العلاقات الإماراتية- الألمانية.. حلقة نقاشية بأبوظبي لـ"التطلع للمستقبل"
انطلقت، اليوم الثلاثاء، بالعاصمة أبوظبي، حلقة نقاشية حول العلاقات بين دولة الإمارات وألمانيا، يبحث خلالها خبراء من البلدين "التطلع للمستقبل" في التعاون الاستراتيجي بين الجانبين.
الحلقة النقاشية التي تحمل عنوان: "العلاقات الإماراتية- الألمانية.. التطلع للمستقبل"، ينظمها مركز الإمارات للسياسات، بالتعاون مع جمعية الصداقة العربية-الألمانية، وبمشاركة من صانعي السياسات والخبراء من البلدين للحوار والنقاش حول سبل وفرص تعزيز الشراكة الاستراتيجية البينية التي تم الإعلان عنها عام 2004.
وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، في الكلمة الافتتاحية للحلقة النقاشية، إن هذا اللقاء يأتي على خلفية التحولات الجارية في النظام العالمي، وفي النظامَين الإقليميَّين في كلٍّ من قارة أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشارت إلى أن الدولتين تتطلعان إلى استثمار الفرص الناشئة من تلك التحولات لتنمية شراكتهما الاستراتيجية على الصُّعُد كافة.
فعلى الصعيد السياسي -تقول الكتبي- تبذل الدولتان جهوداً مشتركة لتعزيز الاستقرار العالمي والإقليمي من خلال التوصل إلى حلول سلمية وتسويات سياسية للحروب والأزمات المتفاعلة، سواء في أوكرانيا أو اليمن أو ليبيا أو سوريا أو السودان أو الساحل الأفريقي وحتى فيما يخص البرنامج النووي الإيراني وسياسات إيران الإقليمية.
ونوهت بأن هذا التعاون يطول الاقتصاد؛ إذ تُعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول عربياً لألمانيا، فيما تُعد ألمانيا أكبر شريك تجاري أوروبي لدولة الإمارات، وتسعى الدولتان إلى توسيع أطر العلاقات التجارية والاستثمارية، وبخاصة أن الاقتصاد الألماني يقوم على المعرفة والابتكار والصناعات المتقدمة.
وأضافت أن ألمانيا من الدول الرائدة في التحول الرقمي ومجال الثورة الصناعية الرابعة، في حين أن دولة الإمارات تُعد مركزاً تجارياً ومالياً إقليمياً، وتعمل على بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والتكنولوجيا وتوظيف الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة؛ لذا هناك مصالح متبادلة وآفاق واعدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين، وبخاصة أن الدولتين تمثلان رافعة للازدهار والتنمية في إقليم كل منهما.
وتطرقت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إلى التعاون في مجال الطاقة، قائلة إنه نتيجة لحرب أوكرانيا تسعى ألمانيا إلى تعزيز أمن الطاقة لديها من خلال البحث عن مصادر طاقة جديدة لتخفيف الاعتماد على الغاز والنفط الروسيَّين، كما تسعى إلى التوسع في الطاقة المتجددة لتحقيق ذلك الهدف ولتحقيق هدف آخر يتمثل بخفض الانبعاثات.
في حين تسعى دولة الإمارات إلى تطوير مصادر الغاز الطبيعي لديها، وإلى الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والوصول إلى الحياد المناخي عام 2050، وقادت مبادرات ريادية في هذا الشأن.
التعاون بين البلدين -وفقا للكتبي- يشمل الجانب العسكري، فألمانيا من مصدّري الأسلحة الرئيسيين إلى دولة الإمارات، ضمن استراتيجية دولة الإمارات لتنويع مصادر التسلح.
وهنا تؤكد الكتبي أنه بينما يتطلع البلدان إلى تطوير تعاونهما العسكري، فإن دولة الإمارات تعمل على توطين تطوير صناعاتها الدفاعية، وتنظر إلى ألمانيا كشريك مهم في هذا المجال، وكان لافتاً أنه لأول مرة تم التعاقد على توريد صاروخ من صنع إماراتي إلى ألمانيا في عام 2021.
أما على الصعيد الاجتماعي والثقافي، فتبرز الكتبي أن الدولتين انخرطتا في جهود تعزيز قيم الحوار والتعايش والتفاهم، ومكافحة التطرف والإرهاب بجميع أشكاله.
يذكر أنه خلال الجلسات النقاشية سيتحدث متحدثون من الجانبين الإماراتي والألماني، لتعميق الحوار، وبحث فرص تطوير العلاقات الإماراتية الألمانية، إلى فضاءات أرحب.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg
جزيرة ام اند امز