الإمارات وإندونيسيا.. علاقات اقتصادية متنامية بين شرق آسيا وغربها
وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة اتفاقية اقتصادية واسعة النطاق مع إندونيسيا، الجمعة، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز التجارة الثنائية إلى أكثر من 10 مليارات دولار بحلول عام 2030.
ترى إندونيسيا أن صادراتها إلى الإمارات العربية المتحدة سترتفع بنسبة 54% على مدى السنوات العشر المقبلة، حيث ألغت الصفقة حوالي 94% من التعريفات الحالية، وفقا لبيان صادر عن وزارة التجارة الإندونيسية.
وتعمل دولة الإمارات، المركز المالي والسياحي في الشرق الأوسط، على تعميق علاقاتها التجارية في الاقتصادات سريعة النمو في آسيا وأفريقيا، وتريد تعزيز مكانتها كمركز عالمي للأعمال والتمويل.
واتفاق إندونيسيا هو ثالث اتفاق تجاري رئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ أن أعلنت عن خطة لتوسيع علاقاتها الاقتصادية في عام 2021.
إذ وقعت اتفاقيات مماثلة مع الهند وإسرائيل هذا العام، والتي ترفع أو تخفف إلى حد كبير الرسوم الجمركية على السلع؛ كما أنها تعمل على صفقة مع تركيا.
ونقلت وكالة بلومبرج عن ثاني الزيودي، وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، قوله إن اتفاق إندونيسيا يهدف إلى الحفاظ على الزخم في النمو التجاري السريع؛ ومن المتوقع أن تنمو التجارة الثنائية إلى 4 مليارات دولار في عام 2022 ومن المتوقع خلق حوالي 50000 وظيفة، مع التركيز على العمل الماهر.
وتشمل بعض الصناعات المستهدفة في الاتفاقية التجارية الخدمات اللوجستية والسياحة والاتصالات والبناء والأعمال. ومن المتوقع أيضا أن تستفيد تجارة السلع "الحلال"، مثل الأطعمة التي تتوافق مع الإرشادات الغذائية الإسلامية والأزياء المحتشمة.
وكانت دولة الإمارات قد تعهدت سابقا باستثمار 10 مليارات دولار في صندوق الثروة الجديد في إندونيسيا في دفعة قد تحفز مشاريع البنية التحتية.
وإندونيسيا هي موطن لأكبر سوق محلية لاقتصاد الحلال في العالم، حيث تشكل نسبة السكان المسلمين حوالي 80% من إجمالي عدد السكان.
علاقات متينة
في السنوات الأخيرة، أصبح شرق وغرب آسيا مترابطين بشكل متزايد في العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية؛ إذ تشترك إندونيسيا ودولة الإمارات، على سبيل المثال، في علاقة متنامية.
وتهتم دولة الإمارات بإندونيسيا لأنها أكبر دولة إسلامية وبوابة للتجارة والاستثمار مع كل من جنوب شرق وشرق آسيا، إذ تشكل القارة الوجهة الرئيسية لصادرات الطاقة لدولة الإمارات ودول الخليج.
من ناحية أخرى، تهتم إندونيسيا بدولة الإمارات لأنها مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر، بالإضافة إلى أن دولة الإمارات يمكن أن تؤثر إيجابا على بيئة الأعمال في البلد الآسيوي.
وتُفهم المصالح الإندونيسية الإماراتية بشكل أفضل من خلال 3 مصالح شاملة: أولاً، الاهتمام الدولي بآسيا كمصدر للنمو الاقتصادي العالمي المستقبلي.
ثانيا، أن إندونيسيا ترى في دولة الإمارات الوجهة المثالية في غرب آسيا للاستيراد والتصدير وإعادة التصدر، مع امتلاك دولة الإمارات بنية تحتية ضمن الأكثر تطورا على مستوى العالم، خاصة في مجالات النقل البحري والجوي.
ثالثا، سوق العمل في دول الخليج، إذ تعتبر دولة الإمارات وبقية دول الخليج قبلة رئيسية للعمالة الإندونيسية.. وهي عمالة تعتبر إحدى مصادر النقد الأجنبي لها.
وترى إندونيسيا أنه يمكن لها الاستفادة بشكل أو بآخر، من البيئة الجاذبة للاستثمارات الغربية في دولة الإمارات، وبالتالي قد تنشأ شراكات بين البلدين، لفتح الأسواق على طول القارة من خلال حزمة اتفاقيات شاملة.