دبلوماسية الإمارات.. مواقف شجاعة تدعم أمن واستقرار وازدهار المنطقة
"اتسمت مواقف دولة الإمارات دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ".
تصريح للدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، في تغريدة له اليوم الأربعاء عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، يعيد فيها التأكيد والتذكير على ملامح ومبادئ الدبلوماسية الإماراتية.
حديث يحمل رسالة مهمة وواضحة وصريحة لمن يحاول عبثا التشويش على جهود الإمارات الداعمة للأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة عبر ترويج أكاذيب مغرضة وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة، كان أحدثها قبل أيام يزعم انحياز دولة الإمارات لأحد أطراف الأزمة في السودان ودعمه بالأسلحة والذخائر، وهو ما نفت صحته الخارجية الإماراتية.
وقال الدكتور قرقاش في تغريدته: "اتسمت مواقف دولة الإمارات دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة".
وأضاف :"الإمارات لا تتغير وتسمو فوق منطق القيل والقال".
ما ذكره الدكتور قرقاش حول دبلوماسية دولة الإمارات التي تتسم بالشجاعة والأصالة والصراحة، تعد حقائق، تؤكدها الأحداث على أرض الواقع، ويثبتها التاريخ في سجلاته، وتؤكدها الشهادات والتقارير الدولية.
ولطالما تعرضت دولة الإمارات لإساءات نتيجة مواقفها الشجاعة والجريئة والصحيحة، وقبل أن تبثت الأيام صوابها وحكمتها وبعد نظرها، حدث ذلك على سبيل المثال لا الحصر، في جهودها الداعمة لإعادة سوريا لحاضنتها العربية، ومواقفها الصريحة مما أطلق عليه "ثورات الربيع العربي"، ومعاهدة السلام مع إسرائيل وغيرها.
لذلك كانت نصيحة الدكتور قرقاش للجميع في تغريدة له قبل يومين قال فيها: "اسمع من الإمارات ولا تسمع ما يريد البعض قوله عنها".
رسالة واضحة للجميع "اسمع من الإمارات"، لأنها ليس لديها ما تخفيه، وأن مواقفها في العلن هي نفسها مواقفها في السر، بل إنها لطالما تحملت الكثير من الإساءات نتيجة دبلوماسيتها الشجاعة والصريحة والصادقة، التي دائما ما تثبت الأيام صواب رؤيتها وحكمة قيادتها.
نموذج يحتذى
وقد جسدت الدبلوماسية الإماراتية على مدار 5 عقود نموذجا يحتذى به في تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة والعالم.
وتسير دولة الإمارات على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء المنطقة والعالم منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971.
واتخذت الإمارات من هذا المبدأ بعداً أساسياً في سياستها الخارجية، وهو المبدأ الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
مواقف تاريخية
ولا ينسى المصريون، دور الإمارات المساند لبلادهم في أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران بمصر عام 2013، التي أطاحت بتنظيم الإخوان الإرهابي، متخذة موقفا شجاعا وصريحا وواضحا ومستقلا ومخالفا لتوجهات وسياسة الإدارة الأمريكية بقيادة باراك أوباما آنذاك.
كذلك لا ينسى العالم، خطوة دولة الإمارات الشجاعة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول 2020.
بعد عقود من الصراع، لم تسفر عن أي تقدم على أرض الواقع نحو حل القضية الفلسطينية، لجأت الإمارات إلى مقاربة جديدة ضمن خياراتها الاستراتيجية التي تحدد ملامح سياستها الخارجية، وأخذت زمام المبادرة بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020، مع تأكيدها أن تلك المعاهدة لم ولن تكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات العربية المتحدة دائما لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
عندما لجأت الإمارات إلى هذا الخيار كانت تدرك جيدا أن الطريق إلى تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة بين إسرائيل وفلسطين ليس مفروشا بالورود، كما أنه لن ينتج عنه حلول سريعة، وأن هناك أطرافا من كلا الجانبين ستتآمر وتضع العراقيل في طريق السلام لاستمرار وتأجيج الصراع، ومحاولة إفشال أي خطوات جدية لنشر السلام والاستقرار بالمنطقة، عبر استفزازات وقرارات وسياسات تحاول تأجيج الصراع.
لكن السياسة الحكيمة لدولة الإمارات ضيعت الفرصة على هؤلاء، عبر تمسكها بخيار السلام والتنمية كخيار استراتيجي لدعم الاستقرار والازدهار بالمنطقة، وعدم الانجراف وراء تلك الاستفزازات والسياسات بقرارات متسرعة.
إعادة سوريا لحاضنتها العربية
مع إطالة أمد الأزمة السورية وارتفاع تكلفتها السياسية والإنسانية، قادت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة جهودا لإعادة سوريا لحاضنتها العربية، مؤكدة أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وشددت على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.
وترجمت دولة الإمارات هذا التوجه بالفعل على أرض الواقع عبر أكثر من محطة، بدأتها دبلوماسيا بإعادة افتتاح سفارتها في دمشق ديسمبر/كانون الأول 2018، وتوجته باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد في مارس/آذار 2022، في أول زيارة لدولة عربية منذ 11 عاما، قبل أن تستقبله مجددا في مارس/آذار الماضي، بعد نحو شهر من زيارته سلطنة عمان 20 فبراير/شباط الماضي، ضمن خطوات تقارب سوري عربي شهدتها الفترة القليلة الماضية، دشنتها أبوظبي، وتسارعت وتيرتها بعد الزلزال الذي ضرب سوريا.
تلك الجهود أسهمت في تهيئة مناخ عربي داعم لعودة سوريا إلى حاضنتها العربية، خصوصا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد 6 فبراير/ شباط الماضي.
وتوجت تلك الجهود باستعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية، ودعوة رئيسها للمشاركة في القمة العربية التي انعقدت بالسعودية 19 مايو/أيار الماضي.
وكانت القاهرة قد استضافت -آنذاك- اجتماعا للجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا "لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة للأزمة السورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري".
السودان.. جهود دبلوماسية وإنسانية
ومنذ بداية الأزمة بالسودان قبل 4 أشهر وحتى اليوم، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود دبلوماسية وإنسانية انطلقت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة منتصف أبريل/نيسان الماضي، وتطورت على مدار الفترة الماضية وفقا لتطورات الأزمة حرصا على التخفيف من وطأتها وتداعياتها الإنسانية.
تلك الجهود البارزة حاول البعض عبثا التشويش عليها عبر أكاذيب مغرضة وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة، تزعم انحياز دولة الإمارات لأحد أطراف الأزمة في السودان ودعمه بالأسلحة والذخائر.
أكاذيب سرعان ما نفت صحتها وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، دحضت فيه دولة الإمارات، المزاعم بشأن انحيازها لأي من أطراف نزاع السودان، مؤكدة أن السلام والحل السياسي أولويتها.
وشددت دولة الإمارات، على أنها "لم تقدم أي أسلحة أو ذخائر لأي من الأطراف المتحاربة في السودان منذ اندلاع النزاع".
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية التي انطلقت منذ بداية الأزمة، كانت دولة الإمارات حاضرة بل ورائدة في مبادراتها الإنسانية، الهادفة لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين، سواء من أهل السودان أو من الرعايا الأجانب المقيمين بها.
وضمن أحدث جهود المساعدات، أرسلت دولة الإمارات، الجمعة، طائرة مساعدات إلى جمهورية تشاد تحمل على متنها 13 طناً من الإمدادات الغذائية لتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية للأشقاء السودانيين اللاجئين إلى تشاد وكذلك لدعم المجتمع المحلي، خاصة الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
تصفير الأزمات
وقامت الإمارات خلال الفترة الماضية بجهود دبلوماسية رائدة لتصفير الأزمات بالمنطقة وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول.
وأثمرت دبلوماسية دولة الإمارات الحكيمة عودة العلاقات مع تركيا إلى مسارها الطبيعي، بعد الزيارة التاريخية التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وكانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، بعد فترة فتور، قبل أن تعود إلى مسارها الطبيعي أيضا بين السعودية وتركيا.
وتشهد علاقات مصر وتركيا حاليا نقلة نوعية، توجت بإعلان البلدين 4 يوليو/تموز الماضي رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، في خطوة تنهي 10 أعوام من القطيعة.
أيضا أثمرت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عن تقدم ملموس على طريق العلاقات بين دولة الإمارات وإيران، بإعادة سفير دولة الإمارات إليها أغسطس/آب 2022 بعد 7 سنوات من سحبه.
ومؤخرا، بدأت السعودية وإيران فتح صفحة جديدة في العلاقات، توجت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بموجب اتفاق توصل له البلدان، برعاية صينية، 10 مارس/آذار الماضي، بعد قطيعة دبلوماسية استمرت 7 سنوات.
ويرتقب أن يقوم وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان بزيارة إلى السعودية قريبا، هي الأولى منذ استئناف العلاقات بين البلدين.
تقدير دولي
وقبل يومين، تلقت دولة الإمارات شكرا من بنغلاديش على دورها في الإفراج عن موظفين أمميين مختطفين باليمن.
إنجازات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني الذي يحقق الاستقرار والأمان للشعوب سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
إنجازات دبلوماسية وإنسانية توجت بدخول دولة الإمارات قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023 الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس" العالمية.
وحققت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في كل المؤشرات الرئيسية والفرعية للمؤشر بما يعكس المكانة المميزة التي وصلت لها الدولة والتي جعلت منها واحدة من أكثر دول العالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة الثامنة عالمياً في التقدير العالمي للقيادات، وفي المرتبة التاسعة عالمياً في "التأثير في الدوائر الدبلوماسية"، وفي المركز السابع في قوة الاقتصاد واستقراره وتنوع قطاعاته، وفي المركز الـ10 في متابعة الجمهور العالمي والمركز الـ11 في التأثير الإعلامي، وفي المركز الثالث عالمياً في "الكرم والعطاء".
وقبل أيام، أعدت مجلة "فوربس إنديا" قائمتها لعام 2023، التي تضم عددا من الدول برزت في الساحة العالمية بقوتها متعددة الأوجه، بما في ذلك النفوذ السياسي والموارد الاقتصادية والقوة العسكرية، والقوة في التحالفات الدولية، والقوة العسكرية المؤثرة.
وجمعت "فوربس" تصنيفات أفضل 10 دول قوية في العالم هذا العام، عبر منهجية تصنيف تعتمد الترتيب الفرعي للسلطة على "متوسط مرجح متساوٍ للنتائج" من 5 سمات معينة تشير إلى قوة الدولة وهي: القيادة، والتأثير الاقتصادي، والنفوذ السياسي، وقوة التحالفات الدولية، وقوة الجيش.
واللافت هذا العام هو وجود دولة عربية وحيدة في قائمة الدول العشر الأقوى في العالم، وهي دولة الإمارات، التي حلت في المرتبة التاسعة.
إنجازات دبلوماسية وإنسانية تتزايد وشهادات دولية تتوالى تبرز التقدير العالمي لمكانة دولة الإمارات والثقة الدولية المتزايدة في سياستها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية وإعلامها وثقافتها وتراثها وقيمها ومبادئها، التي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجا يقتدى به ويتطلع مئات الملايين حول العالم أن تحذو بلادهم حذوها.
aXA6IDMuMTM2LjI2LjE1NiA=
جزيرة ام اند امز