من التجارب المتنوعة، بما في ذلك محاكاة "المشي" على سطح المريخ باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، إلى جانب أنشطة مثل زراعة الخضروات وتربية الروبيان.
وتركز دراسات «هيرا» بشكل أساسي على تقييم التأثيرات طويلة الأمد للعزلة والاحتجاز على أداء الطاقم وصحتهم النفسية والجسدية.
وتؤكد مشاركة دولة الإمارات في المراحل السابقة من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، دورها المتزايد في الجهود العالمية لاستكشاف الفضاء.
أيضا تأتي المناسبة هذا العام، فيما تتواصل الاستعدادات لإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، المرتقب إطلاقه قريبا.
ويعد إطلاق «محمد بن زايد سات»، خطوة بارزة في مسيرة التقدم التكنولوجي لدولة الإمارات، إذ تم تطويره وبناؤه بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين، وشاركت الشركات المحلية في تصنيع ما يقرب من 90% من هيكله الميكانيكي، ومعظم وحداته الإلكترونية.
وجرى تطوير القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، ليصبح القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطورا في المنطقة، في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث تم تزويده بنظام مؤتمت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم.
ومنذ بداية العام 2024، أعلنت دولة الإمارات عن مجموعة من المشروعات الطموحة في مجال استكشاف الفضاء، ومنها انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة، لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد.
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
ومن الفضاء إلى الأرض، حيث حققت الإمارات إنجازا تاريخيا مع التشغيل التجاري للمحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية 5 سبتمبر/أيلول الماضي، وبذلك تكون هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها المحطات الأربع بشكل كامل.
وتنتج محطات براكة الأربع، التي تعد أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وهو ما يكفي احتياجات 16 مليون سيارة كهربائية، وبالتالي أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، حيث تحد محطات براكة من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 4.6 مليون سيارة من الطرق سنوياً.
مبادرات إنسانية
على الصعيد الإنساني، تحل تلك المناسبة فيما تتواصل جهود دولة الإمارات الإنسانية لدعم غزة ولبنان جراء التصعيد الجاري حاليا، في وقت تعزز فيها جهودها على صعيد إغاثة ونجدة المتضررين من الصراعات والحروب الكوارث الطبيعية.
ضمن أحدث جهودها لدعم المتضررين من الحروب والصراعات، أعلنت قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع الإماراتية قبل أيام عن تسيير سفينة المساعدات الإماراتية الخامسة من ميناء الحمرية بإمارة دبي إلى مدينة العريش المصرية، حاملة على متنها 5112 طناً من المساعدات الإنسانية تلبية لاحتياجات الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
جاء ذلك بعد أيام، من استقبال مرفأ بيروت، سفينة مساعدات من دولة الإمارات على متنها 2000 طن من الإمدادات الإغاثية العاجلة للشعب اللبناني الشقيق، في إطار حملة "الإمارات معك يا لبنان"، التي انطلقت مطلع شهر أكتوبر الماضي.
وعلى صعيد دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، أرسلت دولة الإمارات قبل أيام مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الإعصار الذي ضرب مؤخراً مناطق متفرقة في جمهورية الفلبين.
تأتي هذه المساعدات الإغاثية العاجلة في ظل ما توليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات من اهتمام بالغ نحو سرعة الاستجابة الإنسانية الدولية ومساعدة المتضررين في مثل هذه الكوارث الطبيعية لضمان التعافي المبكر وتوفير الاحتياجات الضرورية، انطلاقاً من دور الإمارات الإنساني والخيري والتنموي تجاه شعوب العالم كافة بغض النظر عن الأصل أو اللون أو العرق أو الدين أو المواقف الدولية تجاه مختلف القضايا.
شملت قائمة الدول التي مدت لها الإمارات يد العون خلال العام الجاري: بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
ثقة دولية
أيضا يحل يوم العلم فيما تتعاظم مكانة الإمارات وتتزايد الثقة الدولية في سياساتها الداعمة للأمن والسلام حول العالم.
تُوجت تلك الثقة، قبل نحو أسبوعين بنجاح وساطة إماراتية لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي التاسعة خلال العام الجاري.
وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 9 وساطات خلال العام الجاري إلى 2184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
جاء نجاح الوساطة، بعد أيام من اعتماد مجلس حقوق الإنسان قرارا قدمته دولة الإمارات باسم المجموعة العربية حول دعم حقوق الإنسان في اليمن ويقضي بـ"تقديم المساعدات التقنية وبناء القدرات لليمن في مجال حقوق الإنسان".
أمر يجسّد الثقة الدولية في الإمارات وجهودها الداعمة لحقوق الإنسان في المنطقة وحول العالم.
مستقبل زاهر
وبجهود وحكمة القيادة الرشيدة يتواصل تحليق علم دولة الإمارات عالياً خفاقاً، شاهدا على مكانة تتعاظم وإنجازات تتزايد بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإخوانه حكام الإمارات، تؤسس بها الدولة للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071.
ويتخلل الاحتفال بهذه المناسبة التي تحل في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، رفع علم دولة الإمارات عالياً خفاقاً في وقت واحد فوق مقار الوزارات والجهات الرسمية والمدارس، فيما تتوشح المباني السكنية بألوان العلم.
وتحمل الاحتفالية رمزية عالية حيث يخفق علم الإمارات في وقت واحد فوق مباني الوزارات والجهات الرسمية، فيما تتوشح المباني السكنية بألوان العلم.
وتحول الحدث إلى مناسبة وطنية يعبر فيها سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين عن الانتماء والولاء للدولة وقيادتها، والتمسك بالقيم والمبادئ المتوارثة من الآباء المؤسسين.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد دعا جميع الوزارات والمؤسسات لرفع العلم بشكل موحد الساعة 11 صباحاً في تلك المناسبة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر حسابه في منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "الإخوة والأخوات.. كما تعودنا في كل عام.. نحتفي بيوم العلم.. نحتفي براية الوطن.. نحتفي برمز دولتنا.. وسر قوتنا.. ومصدر فخرنا.. علم دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف: "ندعو جميع الوزارات والمؤسسات في الدولة لرفع العلم الإماراتي في الأول من نوفمبر هذا العام في الساعة الحادية عشرة صباحاً في وقت واحد.. وبمشاعر متحدة.. وندعو جميع أبناء الوطن للمشاركة في هذه المناسبة مناسبة نعبر فيها عن حبنا لهذا الوطن وولائنا لهذا العلم.. وعزمنا المتجدد أن تبقى راية اتحادنا خفاقة عالية تعبر عن عز ومجد ورفعة دولة الإمارات العربية المتحدة".
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTUg
جزيرة ام اند امز