الإمارات تكثف دعمها لغزة في رمضان.. حراك إنساني وسياسي متواصل
في إطار جهودها لتكثيف دعمها لغزة في شهر رمضان، تقود دولة الإمارات حراكا إنسانيا وسياسيا متواصلا، ومساعدات متواصلة ضمن نحو 14 مبادرة أطلقتها لدعم أهل غزة.
ورغم أن تلك المبادرات انطلقت تباعا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن المساعدات بدأت تزداد خلال شهر رمضان الكريم، نظرا لما يحمله هذا الشهر من خصوصية من جانب، ونظرا لزيادة معاناة أهالي غزة خلال شهر رمضان بسبب الهجوم الإسرائيلي المتواصل.
- الإمارات والمجر تبرمان اتفاقية اقتصادية لتحفيز التبادل التجاري والاستثماري
- الإمارات الأولى إقليميا والسابعة عالميا بمؤشر التوازن بين الجنسين 2024
ومع حلول شهر رمضان المبارك، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتكثيف المساعدات الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة خلال الشهر الكريم، من خلال مبادرات تنفذها الجهات الإماراتية المعنية بتقديم العمل الإنساني.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية عن تنفيذ عملية الإسقاط الثامنة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في أول أيام شهر رمضان المبارك على شمال قطاع غزة، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
يأتي هذا فيما يجري حاليا تجهيز سفينة المساعدات الإماراتية الثالثة ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، التي تغادر دولة الإمارات متوجهة إلى مدينة العريش المصرية، وعلى متنها 4 آلاف و500 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم الأشقاء في غزة خلال شهر رمضان.
على الصعيد ذاته تتواصل الجهود الدبلوماسية والسياسية الإماراتية لتسريع جهود تدشين ممر بحري إنساني من قبرص لغزة.
ممر بحري إنساني
وضمن أحدث تلك الجهود، شارك الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي في الاجتماع الوزاري الذي عقد، مساء الأربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد حول مبادرة الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
استضاف الاجتماع الدكتور كونستانتينوس كومبوس وزير خارجية قبرص، بمشاركة أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا، والدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير دولة بوزارة الخارجية القطرية، ويانيز لينارتشيتش مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، وسيغريد كاغ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
جاء هذا الاجتماع في أعقاب إعلان المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وجمهورية قبرص ودولة الإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية في 8 مارس/آذار الجاري عزمها فتح ممر بحري، لإيصال المساعدات الإضافية التي تشتد الحاجة إليها عن طريق البحر وصولا إلى غزة.
واستعرض الاجتماع سبل دعم هذه المبادرة الإنسانية، وتسريع وتيرة عمل القناة البحرية، لتقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة للمدنيين في غزة.
كما تطرق إلى آليات التعاون بين الدول المشاركة في المبادرة وسيغريد كاغ كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بما يسهم في تسهيل وتنسيق والتحقق من تدفق المساعدات التي تصل إلى غزة بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2720.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تتطلب تبني نهج تعاوني دولي متعدد الأطراف، لتخفيف تداعياتها على المدنيين في قطاع غزة، والسعي بشكل حثيث لفتح ممرات إنسانية، لنقل المساعدات الإنسانية بوتيرة كافية ومستدامة ودون عوائق.
وأكد التزام دولة الإمارات الراسخ بحشد الدعم الدولي لمبادرة الممر البحري، وكذلك التعاون مع شركائها في المجتمع الدولي، بهدف تعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في غزة.
جاء هذا الاجتماع في أعقاب مباحثات مكثفة أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إطار حشد الدعم الدولي لمبادرة الممر البحري.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي، مع نيكوس خريستودوليدس الرئيس القبرصي، الإثنين الماضي، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وتناول الاتصال، المبادرة التي أعلنتها مؤخرا كل من دولة الإمارات وجمهورية قبرص والمفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بشأن تفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية الإضافية التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
والبناء على مبادرة "أمالثيا" التي كانت قد أعلنتها قيادة قبرص مؤخراً والتي تحدد آلية شحن المساعدات بصورة آمنة من قبرص إلى غزة عبر البحر وتعد جزءاً أساسياً في تفعيل الجهود المشتركة لإطلاق هذا الممر البحري، وذلك بالتعاون مع كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، التي تتولى مهمة تسهيل وتنسيق والتحقق من تدفق المساعدات التي تصل إلى غزة.
وشدد رئيس دولة الإمارات، في هذا السياق، على ضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة ومباشرة برا وبحرا وجوا لنقل المساعدات الإغاثية إلى القطاع دون عوائق، وتيسير الآليات الكفيلة بتوفير الحماية اللازمة لهذه الممرات وتمكين المنظمات الإنسانية المعنية من القيام بمسؤولياتها، بما يضمن عدم تفاقم المعاناة التي يشهدها سكان القطاع.
وأكد أهمية تكثيف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى دعم مسار السلام الشامل والعادل والاستقرار في المنطقة على أساس "حل الدولتين"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تساند جميع الجهود والمبادرات في هذا الاتجاه.
وفي اليوم نفسه، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اتصال هاتفي، مع أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، سبل دعم مبادرة الممر البحري.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات حريصة على التعاون مع مختلف الأطراف، بما في ذلك المفوضية الأوروبية، من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه سكان القطاع والذي يتطلب التحرك العاجل والجماعي للتعامل معه.
من جانبها، عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية عن تقديرها للدور الذي يقوم به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات في تقديم الدعم الإنساني إلى قطاع غزة، مؤكدة حرص المفوضية الأوروبية على التعاون والتنسيق مع الإمارات في هذا الخصوص.
ثالث سفينة مساعدات
وبالتزامن مع جهودها لحشد الدعم الدولي لمبادرة الممر البحري لدعم غزة، تعكف الإمارات على قدم وساق لتجهيز ثالث سفينة مساعدات إماراتية، متوجهة إلى العريش بجمهورية مصر العربية، تحمل على متنها 4 آلاف و500 طن من المواد الإغاثية المتنوعة لدعم الأشقاء في غزة.
وتتضمن محتويات السفينة المواد الغذائية، والطبية والمكملات الغذائية للأطفال، إلى جانب الملابس الشتوية المتنوعة ومواد الإيواء والاحتياجات الضرورية الأخرى.
يأتي تسيير سفينة المساعدات تعزيزا لمبادرات الدولة الإنسانية لصالح الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" المستمرة لدعمهم وتوفير الاحتياجات الضرورية في مختلف المجالات للمتأثرين من الأحداث هناك.
وجاء تسيير السفينة الثالثة بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، للإسهام في تلبية الاحتياجات المتزايدة للأشقاء في غزة في الوقت الراهن.
هذا وتم إعداد خطة محكمة بالتنسيق مع وفود الهلال الأحمر الإماراتي المتواجدة حاليا داخل القطاع، لتوزيع حمولة السفينة من المساعدات على المستهدفين في المناطق الأكثر تأثرا بأحداث غزة، إذ تبذل الهيئة ما في وسعها من جهود إنسانية لمواكبة حجم التحديات الإنسانية التي تعيشها الساحة الفلسطينية، خاصة في مجال الإمدادات الغذائية في شهر رمضان المبارك.
وكانت دولة الإمارات قد سيرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، سفينة المساعدات الأولى وعلى متنها 4016 طنا من المواد الإغاثية المتنوعة، تلتها السفينة الثانية في فبراير/شباط الماضي، وحملت 4 آلاف و303 أطنان من المواد الغذائية و154 طنا من مواد الإيواء، و87 طنا من المساعدات الطبية.
طيور الخير.. ثامن إسقاط
وكانت دولة الإمارات قد استهلت شهر رمضان، بإسقاط مساعدات إنسانية جوا على غزة عبر مبادرة "طيور الخير".
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية عن تنفيذ عملية الإسقاط الثامنة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في أول أيام شهر رمضان المبارك، بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وطائرات القوات الجوية المصرية على شمال قطاع غزة، للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
ونفذ عملية الإسقاط الثامنة طواقم مشتركة من كلا البلدين، عبر طائرتين حملتا 42 طناً من المساعدات الغذائية والطبية، وبذلك يصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" إلى أكثر من 353 طنا من المساعدات الغذائية والإغاثية.
وتعد عملية "طيور الخير" التي انطلقت في 28 فبراير/شباط الماضي مبادرة جديدة ضمن سلسلة مبادرات تتضمنها "عملية الفارس الشهم الإنسانية 3"، التي انطلقت بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتجسد "طيور الخير " التي ستستمر لعدة أسابيع المستوى العالي من التنسيق الإماراتي المصري المشترك المتواصل لدعم سكان قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة لهم في مختلف مناطق القطاع.
ولم تألُ الإمارات جهداً في دعم أهل غزة، فأطلقت نحو 14 مبادرة لدعم غزة أبرزها "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن رحم تلك المبادرة تولدت نحو 9 مبادرات حيث سيرت جسراً جوياً، لا يزال مستمراً، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانياً داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك قامت بتوفير وتشغيل الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
ومن أحدث تلك المبادرات إسهام الإمارات في تدشين ممر بحري إنساني من قبرص لغزة.
aXA6IDMuMTMzLjEzMy4zOSA= جزيرة ام اند امز