الإمارات في اليمن.. بصمات دعم وسلام
«دولة الإمارات ستظل تزرع الخير وتفتح أبواب الأمل وتقدم العون والمساعدات الإنسانية والتنموية في كل أنحاء اليمن» تصريحات سابقة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تلخص فلسفة وسياسة دولة الإمارات في اليمن.
سياسة تتجسد على أرض الواقع في مختلف مدن اليمن المحررة عبر مشاريع تنموية وإنسانية في مختلف قطاعات الصحة والتعليم والأمن والمياه والبنية التحتية والاقتصاد تسجل عبرها دولة الإمارات بصمات خالدة.
بصمات إنسانية نجحت في زراعة الأمل بغد أفضل، غير عابئة بحملات التشويه والتضليل والبهتان والأكاذيب، للإخوان والحوثيين ومن يدور في فلكهم من وسائل إعلام لها أهدافها المغرضة.
أكاذيب تطل بين الفينة والأخرى تثير غبارا حولها لا يمس أيادي دولة الإمارات البيضاء، وسرعان ما تخمد الأكاذيب وما يصاحبها من غبار، وتبقى مشاريع الإمارات الإنسانية والتنموية قائمة لتشهد على عطاء دولة الإنسانية الذي لا ينضب وخيرها الذي لا ينقطع.
بلغة الأرقام، بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات لليمن نحو 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021، وارتفع الإجمالي إلى مبلغ يزيد على هذا الرقم بكثير مع تواصل المساعدات الإماراتية لليمن في جميع المجالات خلال عامي 2022 و2023 وحتى اليوم.
وضمن أحدث جهود الدعم أعلنت دولة الإمارات خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة بجنيف فبراير/شباط الماضي، أنها ستركز على دعم مشاريع التعافي وإعادة التأهيل بمبلغ وقدره 325 مليون دولار أمريكي، وسيستهدف قطاعات الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والزراعة، بما في ذلك مشروع كبير لبناء سد لأغراض الري.
وعلى الرغم من أن دعم دولة الإمارات لليمن تاريخي منذ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلا أن قصة دعم الإمارات لليمن منذ الانقلاب الحوثي قصة تستحق أن تروى كنموذج على الوفاء ومساندة الأشقاء في وقت الأزمات الذي هو دأب الإمارات دائما.
عاصفة الحزم
منذ دخول الإمارات كشريك رئيسي ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أخذت على عاتقها تحقيق المحافظة على مقومات الدولة اليمنية، ودحر المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية بالبلد.
ومنذ اللحظات الأولى لـ"عاصفة الحزم" التي انطلقت في 26 مارس/آذار 2015 كانت دولة الإمارات سباقة في إنزال جنودها بالعاصمة المؤقتة عدن، للمساهمة في تحريرها، وكان لهم دور كبير وبارز في تحريرها والمحافظات المجاورة لها.
وبالتزامن مع ذلك أسهمت القوات الإماراتية في تنظيم قوات الجيش الوطني وتأهيل المقاومة ضمن ألوية عسكرية، وقدمت، خلال هذه المعارك، كوكبة من أبطالها شهداء رووا بدمائهم الطاهرة تراب اليمن، نصرة للحق والشرعية والواجب.
ومرارا، أكدت دولة الإمارات دعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني ويسهم في استقراره وأمنه، مجددة التزامها بالوقوف إلى جانبه ودعم طموحاته المشروعة بالتنمية والأمن والسلام، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
وشددت على أهمية تكاتف القوى اليمنية وتعاونها وتغليب المصلحة الوطنية العليا، للتصدي للمخاطر التي يتعرض لها اليمن وفي مقدمتها الانقلاب الحوثي.
وبعد خمس سنوات من انطلاق "عاصفة الحزم"، وتحديدا في 9 فبراير/شباط 2020، احتفت دولة الإمارات بعودة جنودها البواسل الذين شاركوا في مهمة "إعادة الأمل" في اليمن بعد إنجازها مهام التحرير والتأمين والتمكينِ بنجاحٍ تام.
وأعلنت دولة الإمارات التحول من استراتيجية الاقتراب المباشر التي نفذتها قواتها المسلحة باحتراف عالٍ إلى استراتيجية الاقتراب غير المباشر التي تنفذها القوات اليمنية بنفسها اليوم.
مستقبل اليمن
وعقب مرحلة التحول الاستراتيجي، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ستظل تزرع الخير وتفتح أبواب الأمل، وتقدم العون والمساعدات الإنسانية والتنموية في كل أنحاء اليمن.
وشدد على أن القوات المسلحة الإماراتية كانت -وستظل- على الدوام قوة سلام واستقرار في المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن «الإمارات دولة تصنع السلام وتزرع الخير وتبث الأمل في أي مكان تذهب إليه».
دور ما زالت تقوم به دولة الإمارات حتى اليوم، تأكيدا على نهج الأخوة وتقديرا لوشائج القربى بين البلدين، التي كانت دافعا رئيسيا لتدخل دولة الإمارات في اليمن منذ البداية.
قطاع الصحة
وأينما يممت وجهك في اليمن ستجد مشاريع الإمارات حاضرة في كل مكان، واحتل قطاع الصحة أولوية متقدمة في الدعم المقدم من دولة الإمارات، حيث استنفرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها، بوضع خطة شاملة تضمن عودة القطاع الصحي للعمل بعد أن تعرض للتدمير، وما زالت تلك الجهود تتواصل حتى اليوم.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد تشق عيادات متنقلة لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي طريقها كل صباح إلى قرى ريفية نائية في أقاصي حضرموت اليمنية لعلاج المرضى.
أطفال ومسنون، نساء وشيوخ، هد أجسادهم المرض فلم يجدوا غير يد دولة الإمارات الإنسانية تطبب أوجاعهم، عبر عيادات متنقلة عالجت على مدار عام 2023 فقط أكثر من 13 ألف مريض في حضرموت وحدها، بمعدل 1200 مريض شهرياً.
وكانت دولة الإمارات قامت مؤخرا بتنفيذ مشروع بناء وإعادة تأهيل وصيانة 8 مستشفيات ومراكز طبية في محافظة حضرموت، من ضمنها المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، لتعزيز قدرات مؤسسات الدولة بالمحافظة.
ويعد المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه بساحل حضرموت من المراكز الخدمية المهمة التي قامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مؤخرا بإعادة تأهيله، حيث يستفيد من خدماته نحو 3 ملايين نسمة من أبناء محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى، كونه المركز الوحيد المتخصص في توفير كافة فصائل الدم للمحافظات الأربعة شرقي اليمن.
قطاع المياه
ونفذت هيئة الهلال الأحمر، في السنوات الماضية، بناء على توجيهات القيادة الإماراتية، مئات المشروعات في مجال إمدادات المياه الصالحة للمناطق والمحافظات اليمنية التي تعاني شحا في هذا المرفق الحيوي، واستفاد منها مئات الآلاف من السكان بالمناطق الجبلية والصحراوية.
ونجحت دولة الإمارات في إنهاء أزمة إنسانية مستمرة منذ 9 أعوام تعاني منها مدينة تعز المصنفة عاصمة ثقافية للبلاد.
وتعاني مدينة تعز (جنوب) المحاصرة حوثيا منذ 9 أعوام من انقطاع المياه، بسبب رفض مليشيات الحوثي ضخ إمدادات المياه المطلوبة للمناطق المحررة الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.
لكن في أغسطس/آب الماضي، دشنت الحكومة اليمنية بدء حفر 10 آبار ارتوازية في منطقة "الضباب" غربي تعز إلى جانب شبكة متكاملة لتغذية المدينة بالمياه، بتكلفة 10 ملايين دولار بدعم وتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة وإشراف المقاومة الوطنية.
المشروع الذي يحمل اسم -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يستهدف تزويد مدينة تعز بالمياه العذبة بمعدل 7 ملايين لتر ماء في اليوم الواحد، ما يعني فك أزمة إنسانية مستمرة منذ 9 أعوام في هذه المدينة.
دعم الاستقرار الاجتماعي
وفي إطار اهتمام دولة الإمارات وقيادتها بتوفير سبل الاستقرار الاجتماعي والنفسي للشباب اليمني، نظمت الإمارات العديد من الأعراس الجماعية، تنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لدعم استقرار الشباب وتعزيز النسيج الاجتماعي في اليمن.
ضمن أحدث تلك الأعراس، شهد شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي تنظيم حفل زفاف جماعي لـ200 شاب وشابة من أبناء مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع، جنوبي البلاد.
ويعد هذا العرس الجماعي الثالث الذي تنظمه الخلية الإنسانية، ذراع المقاومة الوطنية بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وكانت المقاومة الوطنية نظمت بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، العرس الجماعي الأول وضم 200 عروس وعريس، والثاني ضم ألف عريس وعروس، في مدينة المخا، غربي محافظة تعز، جنوبي اليمن.
وإضافة إلى ذلك، نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال الأعوام الماضية عشرات الأعراس الجماعية واستفاد منها آلاف الشباب، في تأكيد على اهتمام القيادة الإماراتية بظروف الشباب اليمني الذي يواجه تحديات كبيرة من أجل تحقيق حلمه وتطلعاته في الحياة الكريمة.
دعم التعليم
وإيمانا منها بأهمية التعليم والصحة والشباب في بناء مستقبل الوطن، اهتمت دولة الإمارات بعودة العملية التعليمية إلى وضعها السابق عقب تعرض معظم المدارس والمرافق التربوية للتدمير من قبل الحوثيين.
وشهد العام الدراسي الحالي في اليمن 2023/2024 افتتاح عدد من المدارس بدعم إماراتي، ضمن الرافد الإغاثي المتواصل لقطاع التعليم في اليمن، حرصا على النهوض بالبلاد وبأجيال المستقبل.
دعم إماراتي كان آخره بناء وتشييد 3 مدارس تعليمية نموذجية في مدينة المخا، أحد أهم الحواضر اليمنية على البحر الأحمر، كون المدارس هي البنية التحتية في بناء المجتمعات ورفعتها.
وفي نهاية أغسطس/آب الماضي تم افتتاح 3 مدارس للتعليم الأساسي والثانوي في مديرية المخا بُنيت وأُهِّلت بدعم إماراتي عبر خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية.
وتواصل دولة الإمارات دعم قطاع التعليم في اليمن عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حيث شيدت طيلة السنوات الماضية عشرات المدارس التعليمية في المناطق المحررة منها أكثر من 346 مدرسة بين عامي 2015 و2019.
وشملت المساعدات الإماراتية أيضا تأمين الطاقة، وإعادة بناء المطارات والموانئ، ومد الطرق وبناء المساكن، وغيرها من المشاريع التي بلغت حد تأمين مصادر الرزق لشرائح متعددة من الشعب اليمني، مثل الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
دعم السلام
ودعما لحلول سياسية مستدامة، ساندت دولة الإمارات على الدوام الجهود السعودية والدولية الداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
وأعلنت دولة الإمارات دعم مبادرة للسلام في اليمن التي أماطت السعودية اللثام عنها في مارس/آذار 2021، وتضمنت وقفا شاملا لإطلاق النار وتخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف من التحالف والأمم المتحدة واستئناف العملية السياسية.
وقبل شهر، رحبت دولة الإمارات بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية للعمل على خارطة طريق لدعم مسار السلام، معربة عن الأمل في إنجازها والتوقيع عليها في أقرب وقت.
وأثنت وزارة الخارجية، في بيان، على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص وكل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان الشقيقتين للوصول إلى حل سياسي مستدام للأزمة اليمنية، بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.
وشددت الوزارة على أن دولة الإمارات تدعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي في اليمن بما يحقق تطلعات شعبه الشقيق في الأمن والنماء والاستقرار.
كما جددت التأكيد على وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب اليمني، ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.
التزام إماراتي بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار والسلام والاستقرار، ضمن نهج رسّخه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير عليه القيادة الإماراتية ولم تحد عنه باعتباره رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة وإرثا متفردا.