الإمارات وروّاد العمل الإنساني.. تقدير يتواصل وتمكين يتزايد
جهود ومبادرات إماراتية رائدة لدعم وتمكين وتكريم وحماية رواد العمل الإنساني حول العالم.
جهود يستذكرها العالم هذه الأيام بامتنان وتقدير، بالتزامن مع اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام.
تحل المناسبة هذا العام، وسط تحذير أممي من المخاطر والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون والعاملون في المجال الإنساني نتيجة انتشار الصراعات والتوترات حول العالم، والدعوة لإنهاء هذه الانتهاكات والعمل من أجل الإنسانية.
جهود دبلوماسية
دعوة استبقتها الإمارات بمواقف قوية وجهود استثنائية ومبادرات ملهمة على أكثر من صعيد لحماية رواد العمل الإنساني، الأمر الذي توِّج باعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي القرار 2720، الذي قدمته دولة الإمارات ويطالب باتخاذ خطوات جوهرية وملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشدة في قطاع غزة، وحماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض.
وكان أبرز نتائج هذا القرار على أرض الواقع ما يلي:
- تعيين الهولندية سيغريد كاغ في منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
- تخصيص دولة الإمارات مبلغ 5 ملايين دولار لدعم جهود كاغ في جهودها لتخفيف وطأة معاناة أهالي غزة، وتعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة لاحتياجاتهم.
مواقف قوية
القرار الذي دعا إلى حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض، واكبته الإمارات بمواقف قوية داعمة له، ومنددة بأي هجمات تستهدف العاملين في المجال الإنساني أو عرقلة عملهم.
- من بين تلك المواقف البيان شديد اللهجة، الذي أدانت فيه دولة الإمارات في 2 أبريل/نيسان الماضي "بأشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي - شريك دولة الإمارات في مبادرة أمالثيا لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال القطاع والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العاملين في المجال الإغاثي الإنساني".
وحمّلت دولة الإمارات إسرائيل مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة، وطالبت بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
- أيضاً تبرز من تلك المواقف القوية، الدور الإماراتي البارز لدعم ومساندة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" في ظل ما تعانيه من محاولات إسرائيلية لعرقلة جهودها.
وتعد دولة الإمارات من الدول الرائدة والسباقة لتقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لإيمانها بالدور الذي تقوم به الوكالة في تحسين معيشة اللاجئين الفلسطينيين، انطلاقاً من التزام دولة الإمارات الدائم والتاريخي والراسخ تجاه الشعب الفلسطيني، بما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكدت الإمارات مراراً التزامها الثابت بدعم وكالة "أونروا" ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجه أداءها بالعمليات الموكلة إليها من قبل الأمم المتحدة، وأداء رسالتها السامية في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وضمن خطوات الدعم، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار من خلال "الأونروا"، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون.
أبطال الخطوط الأمامية
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني، فيما يتقدم أبناء الإمارات الصفوف الأمامية في مجال العمل الإنساني في أكثر من موقع، من أبرزها المستشفى الإماراتي الميداني في قطاع غزة .
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي عمله على مقربة من خط النار في رفح، لتخفيف معاناة أهالي غزة.
ويقدم المستشفى الميداني الإماراتي خدماته العلاجية لأهالي غزة في رفح، خاصة العمليات الجراحية التي تجرى بشكل يومي، من قبل الفريق الطبي الإماراتي ومتطوعين من أنحاء العالم ضمن عملية "الفارس الشهم 3".
ويعمل مئات العاملين والمتطوعين، ضمن فرق عمل الجهات المعنية بتنفيذ المبادرات الإغاثية والإنسانية الإماراتية منذ اندلاع الأزمة، على تقديم العون للأشقاء الفلسطينيين في جوانب الرعاية الصحية والإمدادات الإغاثية والغذائية، وتوفير سبل العيش والمأوى.
نماذج إماراتية ملهمة تجسد النسيج الاجتماعي المتماسك لدولة الإمارات، القائم على إرساء قيم وفضائل الخير والتكاتف والتضامن الإنساني مع الأشقاء والأصدقاء في أوقات المحن والأزمات.
وضمن جهودها الإبداعية لدعم العمل الإنساني، توفر الإمارات خدمة "ستارلينك" في المستشفى الميداني، لتقديم الاستشارات الطبية العاجلة التي تساهم في إنقاذ حياة المرضى من خلال تقنية الاتصال المرئي في الوقت الفعلي.
تعزيز التعاون الدولي
أيضاً ضمن جهودها الدبلوماسية المتواصلة للعمل على حماية العاملين في المجال الإنساني وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد، طالبت دولة الإمارات يوم الجمعة الماضي في بيان مشترك صادر من الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وسويسرا والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بتوفير الحماية لدخول مجموعات الإغاثة عبر معبر "أدري" السوداني الحدودي مع تشاد.
جاء ذلك تعليقاً على قرار مجلس السيادة السوداني، الخميس، فتح معبر "أدري" الحدودي مع تشاد للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.
ودعا البيان قوات الدعم السريع إلى اتخاذ خطوات فورية لضمان توفير الحماية لدخول مجموعات الإغاثة عبر حدود أدري، وتسهيل نقلهم للمساعدات الإنسانية دون قيود، وتمكين عملياتهم بشكل مستقل عن الجهات المسلحة والسياسية.
وبيّن الموقعون على البيان أنه "يتعين علينا جميعاً أن نتخذ خطوات عاجلة لنقل المساعدات الإنسانية إلى دارفور وعبر جميع الأراضي السودانية مع توفير ممر آمن ودون عوائق إلى المحتاجين، بغض النظر عن الطرف الذي يسيطر على الأراضي".
وإضافة إلى جهودها في فلسطين والسودان، يواصل أبناء الإمارات أدواراً إنسانية رائدة في مختلف ساحات العمل الإنساني وعلى مختلف الأصعدة.
ويقدم "عيال زايد" صورة مشرفة في إغاثة المتضررين من الكوارث والأزمات في أي مكان حول العالم.
إقامة ذهبية.. تكريم يتواصل
يحل اليوم العالمي للعمل الإنساني 2024 بينما تواصل دولة الإمارات منح الإقامة الذهبية لرواد العمل الإنساني في مبادرة ملهمة أعلنتها عام 2021 تستهدف تكريمهم وتمكينهم.
مبادرة تشكل رسالة ترحيب مفتوحة من الإمارات موجهة لرواد العمل الإنساني، لتكون الإمارات الوجهة والمقصد للعاملين في المبادرات الخيرية والإنسانية، لدعم جهودها في إغاثة ودعم المحتاجين حول العالم.
وتسهم المبادرة في استقطاب شخصيات اجتماعية وإنسانية بارزة في العمل الإنساني وترسيخ موقع دولة الإمارات منطلقاً لمبادرات العمل الإنساني.
وتعد مبادرة منح الإقامة الذهبية لرواد وكوادر العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات استجابة عملية لحاجة هذه الفئة إلى تسهيلات نوعية تسرّع استجابتها للأزمات والكوارث وحالات الطوارئ حول العالم، وتضمن في الوقت نفسه سلامتهم كون دولة الإمارات إحدى أكثر دول العالم أماناً.
وتهدف مبادرة منح الإقامة الذهبية لرواد وكوادر العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات إلى توفير ملاذ آمن لهم ولعملياتهم الإنسانية، وتعزيز قدراتهم على التواصل فيما بينهم ومع الهيئات والمنظمات الخيرية والإنسانية المحلية والإقليمية والعالمية، كما ترسخ موقع دولة الإمارات عاصمة عالمية للعمل الإنساني المستدام والمؤثر على أوسع نطاق.
كما تعكس تلك المبادرة رغبة الإمارات في توسيع مظلة العمل الإنساني حول العالم وتشجيع فئات جديدة على الانخراط فيه.
تأتي تلك الخطوة الإماراتية إدراكاً منها أن هناك حاجة ملحّة لجهود جميع العاملين والمتطوعين والرواد للعمل الخيري والإنساني حول العالم، حيث تشير أرقام منظمة الأمم المتحدة إلى وجود 235 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية والحماية عام 2021، مع وصول معدّل المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى فرد واحد من بين كل 33 شخصاً حول العالم.
ريادة إنسانية
مبادرات تتواصل تجسّد بها دولة الإمارات روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، والتزاماً بنهج القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء والتسامح وخدمة الإنسان.
جهود تتواصل ضمن خارطة طريق رسمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.
ويتميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
جهود أسهمت في تتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير، بحجم مساعدات إماراتية خارجية بلغ منذ تأسيس الإمارات أكثر من 320 مليار درهم شمل 201 دولة، وتتواصل مسيرة العطاء والريادة الإنسانية.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg
جزيرة ام اند امز