«مبادرات ألفية».. الإمارات تغيث غزة من الحرب والسرطان
جهود إماراتية متواصلة منذ أكثر من شهر لتخفيف معاناة أهالي غزة في ظل الأوضاع المأساوية التي يشهدها القطاع بسبب الحرب بين حماس وإسرائيل.
التحركات الإماراتية الحثيثة، التي بدأت فور اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني، جاءت على أصعدة عدة بينها الإنساني والصحي، وركزت على الفئات الأكثر ضعفاً وفي مقدمتها الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل).
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها، كما تأتي في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية الراسخة تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
"العين الإخبارية" تستعرض جانبا من الدعم الإنساني الحثيث لإنقاذ الأشقاء والمبادرات العديدة التي أطلقتها دولة الإمارات لمساندة أهالي غزة، وشملت:
استضافة مرضى السرطان
وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، صبيحة يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
قرار القيادة الإماراتية يأتي تجسيداً لنهج "دولة الإنسانية" في الوقوف إلى جانب الأشقاء ومد يد العون لهم في مختلف الظروف، فضلا عن كونها جزءا من الجهود الإماراتية المتواصلة على مختلف المستويات في إغاثة الشعب الفلسطيني وتعزيز الاستجابة للأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يشهدها القطاع.
استضافة أطفال غزة المصابين
التصرف الأخير للقيادة الإماراتية سبقه العديد من القرارات الإنسانية التي تكشف عن الجهود الحثيثة للدولة لدعم ومساعدة الأشقاء في غزة في ظل ظروف الحرب الصعبة.
ومطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وجه الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في المستشفيات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم".
وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن الطائرة الأولى التي تحمل على متنها 15 من الأطفال وعائلاتهم وصلت الأراضي الفلسطينية 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
وذكرت الخارجية الإماراتية، في بيان: "حطت الطائرة القادمة من مطار العريش بجمهورية مصر العربية، في مطار أبوظبي، والتي تحمل على متنها الأطفال والذين هم في أمس الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون من إصابات وحروق شديدة، ومرضى سرطان يحتاجون إلى علاج حثيث".
مستشفى ميداني إماراتي في غزة
أقامت دولة الإمارات يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني مستشفى ميدانيا متكاملا داخل قطاع غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين في القطاع، وفقا لوزارة الخارجية الإماراتية.
وتدشين المستشفى جاء تنفيذاً لأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية التي وجه بتنفيذها.
وفي اليوم التالي، انطلقت من مطار أبوظبي الدولي 5 طائرات تحمل جميع المعدات والمتطلبات اللازمة لإقامة المستشفى الميداني وتشغيله، وفرغت حمولتها في مطار العريش المصري ثم جرى نقلها إلى داخل قطاع غزة.
وضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريراً وسيجري تنفيذه على عدة مراحل، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.
إطلاق عملية "الفارس الشهم 3"
صبيحة يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية ببدء عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما أمر رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
ووجه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة-أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
وضمن عملية «الفارس الشهم 3»، قدمت دولة الإمارات مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، كما أعلنت اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح داخل قطاع غزة.
وتصل القدرة الإنتاجية لكل محطة إلى 200 ألف غالون يومياً بإجمالي 600 ألف غالون، يستفيد منها 300 ألف شخص يومياً.
حملة تراحم من أجل غزة
صبيحة يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة حملة لإغاثة الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة تحت شعار "تراحم من أجل غزة".
ووفقا لوزارة الخارجية الإماراتية، تهدف الحملة إلى إقامة مراكز لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة الانسانية بمشاركة المؤسسات الإنسانية، والخيرية ومراكز التطوع، والقطاع الخاص، وجميع أطياف المجتمع في الدولة، ووسائل الإعلام.
إطلاق هذه الحملة جاء تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية، ووزارة تنمية المجتمع، في إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني.
وذكرت وكالة (وام)، السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني، أنه في إطار دعم الجهود الإغاثية في قطاع غزة أرسلت دولة الإمارات 51 طائرة تحمل على متنها 1400 طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء بالتنسيق مع المنظمات الدولية مثل برنامج الأغذية العالمي.
وأوضحت وزارة الخارجية الإماراتية، بتاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني، أن حملة "تراحم من أجل غزة" جمعت 1500 طن من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية حتى تاريخها.
وأضافت الوزارة، في بيان عبر موقعها الرسمي، أن الحملة "تواصل جمع التبرعات وتجهيز المعونات عبر آلاف المتطوعين من المؤسسات الإنسانية الاماراتية، إذ تم تجميع 71000 سلة إغاثية بمشاركة أكثر عن 24000 متطوع، وسوف تستمر في تنظيم عدد من الحملات خلال الأسابيع القادمة".
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز