الإمارات تضمد جراح اليمن.. 8 أيام تروي سجل الإنسانية
في أشد أوقات اليمن بؤسا، تحضر الإمارات في تضميد جراحها وخط سجل استثنائي في صفحات الإنسانية التي تخلد بصمات لاتنسى في مختلف أنحاء البلاد.
فمن عدن مرورا بشبوة وصولا إلى حضرموت وسقطرى في المحيط الهندي وحتى البحر الأحمر حيث تقع أحد أكثر البؤر المشتعلة في العالم إثر هجمات الحوثي، تواجدت الإمارات برا وبحرا وجوا تمحو أثر الخراب وتخفف من وطأة المحنة الإنسانية الأسوأ دوليا.
وحفلت الـ8 أيام الماضية بالكثير من المشاريع والفعاليات التي قادتها الأذرع الإنسانية للإمارات في اليمن ضمن تدخلات متواصلة طالت مختلف القطاعات من الصحة والتعليم إلى توفير الغذاء والمياه وتحسين الكهرباء، وتأهيل البنية التحتية.
وتحصي "العين الإخبارية" في هذا التقرير أهم المشاريع والفعاليات التي مولتها الإمارات في اليمن خلال 8 أيام فقط في سبيل استعادة الحياة وتطبيع الأوضاع وترميم خراب الحوثيين.
محطة عدن
شهدت الأيام الماضية، دخول كامل لمحطة الطاقة الشمسية الإماراتية في عدن، وهو أول وأكبر مشروع استراتيجي للطاقة النظيفة والمتجددة بقدرة تبلغ 120 ميغاواط واستهدفت تخفيف أزمة الكهرباء في كبرى مدن البلاد والعاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليا.
وتوفر محطة الألواح الشمسية في عدن خلال عملها خلال وقت النهار فقط أكثر من 136 ألف لتر من الوقود المخصص لمحطات توليد الكهرباء وهي نموذج لأهم المشاريع الاستثنائية في البلاد وشيدت على مساحة مليون و600 ألف متر مربع، وتضم أكثر من 211 الف لوح شمسي وأكثر من 900 كليومتر من الكابلات الكهربائية.
استغرق تشييدها مليون و300 ألف ساعة بما في ذلك 43 ألف حفرة وهيكل معدني، إضافة إلى تركيب 12 محطة تحويل فرعية و9 كيلومترات من خطوط الضغط العالي ومحطة تحويل رئيسية.
وفي إشادتهم بدور الإمارات الاستثنائي، أكد المسؤولون اليمنيون أن محطة عدن هي إحدى "البصمات الإماراتية الفارقة في تعزيز ثقافة الطاقة المتجددة في البلاد وهي قصص نجاح للبناء عليها من عدن والمخا وحتى شبوة".
إصلاح كابلات الإنترنت
أكدت مصادر إعلامية دولية ومسؤولين في الحكومة اليمنية أن سفينة مملوكة لشركة الاتصالات الإماراتية نجحت افي إصلاح 3 كابلات إنترنت في البحر الأحمر تعرضت لأضرار عقب غرق ناقلة روبيمار مطلع العام الجاري.
ونجحت السفينة الإماراتية في إصلاح الكابل AAE-1 الذي يربط آسيا بأوروبا بطول 25 ألف كيلومتر من الألياف الضوئية وعاد للخدمة الأيام الماضية، وتعمل في الأثناء على إصلاح الكابلين المتبقيين Seacom وEIG المتضررين إثر غرق الناقلة الذي قصفها الحوثيون، وفقا لذات المصادر.
عودة الرحلات من عدن والريان إلى الإمارات
توج استئناف الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها المباشرة بين مطاري عدن والريان ودبي بواقع رحلتين في الأسبوع عقب 10 أعوام من التوقف إثر حرب مليشيات الحوثي، ثمرة لتسهيلات وجهود إماراتية من أجل تخفيف الكثير من معاناة تنقلات اليمنيين لاسيما المغتربين.
هذا التطور في مسار وعمل شركة طيران اليمنية، يراه مختصون في مجال النقل الجوي قفزة نوعية، يصب في خدمة الاقتصاد الوطني وتسهيلا للمواطن اليمني ودلالة على محورية الإمارات ودورها الإنساني في البلاد.
وقال مدير عام الإعلام بوزارة النقل اليمنية، وديد ملطوف لـ"العين الإخبارية" إن استئناف الرحلات من اليمن للإمارات تعد "لحظة تاريخية"، كون طيران اليمنية دخل واجهة جديدة بعد توقف لسنوات بسبب الحرب.
وأكد ملطوف أن دبي أصبحت الوجهة الثامنة لطيران اليمنية، وأن هذا التمدد والتوسع يعتبر تميزا للخطوط الجوية اليمنية، وتسهيلا لسفر وتنقب كافة المواطنين اليمنيين وهو تطور هدفه الارتقاء بالناقل الوطني.
كما أكد ثقته الكبيرة أن تدعم خطوة الرحلات بين اليمن والإمارات الاقتصاد الوطني ليصل إلى آفاق جديدة؛ معتبرا أن الناقل الوطني يسعى دوما لتحقيق التعاون مع الجهات الخارجية، بهدف التسهيل لكافة المواطنيين وذلك وفق معايير استثنائية في قطاع النقل.
مهرجان أمير سقطرى
حضرت الإمارات كذلك بتمويل مهرجان أمير سقطرى الثقافي والتراثي بدعم سخي من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، واستهدف إبراز الموروث التراثي والثقافي السقطري على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والتعرف على ما يتميز به الأرخبيل من خصائص طبيعية وبيئية فريدة عالميا.
ويضم المهرجان عروضًا فنية تراثية وشعبية، وعروضا حرفية، وعروضا للإبل، وعروضا بهلوانية، وبرامج ترفيهية وبطولة كرة القدم للبراعم، إلى جانب أجنحة للسوق الشعبي والحرف الرجالية والنسائية والبحارة وصناعة الفخار والمطبخ بمشاركة طباخين من الخارج، ومسابقات ثقافية للجمهور بجوائز قيمة يومية.
وثمن محافظ سقطرى رأفت الثقلي خلال تدشين المهرجان الأيام الماضية، ما تقدمه الإمارات عبر أذرعها الإنسانية من دعم لمختلف المجالات في المحافظة منها في الجانب الثقافي التراثي والسياحي والتنموي.
نجم حضرموت
في حضرموت وتزامناً مع موسم البلدة السياحي الظاهرة الطبيعية في بحر العرب، نشرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع خفر السواحل فرقها التطوعية لإسعاف الغريق والإنعاش القلبي الرئوي، لتعزيز الثقافة الصحية والسلامة والأمن البحري في المحافظة.
كما أقامت الهيئة الإماراتية المعرض التسويقي الرابع للأسر المنتجة لنحو 100 أسرة منتجة، منها 61 أسرة من مدينة المكلا، و39 أسرة من منطقة شحير بمديرية غيل باوزير، ويستهدف استثمار الموسم السياحي في إنعاش قطاع الأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية.
كما سيرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قافلة من المساعدات الغذائية العاجلة لنحو 4,140 فردا في مديرية حجر في حضرموت وذلك ضمن الاستجابة الإنسانية التي تتبناها دولة الإمارات للتخفيف من معاناة المواطنين في اليمن وتحسين ظروفهم المعيشية.
دعم صحي لمستشفى شبوة
قدمت الإمارات لهيئة مستشفى شبوة العام، أجهزة طبية في مجال أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية تصل تكلفتها لأكثر من مليون وخمسمائة ألف دولار أمريكي.
وأكدت السلطة المحلية في شبوة أن هذا الدعم يأتي تتويجا لجهود محافظ شبوة، عوض ابن الوزير" وتأكيدا على استمراراً الدعم السخي من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن، مشيرا إلى أنها وقعت عقد توريد الأجهزة مع شركة محلية تعمل كوكيل لشركة دولية لتوريد الأجهزة بتمويل كامل من دولة الإمارات.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز