الإمارات واليابان.. ثمار اقتصادية ناضجة لنصف قرن من التعاون
في ظل علاقات متينة تمتد منذ عام 1971، ولأكثر من نصف قرن، شهد التعاون بين دولة الإمارات واليابان طفرة كبيرة انعكست بشكل واضح على الاقتصاد الذي يجني ثمارا ناضجة في البلدين حاليا.
وصل فوميو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، إلى دولة الإمارات اليوم الإثنين، في زيارة رسمية، وكان في استقباله والوفد المرافق لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي.
في ديسمبر/كانون الأول 1973، افتتحت دولة الإمارات سفارتها في طوكيو، ثم افتتحت اليابان سفارتها في أبوظبي بحلول أبريل/نيسان 1974، إيذانا بانطلاق مشوار طويل من التعاون البناء الذي وصل إلى حد اتفاق الطرفين في 2018 على الدخول في شراكة استراتيجية شاملة، وهي الاتفاقية التي جرى توقيعها بالفعل في سبتمبر/ أيلول من عام 2022.
آفاق التعاون الإماراتي الياباني شملت قطاعات اقتصادية عديدة في التجارة والطاقة والصناعة والتكنولوجيا، والبنية التحتية والذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، والشركات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والبيئة والتغير المناخي، والتعليم والعلوم.
التجارة
تُعد دولة الإمارات، سابع أكبر شريك تجاري لليابان على مستوى العالم، وذلك وفقاً لإحصاءات 2022، وهي أكبر شريك استراتيجي لليابان في مجال الطاقة، حيث تستورد طوكيو أكثر من 20% من احتياجاتها النفطية من دولة الإمارات.
كما تعد اليابان من أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، حيث ارتفعت التجارة الثنائية بين دولة الإمارات واليابان في 2022 بنسبة 58% لتصل إلى 54.1 مليار دولار مقابل 34.1 مليار دولار في عام 2021 .
الاستثمار
اليابان من أكبر شركاء الاستثمار لدولة الإمارات في كل من الاستثمارات الصادرة والواردة حيث بلغت الاستثمارات اليابانية في دولة الإمارات 14 مليار دولار بنهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
كما تحتضن دولة الإمارات أكثر من 340 شركة يابانية، تعمل في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة والنقل والرعاية الصحية والبنية التحتية والصناعة.
وتعد دولة الإمارات أكبر مستثمر في اليابان بين دول الشرق الأوسط، وتستحوذ على 60% من إجمالي الاستثمارات الشرق أوسطية فيها وبقيمة اقتربت من 500 مليون دولار بنهاية عام 2021، وفقا لوزارة الاقتصاد الإماراتية.
وفي مارس/ آذار الماضي، وقّع مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج (UAEIIC) و مؤسسة التعاون الياباني للاستثمار في البنية التحتية في الخارج (JOIN) ومقرها طوكيو، مذكرة تفاهم تتعلق بتوسيع دائرة التنسيق والتعاون الاستثماري بين لتكون نواة يتم البناء عليها لتشجيع المزيد من الشراكات بين مجتمعي الأعمال وشركات القطاع الخاص من الجانبين.
كما تستهدف تشجيع الاستثمار الثنائي ومتعدد الأطراف وخاصة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
السياحة
دشنت وكالة السياحة اليابانية مكتبها في دولة الإمارات عام 2021 وقد بلغ عدد الزوار اليابانيين لدولة الإمارات نحو 56 ألف زائر خلال عام 2022، و30 ألف زائر في عام 2021.
وتسير الناقلات الجوية الوطنية الإماراتية رحلات يومية إلى اليابان تشمل مجموعة من المحطات من أبرزها هانيدا وأوساكا وناريتا.
كما شهدت حركة الطيران بين البلدين قرابة 90 رحلة طيران شهرياً عبر الناقلات الإماراتية الوطنية.
وتستعد "الاتحاد للطيران" لإطلاق رحلاتها إلى أوساكا اليابانية بمعدل خمس رحلات أسبوعياً اعتباراً من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
النفط
في عام 1962 قامت اليابان باستيراد أول شحنة نفط خام من أبو ظبي، ومنذ ذلك الحين استمر تصدير النفط الخام من أبوظبي واستيرادها من قبل اليابان وهو ما وفر أساسًا متينًا للعلاقة الثنائية القوية اليوم.
وتؤمن دولة الإمارات حاليا قرابة 40% من إجمالي واردات النفط لليابان، وقد نجحت الإمارات في أن تصبح صاحبة المركز الأول بين موردي النفط الخام لليابان في عام 2022.
واستوردت اليابان من دولة الإمارات 29.797 مليون برميل من النفط الخام خلال مارس/ آذار الماضي، ما يمثل نسبة 38.8% من إجمالي واردات البترول اليابانية، حسب بيانات وكالة الطاقة والموارد الطبيعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة والاقتصاد في اليابان.
الاستدامة والمناخ والطاقة النظيفة
تمتلك دولة الإمارات واليابان وجهة نظر مشتركة حول تحديات المناخ والأمر يتعلق بتحدي الطاقة، تجلت في قمة هيروشيما لمجموعة السبع باليابان، ويجري التنسيق بشأنها في الدورة الثامنة والعشرون لمؤتمر الدول الأطراف COP28 التي تستضيفها دولة الإمارات بنهاية العام الجاري.
وتعمل دولة الإمارات واليابان على مزيد من التعاون في البحوث المشتركة لتسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك المشاريع واسعة النطاق لإنتاج الهيدروجين واستخدامه .
واليابان في طليعة مطوري الطاقة الهيدروجينية لسنوات عديدة وهي تواصل ريادتها من خلال التقنيات والتطبيقات الجديدة المبتكرة.
وفي مايو/ أيار 2023، أعلنت دولة الإمارات عن انضمامها إلى مجموعة من الشركاء العالميين من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية لتقديم ما يصل إلى 275 مليون دولار لتوليد الطاقة النووية في رومانيا.
وقد أعلن عن هذه الخطوة جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية خلال قمة مجموعة السبع التي انعقدت مؤخراً في اليابان، حيث مثل هذا التعاون أول مبادرة رئيسية للطاقة النووية يتم دعمها ضمن الشراكة الإماراتية الأمريكية الاستراتيجية للاستثمار في الطاقة النظيفة.
وتعتبر شركة الاتحاد للطيران أول شركة طيران أجنبية تتلقى الوقود المستدام في اليابان، وذلك من خلال شراكتها مع ITOCHU ووقود Neste MY المستدام للطيران.
وكانت الرحلة التي تمّ تشغيلها في أواخر 2022، أول رحلة تتلقى نحو 50000 وحدة من وقود الطيران المستدام، ليتم خفض كمية ثاني أكسيد الكربون المنتج بحوالي 75 طناً بمزيج من 39.66% من وقود الطيران.
وفي يناير/ كانون الثاني شهد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات والرئيس المعين لقمة COP28، توقيع اتفاقية دراسة مشتركة بين شركة أدنوك وشركة تسوبامي اليابانية بشأن استكشاف فرص التعاون في مجال البحث والتطوير بهدف إيجاد حلول جديدة لتصنيع الأمونيا.
وتم توقيع هذه الاتفاقية ضمن مبادرة التنسيق الياباني - الإماراتي للتكنولوجيا المتقدمة بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، حيث تدعم هذه المبادرة الشركات اليابانية الناشئة في مجال التكنولوجيا وتسهل تواصلها مع المستثمرين الإماراتيين من أجل التوسع والنمو.
كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بين شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" وشركة جيرا اليابانية بشأن التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة في الأسواق ذات الاهتمام المشترك.
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز