كانت وما زالت الإمارات عنوان الإنسانية، من خلال عملها الدؤوب من أجل الإنسان في كل مكان وتحت أي ظرف.
فهي الدولة التي اتخذت من مبادئ مؤسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، نبراساً ونهجاً تقوم عليه سياسة الإمارات العربية المتحدة قولاً وفعلاً وهو القائل: "إنّ الإنسان هو أساس أي عمليةٍ حضاريّةٍ".
فالإمارات منذ أنْ أرست اللَّبِنة الأولى في مسيرة بناء الدولة الحضارية، وضعت الإنسانية نُصب عينيها، بتسخير كل الإمكانات لبناء الإنسان الذي تؤمن بأنّ الأوطان تُبنى ببنائه، فالإنسان وحده القادر على إعطاء الروح لأيّ عمل وإنجازٍ حضاريٍّ, وإلّا كانَ هذا الإنجاز مجرد حجرٍ لا قيمة له.
فسجلت دولة الإمارات صفحاتٍ من ذهبٍ في كتاب الإنسانية المشرق منذ بزوغ شمسها، لتسير على نهجٍ إنسانيٍّ قلّ نظيره، فالأرقام والسجلات الدولية تؤكد أنّ الإمارات من أكثر الدول سخاءً وعطاءً ومساعدةً في المجال الإنساني والإنمائي بالحفاظ على مركزها المتقدم من بين أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية.
ولكن ما يميز العطاء الإماراتي عن غيره هو كون المساعدات الإنسانية والإغاثية والتنموية تجري بمعزلٍ عن السياسة، إذ لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة ولا البقعة الجغرافية، أو العرق أو اللون أو الطائفة والديانة، بل تراعي الجانب الإنساني مُعليَةً شأنه على أي اعتبارٍ، والأمثلة على ذلك أكثر من أنْ تعد أو تحصى.
فالإمارات لم تتوانَ يوماً عن مدِّ يد العونِ للمحتاج بصرف النظر عنْ أيّ اعتبار آخر، فهي لم تترك سوريا وحيدةً بمواجهة الوباء العالمي، وكذلك بالنسبة للبنان فإنّ الإمارات العربية المتحدة ما إنْ حلّت الكارثة بانفجار بيروت في أغسطس/آب 2020 حتى هرعت الطائرات الإماراتية حاملةً أطنان المساعدات الطبية والإغاثية، وها هي الإمارات تمدّ يدَ الخير والعطاء إلى غزة المحاصرة وترسل آلاف الجرعات من لقاح "كورونا" صيانة للإنسانية والإنسان العربي الفلسطيني، ليتحوّل دخول الجرعات إلى برنامج ممنهجٍ حتى يطول كل إنسانٍ فلسطينيٍّ يعيش في غزة ويجنّبه الجائحة المميتة، عدا عن المساعدات الإنسانية التي لم تتوقف يوماً عن الشعب الفلسطيني.
في الحقيقة، إن العمل الإنساني عند دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً إنما هو فطرة عربية وإسلامية وإنسانية، وهو نهج راسخ حتى إنه لا يغفل الحالات الفردية انطلاقاً من أنَّ المحتاج أيّاً يكنْ إذا نادى ردت الإمارات: لبيكَ وسعدَيك، فها هو سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يلبي نداء المواطنة العربية العراقية التي استغاثت به لعلاج ابنها المصاب بمرضٍ نادرٍ ومكلفٍ، ليأتيها الردّ على الفور أن أبشري ولكِ ما سألتِ بتحمّل كامل البرنامج العلاجي لفلذة كبدكِ.
كل ذلكَ يجعل من الإمارات دولةً إنسانيّةً بامتياز؛ يعنيها الإنسان أولاً، متجاوزةً كلّ التسميات السياسية والدينية والفكرية والأيديولوجية من أجل الإنسان وحسب، لتكون بحقّ الدولة التي بُنيت على قيم العروبة والإسلام، والثابتة على نهج الحضارة والإنسانية، ليكون شعارها: الإنسانية فوق كل اعتبار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة