معاهدة سلام الإمارات.. عودة الروح للقضية الفلسطينية
معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية دفعت إسرائيل إلى تعليق خطط الضم، وهو ما اشترطته الإمارات بقوة قبل توقيع المعاهدة
ظلت مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مجمدة لسنوات طويلة، لأسباب عدة، في مقدمتها التوحش الإسرائيلي في بناء المستوطنات ما هدد فكرة السلام وحل الدولتين.
وتفاقمت الأزمة بين الجانبين مع توجه إسرائيل إلى ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، ما يعني نسف مبدأ حل الدولتين من الأساس.
غير أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية جاءت لتعيد الأمل في حل الدولتين من جديد، حيث أجبرت إسرائيل على تعليق خطط الضم، وهو ما اشترطته الإمارات بقوة قبل توقيع المعاهدة.
التعهد الإسرائيلي يفتح أبواب السلام من جديد وإمكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، كما أنه يعيد إحياء أمل إقامة الدولة الفلسطينية، إلى جانب فرص توسع السلام مع بقية الدول العربية.
ومنحت معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية زخما للملف الفلسطيني دفع كبار المسؤولين الدوليين إلى التحرك نحو استئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين.
وأعلنت بريطانيا عزمها البناء على خطوة الإمارات بإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل لتحريك حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في بادرة على أن وجود أجواء مواتية لاستئناف مسار تعطل قبل نحو سنوات وكاد يلفظ أنفاسه تحت وطأة خطة لضم أراض في الضفة الغربية.
واجتمع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل أيام، للضغط من أجل استئناف الحوار بين الجانبين من أجل حل الدولتين.
وبات حل الدولتين في خطر محدق في أعقاب إعلان إسرائيل عزمها ضم 30% من الأراضي الفلسطينية، لكن معاهدة الإمارات ضمنت إلغاء القرار الذي تسبب في قطع العلاقات بين رام الله وواشنطن.
من جانبه، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استعداده للذهاب إلى المفاوضات مع إسرائيل تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى.
وقال، عقب اجتماعه بوزير الخارجية البريطاني،: "نحن على استعداد للذهاب إلى المفاوضات تحت رعاية الرباعية الدولية وبمشاركة دول أخرى، والتزامنا ثابت بمحاربة الإرهاب العالمي".
كما تحركت الدبلوماسية الأمريكية بقوة في المنطقة أملا في استغلال الفرصة وإنعاش فرص الحوار الفلسطيني الإسرائيلي، وزار وزير الخارجية الأمريكي، المنطقة، قبل أيام، وشملت جولته إسرائيل، السودان، البحرين، الإمارات، وسلطنة عمان.
وبحث بومبيو، خلال الجولة، في الأساس توسيع دائرة السلام مع دول عربية.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط .
وكشف الرئيس ترامب أن هناك دولا أخرى ترغب في الانضمام إلى مثل هذه المعاهدة .
وكذلك أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي، أمس الأحد، أنه بحث مع الوفد الأمريكي برئاسة جاريد كوشنر، أهمية انضمام دول أخرى إلى معاهدة السلام بين إسرائيل ودولة الإمارات.
وقال أشكنازي، في بيان تلقته "العين الإخبارية"، "ناقشنا نافذة الفرص التي فُتحت لتغييرات استراتيجية بعيدة المدى في الشرق الأوسط، وأهمية إشراك دول أخرى في عملية السلام".
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن استئناف مفاوضات السلام ما زال يمثل أولوية للتوصل إلى حل عادل في الشرق الأوسط.
وقال ماكرون، عبر حسابه على "تويتر"، إنه تحدث إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفيا.
وأضاف: "أخبرته بعزمي على العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في إبريل/نيسان عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.
وعاد الأمل في إنعاش مفاوضات السلام المتجمدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل.
ولعبت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها، دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني في محاولة استرجاع حقوقه المشروعة مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
وتكللت تلك السياسة الواقعية والدبلوماسية العقلانية بإعلان إسرائيل وقف خطة ضم أراضٍ فلسطينية بموجب معاهدة السلام مع الإمارات.