من فلسطين للبرازيل.. مبادرات إماراتية ترسخ مكانة عاصمة الإنسانية في 2025
من فلسطين إلى البرازيل مرورا بالصومال، واصلت دولة الإمارات في الأيام الأولى من عام 2025 جهودها الإغاثية والإنسانية حول العالم.
جهود ومبادرات تعزز بها دولة الإمارات مكانتها كعاصمة عالمية للإنسانية وعمل الخير في مستهل عام جديد، يرتقب أن تجني فيه الإنسانية ثمار العديد من المبادرات التي أطلقتها الإمارات خلال السنوات الماضية، لا سيما خلال عام 2024.
واكبت تلك الجهود قرارات من القيادة الإماراتية تعزز بها عمل الجهود الإغاثية لمؤسسات الإمارات الإنسانية حول العالم، كان أحدثها إصدار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الجمعة، مرسوماً اتحادياً بتعيين الدكتور طارق أحمد محمد العامري، رئيساً لوكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وتعيين سلطان محمد سعيد الشامسي نائباً لرئيس الوكالة.
جهود إماراتية إنسانية متواصلة لتخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، تجسد أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
مساعدات إماراتية تواصل التدفق في مستهل عام جديد كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولا" دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
دعم غزة
على صعيد جهود الإمارات لدعم ضحايا الحروب والنزاعات، للتخفيف من وطأة الأزمة عليهم، تتدفق المساعدات الإماراتية على فلسطين بلا توقف.
ومنذ مطلع عام 2025 تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف عن أهل غزة معاناتهم جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وخلال الأسبوع الأول من العام الجاري عبرت 3 قوافل محملة بمساعدات إنسانية إماراتية متنوعة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصرية، في إطار جهود دولة الإمارات لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين خلال الظروف الراهنة.
وتتألف القوافل من 29 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 364 طنا من المساعدات الإنسانية، تتضمن المواد الغذائية وكسوة الشتاء وخيم الإيواء والاحتياجات الضرورية الأخرى.
والثلاثاء الماضي، دخلت قافلة مساعدات إماراتية طبية ضخمة إلى قطاع غزة ضمن التزام دولة الإمارات بتخفيف معاناة الفلسطينيين وتقديم الإغاثة العاجلة للقطاع الصحي المنهار.
تتألف القافلة، في مرحلتها الأولى، من 10 شاحنات محملة بمعدات طبية وأدوية أساسية، على أن يصل إجمالي المساعدات إلى 30 شاحنة خلال أيام.
وتهدف هذه المساعدات إلى دعم المستشفيات والمراكز الطبية في غزة، التي تعاني نقصا حادا في التجهيزات، بسبب الكارثة الصحية وتدهور البنية التحتية للقطاع الصحي.
وقبل يومين، أرسلت الإمارات، الأربعاء، طائرة إغاثية محملة بـ40 طنا من الحقائب المدرسية ومستلزمات التعليم دعما للطلبة في قطاع غزة.
يأتي ذلك في إطار حملة لدعم التعليم في قطاع غزة، أطلقتها عملية "الفارس الشهم 3"، تضمنت إرسال حقائب مدرسية ومستلزمات تعليمية للأطفال، بهدف مساعدة الطلبة على مواصلة تعليمهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها القطاع.
لفتات ومبادرات إنسانية متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم.
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام.
أحدث تلك الأرقام، صدرت مؤخرا، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وكشفت عن تصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر دعما لسكان غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بقيمة بلغت 828 مليون دولار، وبنسبة 42% من مجمل المساعدات المقدمة للقطاع.
وتواصل عملية "الفارس الشهم 3" -التي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ أكثر من عام.
مساعدات للصومال
ومن المتضررين من الحروب والصراعات إلى المتضررين من الكوارث الطبيعية تواصل الإمارات جهودها الإنسانية.
ضمن أحدث تلك الجهود أرسلت دولة الإمارات الجمعة 700 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة إلى المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت عدة مناطق في الصومال.
وتأتي هذه المساعدات ضمن توجيهات القيادة الرشيدة لتعزيز الجهود الإنسانية والتخفيف من معاناة الشعب الصومالي الشقيق، إذ تشمل شحنات المساعدات سلال غذائية أساسية لتلبية احتياجات قرابة 150 ألف شخص من الأسر المتضررة، وتوفير الدعم العاجل للمجتمعات التي تأثرت بالفيضانات.
البرازيل.. مبادرات بيئية ومجتمعية
ومن الصومال إلى البرازيل، التي تجني خلال العام الجاري ثمار إحدى أهم المبادرات الإنسانية التي أطلقتها الإمارات عام 2024، وهي "مبادرة إرث زايد الإنساني" التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 29 مارس/آذار الماضي، بإطلاقها بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وقبل 3 أيام أعلنت مؤسسة "إرث زايد الإنساني" تنفيذ عدد من المبادرات البيئية والمجتمعية في جمهورية البرازيل الاتحادية بقيمة 40 مليون دولار، تزامناً مع الاحتفاء بمرور 50 عاما من مسيرة العلاقات الإماراتية-البرازيلية.
وستنفذ مؤسسة "إرث زايد الإنساني" المبادرات من خلال المؤسسات والجهات التابعة لها، التي تشمل مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، والتعاون مع "مؤسسة الأنهار النظيفة المحدودة"، وبالشراكة مع نظيراتها من المؤسسات البرازيلية المعنية في المجالين البيئي والمجتمعي، مع التركيز على دعم السكان الأصليين في منطقة الأمازون، و"برنامج معالجة التلوث البلاستيكي في نهر الأمازون"، والبرنامج الإماراتي لزراعة (10,000) فسيلة نخيل وتدريب المزارعين في ولاية باهيا.
إضافة إلى تقديم الخبرة الفنية لحماية التنوع البيولوجي الغني في البرازيل والنظم البيئية الحيوية لدعم ما يُعرف باسم "مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد" وهو مبادرة برازيلية أعلنت خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) للحفاظ على الغابات المطيرة الاستوائية في العالم، بتكلفة إجمالية تصل إلى 250 مليار دولار أمريكي.
دعم المؤسسات الإنسانية
واكب تلك الجهود قرارات من القيادة الإماراتية تعزز بها الجهود الإغاثية لمؤسسات الإمارات الإنسانية حول العالم.
ضمن أحدث تلك الجهود، أصدر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الجمعة، مرسوماً اتحادياً بتعيين الدكتور طارق أحمد محمد العامري، رئيساً لوكالة الإمارات للمساعدات الدولية، وتعيين سلطان محمد سعيد الشامسي نائباً لرئيس الوكالة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أصدر مرسوما اتحاديا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإنشاء "وكالة الإمارات للمساعدات الدولية" تتبع مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة، ويكون لها الأهلية القانونية الكاملة للتصرف.
وتُعد "وكالة الإمارات للمساعدات الدولية" خطوة محورية في تعزيز العمل الإنساني الإماراتي على الصعيد العالمي.
وهدفت هذه الخطوة لتنظيم وتنسيق الجهود الإغاثية بشكل أكثر فاعلية، مع تعزيز قدرة دولة الإمارات على تقديم الدعم للمناطق التي تواجه تحديات إنسانية كبيرة حول العالم.
وتعزز الوكالة ريادة دولة الإمارات في مجال العطاء الإنساني، مستلهمة قيمها القائمة على التسامح والتعاون، خاصة مع تزايد الصراعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية، في العقود الأخيرة، وهو ما رفع الحاجة إلى استجابات سريعة وفعالة لتخفيف معاناة الشعوب.
أيضا أصدر الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، الجمعة، قرارا بتشكيل مجلس أمناء مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
ونص القرار على إسناد رئاسة المجلس إلى راشد سعيد العامري، مستشار مكتب رئيس دولة الإمارات للشؤون الاستراتيجية في ديوان الرئاسة.
يأتي القرار في إطار تعزيز الجهود الإنسانية والاجتماعية للمؤسسة، ودعم مبادراتها التنموية، بما يعكس مكانة الإمارات الرائدة في ميادين العمل الإنساني.
ويتميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية، وتعزز قرارات ومبادرات القيادة الإماراتية هذا العمل المؤسسي الإنساني.
قرارات ومبادرات ملهمة يعم نفعها العالم أجمع، تمضي عبرها الإمارات بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، قدماً لتخليد نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسير على دربه في العطاء وتقديم المساعدات التنموية والإنسانية والخيرية للمحتاجين في مختلف دول العالم.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
بلغة الأرقام، بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، وحتى منتصف عام 2024 ما قيمته 360 مليار درهم (98 مليار دولار أمريكي)، بمتوسط 6.8 مليار درهم سنويا على مدار 53 عاما متواصلة.
أرقام كبيرة تبرز حرص الإمارات على عمل الخير واستدامته، حتى أضحت عاصمة عالمية للعطاء وعمل الخير.
aXA6IDE4LjIxNy4yMjguMTk1IA==
جزيرة ام اند امز