الإمارات وفرنسا.. علاقات استراتيجية متميزة تدعمها قيادة البلدين
زيارة مهمة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى فرنسا، الخميس.
ومن المقرر أن يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الزيارة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وسبق أن زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فرنسا في شهر يوليو/تموز الماضي، حيث التقى الرئيس ماكرون، وهي الزيارة التي ساهمت في تدعيم أواصر الصداقة والعلاقات المشتركة بين البلدين الصديقين، حيث كانت أول زيارة يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفرنسا عقب توليه رئاسة البلاد خلفا لأخيه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقلد ماكرون الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شارة "الصليب الأكبر" من وسام "جوقة الشرف الوطني" وقدم له هدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية. فيما منح رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة نظيره الفرنسي "وسام زايد" وهو أعلى وسام مدني في الإمارات يقدم للرؤساء والملوك.
وتتسم علاقات البلدين بخصائص أكسبتها أهمية خاصة، وعززها تقارب الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، والاتفاق على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، فضلا عن التعاون المتنامي بينهما في كل المجالات.
وتستمد العلاقات الإماراتية الفرنسية قوتها من دعم ومتابعة وتوجيهات قيادة البلدين ممثلة بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما أسهم في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون والتنسيق في كافة المجالات.
وشكلت العلاقات المميزة بين البلدين خلال الأعوام الماضية دعامة رئيسية لمواجهة أنواع مختلفة من التحديات الإقليمية والدولية، ولعبت دوراً بارزاً في التصدي للتطرف والتعصب، وأسهمت في نشر مفاهيم التسامح والتعايش بين الأديان والمجتمعات.
ويمكن القول أن العلاقات الإماراتية الفرنسية أصبحت نموذجا يحتذى في بناء العلاقات الدولية، وهو ما تعكسه زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفرنسا والتي تعكس أيضا قوة علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
علاقات ضاربة الجذور
وتعود العلاقات ما بين البلدين إلى ما قبل قيام اتحاد دولة الإمارات؛ إذ إن بعض الشركات الفرنسية النفطية مثل "توتال" كانت تمارس أعمالها في التنقيب عن النفط في الإمارات، وحينما قام الاتحاد عام 1971 بدأت العلاقات الثنائية بين الدولتين، فقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، والرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان أسسا قوية لعلاقات صداقة متينة بين البلدين، وتعززت هذه العلاقات بعد الزيارة الأولى للشيخ زايد لفرنسا عام 1976.
ويجمع البلدان علاقات وثيقة على مختلف الأصعدة يجسدها الحوار القائم بين الجانبين بشكل دائم، ولقاءات على أعلى المستويات بين البلدين والاجتماعات الوزارية والحكومية المتواترة، وزيارات الوفود البرلمانية، الأمر الذي يعكس حجم الاهتمام الذي توليه فرنسا كما الإمارات لتطوير العلاقات الثنائية.
وفي خطوة تعكس رغبة البلدين في تعزيز مجالات التعاون الثنائي والارتقاء بها لمستويات الشراكة الاستراتيجية، تم إنشاء لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي-الفرنسي والتي بدأت أعمالها للمرة الأولى في عام 2008.
ويهدف الحوار إلى تحديد الفرص والشراكات القائمة والمستقبلية وتضمين استمرارية التعاون في مشاريع ومبادرات قائمة مثل الاقتصاد والتجارة والاستثمار والثقافة والنفط والغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة والتعليم والثقافية، والصحة والفضاء والأمن إضافة إلى قطاعات أخرى ذات الأولوية المشتركة.
وانتظمت منذ ذلك الوقت اجتماعات لجنة الحوار، وفي إطارها اعتمد الطرفان في 3 يونيو/حزيران 2020 خارطة طريق جديدة لشراكتهما الاستراتيجية في السنوات العشر المقبلة أي لفترة 2020-2030.
وفي الاجتماع الرابع عشر للجنة الذي عقد في يونيو/حزيران الماضي في أبوظبي بحث الجانبان سبل تعزيز القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي كالاقتصاد، والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز، والهيدروجين الخالي من الكربون، والطاقة النووية والمتجددة، والتغير المناخي، والتعليم، والثقافة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والتكنولوجيا المالية، وحقوق الملكية الفكرية، ومواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والفضاء، بالإضافة إلى الأمن الإلكتروني.
وتضم دولة الإمارات أكبر جالية فرنسية مغتربة في بلدان الخليج العربي، بأكثر من 25 ألف فرنسي مسجّلين في سجل الفرنسيين المقيمين في الخارج.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز