علم الإمارات يرفرف منذ 45 عاما.. بتصميم عبد الله المعينة
45 عاما مرت على تصميم علم دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي القلب من الحكاية يظل اسم السفير عبد الله المعينة الذي أبدع هذا التصميم.. ماذا تعرفون عنه؟
45 عامًا مضت منذ أن قرأ السفير عبد الله محمد المعينة، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية تشيلي، إعلانًا في جريدة الاتحاد يدعو الفنانين والرسامين للمشاركة في تصميم علم لدولة الإمارات الفتية.
من بين هوايات متعددة تميز السفير في المراحل الدراسية الأولى بهواياته الفنية، ووجد في الإعلان فرصة للمشاركة في المسابقة، خاصة بعد أن تذكر طفولته وهو يشاهد أعلام الدول، وكانت المسابقة ضمن الاستعدادات التي تجرى لوضع الترتيبات المتعلقة بإعلان استقلال الدولة.
3 أيام فقط كانت تفصل السفير عن الموعد النهائي لاستلام التصاميم، فانكب على تصميم عدد من النماذج ثم اختار 6 نماذج وجد أنها الأكثر ملاءمة، ليحقق بذلك طموحه بأن ينجز عملًا له صدى كبير ويرتبط باسمه.
1030 متسابقًا شاركوا في هذه المسابقة، التي عرف السفير نتيجتها بفوز تصميمه يوم 2 ديسمبر 1971 عندما شاهد، عبر وسائل الإعلام، مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يرفع العلم على السارية في قصر الضيافة في دبي.
مشاعر مختلطة من الزهو والفرحة والابتهاج تملكت السفير عندما شاهد بعينه علم الدولة يرفرف على قصر المشرف، الذي كان مقرًا للديوان الأميري في أبو ظبي، كانت هذه المشاعر تعبيرًا عن فرحتين، الأولى فرحة بقيام الدولة، والثانية فرحة اختيار تصميمه علمًا للدولة.
عند تصميمه للعلم اختار السفير مقاييس محددة له، فهو مستطيل الشكل، وطوله ضعف عرضه، ومقسم إلى 4 أقسام، الأول لونه أحمر وهو الطرف الرأسي القريب من السارية وطوله بعرض العلم وعرضه مساو لربع طول العلم.
أما الأقسام الثلاثة الأخرى فهي مستطيلات متوازية أفقية ومتساوية العرض، الأعلى أخضر والأوسط أبيض والأسفل أسود، وهذه الألوان تتناغم مع مقاصد بيت الشعر العربي الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي:
"بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا"
والصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والخير، أما "الوقائع" فهي المعارك، بينما "المرابع" هي الأراضي الواسعة، و"المواضي" هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء.
أما الجائزة التي حصل عليها السفير بعد فوز تصميمه فكانت توازي 4 آلاف درهم، لكنه كان يؤمن بأن جائزته كانت كبيرة "فمثل هذا الشرف لا يقدر بثمن"، وفقًا لكلماته التي أدلى بها لصحيفة "البيان".
في العام 1972 تم تعيين عبد الله المعينة في وزارة الخارجية الإماراتية بدرجة ملحق دبلوماسي، ثم تدرج على مدار السنوات في المناصب الدبلوماسية حتى أصبح الآن سفير الدولة في جمهورية تشيلي.
شارك في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الاقليمية والدولية وعدد من الدورات الدبلوماسية، وحصل على وسام يوانج هوا من الدرجة الأولى في الخدمة الدبلوماسية المتميزة من الرئيس الكوري الجنوبي السابق لي ميونج باك.
aXA6IDMuMTM3LjIxOS42OCA=
جزيرة ام اند امز