الإمارات في "إيكروم".. تتويج مسيرة رائدة في صون التراث العالمي
"إيكروم" أحدثت عبر السنوات الطويلة الماضية نقلة نوعية في الجهود الدولية لصون وإعادة التأهيل لكافة أنواع التراث الثقافي حول العالم.
اكتسبت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية، خبرة كبيرة في مجال صون التراث المحلي والعالمي، واستطاعت أن تفرض نفسها كلاعب دولي رئيس في هذا المجال.
وأثبتت الإمارات منذ صادقت على الانضمام إلى اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي التي أقرها المؤتمر العام لليونسكو عام 1972، أنها مهيأة فكراً وعملاً للمساهمة الفعالة في حماية الآثار والتراث الثقافي الإنساني، حيث بادرت إلى ترميم العديد من المواقع الأثرية في العديد من الدول.
وجاء اختيار الإمارات، منذ يومين، في مجلس منظمة المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم" بمثابة التتويج لمسيرتها الرائدة في مجال صون التراث العالمي ورعاية النشاط الفكري والثقافي والحوار بين الحضارات، لتصبح بحق منارة ثقافية تسطع بنورها في سماء البشرية.
وأحدثت "إيكروم" عبر السنوات الطويلة الماضية نقلة نوعية في الجهود الدولية لصون وإعادة التأهيل لكافة أنواع التراث الثقافي في كل منطقة من العالم، من خلال قدرتها على الاستجابة السريعة لحاجات الدول الأعضاء فيها.
وفي نفس الوقت، باعتبار أنها منظمة حكومية دولية تضم شبكة واسعة من الخبراء في مجالات الصون والتأهيل.
وتعتمد منظمة إيكروم على التعاون الرسمي المؤسساتي مع منظمات كاليونسكو، سواء مع مقرها الرئيس أو مكاتبها الإقليمية، إضافة إلى لجنة التراث العالمي، والتي تعمل منظمة إيكروم كهيئة استشارية لها.
كما تطور برامج تعليمية، وأدوات ومواد مبتكرة لعمليات الصون والترميم، وتنظم نشاطات تدريبية احترافية حول العالم.
وتؤثر "إيكروم" على برامج الأبحاث للمؤسسات المعنية بصون التراث، وتنسق عملية المشاركة بالمعرفة، وتخلق بيئات تحفيزية وتعاونية حيث يمكن للباحثين أن يلتقوا من خلالها.
ويسلط انضمام الإمارات إلى "إيكروم" الضوء على منظومة فكرية تتبناها منذ وقت طويل للمشاركة في عضوية العديد من المنظمات واللجان المتخصصة بمجالات صون التراث ونشر الثقافة والفنون.
ومن ذلك شغلها مقعد العضوية في لجنة التراث العالمي من 2009 إلى 2013، وعضوية لجنة التراث الثقافي غير المادي بين 2006 و2010 ما جعلها تترك بصمة واضحة على جهود حماية التراث العالمي في كل مجال.
وفي عام 2016، نظمت الإمارات "المؤتمر الدّولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر" الذي استضافته العاصمة أبوظبي على مدى يومين في إطار مبادرة الشراكة الدولية.
جاء ذلك بهدف حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع المسلّح، وانبثق عنه "إعلان أبوظبي" كنواة أولى لمشروع طويل الأجل، أكد التزام الدول بإنشاء صندوق لتمويل آليات حماية الآثار في مناطق النزاع.
وتقدّمت الإمارات في 12 مارس/أذار 2018، بمبادرة لإعادة إعمار وترميم جامع النوري الكبير التاريخي ومئذنته الحدباء، وذلك في إطار مشروع هو الأضخم من نوعه في العراق، وبالشراكة مع "اليونسكو" ووزارة الثقافة العراقية، وبالتعاون مع المركز الدّولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم".
واتخذت الإمارات مجموعة من السياسات والتشريعات التي تحمي الآثار بجميع أشكالها، حيث أصدرت القانون الاتحادي رقم "11" لسنة 2017 بشأن الآثار.
ويهدف إلى الحفاظ على الآثار الثابتة وغير الثابتة بالإمارات بغرض تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي والكشف عن الآثار والتنقيب عنها بغرض إحياء وإثراء التراث الوطني لدولة الإمارات.