انطلاق فعاليات اليوم الثاني من ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس
الملتقى الذي يستمر ليومين ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.
انطلقت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، الإثنين، فعاليات اليوم الثاني والأخير من "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس"، برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وسط مشاركة دولية واسعة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات والباحثين المختصين.
الملتقى، الذي يستمر ليومين، ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، ويناقش خلاله المشاركون جملة من القضايا الإقليمية والدولية.
وفي يومه الأول سلط المشاركون الضوء على "مفهوم القوة في العلاقات الدولية، عبر 7 جلسات، تناولت محاورها العديد من القضايا الدولية والإقليمية الشائكة".
وفي الكلمة الرئيسية بالجلسة الافتتاحية للملتقى أمس، قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، إن "القيم التي صاغت شعبنا وصاغت علاقاتنا مع العالم هي قيم الشيخ زايد، التي تتمثل بالاعتدال والتسامح والتعاون والتعاطف التفاؤل، وهي القيم التي تجسدت في حيوية دولتنا وتحولها إلى مركز اقتصادي وإعلامي وتكنولوجي في الإقليم".
وذكر الدكتور قرقاش أن المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار.
وأوضح قرقاش أن هناك مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، أولها الحاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، والذي لابد من أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي المنطقة، كما يعد مجلس التعاون الخليجي لاعبا رئيسيا في هذا التحالف.
ودعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في كلمته، الحوثيين إلى خفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران.
وفيما يخص الأزمة الإنسانية المتفاعلة في اليمن، أشار قرقاش إلى أن الإمارات قدمت ما يقرب من مليار دولار في شهر مارس/آذار الماضي إلى الأمم المتحدة، كما أعلنت عن حزمة مساعدات بقيمة 70 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين حتى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وفي الكلمة الافتتاحية للملتقى، قالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن الملتقى يهدف منذ تدشينه إلى مساعدة صانعي القرارات على العمل في بيئة أقل غموضا وتعقيدا، وذلك من خلال تطوير وتنويع منهجيات تحليل القضايا الاستراتيجية الكبرى؛ وتفكيك تفاعلاتها وتداخلاتها، وفهم حركيتها وأسبابها، والتنبؤ بتأثيراتها ومآلاتها.
وأضافت أن الملتقى في نسخة هذا العام يسعى إلى سبر أغوار التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية الدولية والإقليمية، وتفكيك الشيفرة الوراثية للسياسة الدولية وتداعياتها على المنطقة والإقليم، وتقديم تجربة الإمارات في بناء القوة الناعمة وتوظيف القوة الذكية كنموذج في بناء القوة؛ واستقراء تغير مفهوم القوة وتوزيعها دوليا وإقليميا، إذ تبقى القوةُ "الجينَ" المهيمنَ على السياسة الدولية والمسؤولَ عن التحولات الجيواستراتيجية والجيواقتصادية.
ومن المقرر أن يختتم الملتقى فعالياته اليوم الإثنين، حيث يبحث موضوعات عدة مثل: صفقة القرن وتفكيك شفرتها بعيدا عن التهويل فيها والتقليل منها، في محاولة لفهم إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه العالم العربي داخليا وإقليميا مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا.
ومن المقرر أن تتناول جلسات اليوم، بحث سوق الطاقة المضطرب في ظل التحولات الجيواقتصادية الدولية، كما ستبحث جلسات الملتقى التقييم الحقيقي للقوة التركية المتخيلة، وخرافة القوة الإيرانية ووهم القوة لدى قطر.