الإمارات والكويت.. 6 عقود من الأخوة ووحدة الهدف والمصير
العلاقات الإماراتية - الكويتية بدأت زخمها منذ خمسينيات القرن الماضي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات في العام 1955
تفاعلت دولة الإمارات رسمياً وشعبياً مع الذكرى الـ56 لاستقلال دولة الكويت الشقيقة، فقد اكتسى "برج خليفة" في دبي بألوان العلم الكويتي، فيما استقبلت الإمارات زوارها من دولة الكويت الشقيقة بالهدايا التذكارية الخاصة بهذه المناسبة.
وبعث الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة بوزارة الشؤون الخارجية الإماراتية، تهاني دولة الإمارات بهذه المناسبة، وقال: "أبعث أصدق التهاني وأعذبها إلى الكويت الحبيبة في يومها الوطني"، متمنياً مزيداً من الاستقرار والنماء والازدهار للكويت وشعبها.
من جهته، أعرب صلاح محمد البعيجان، سفير دولة الكويت، لدى دولة الإمارات عن اعتزازه بمشاطرة القيادة السياسية في دولة الإمارات وكبار المسؤولين والشعب الإماراتي لدولة الكويت احتفالاتها الوطنية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
وترتبط الإمارات بعلاقات أخوية وثيقة مع دولة الكويت تعود إلى أكثر من 6 عقود مضت وتحظى بدعم ورعاية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعكس العلاقات بين البلدين إصراراً من القيادة السياسية بين البلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تقارباً وتكاملاً، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وبدأت العلاقات الإماراتية - الكويتية زخمها منذ خمسينيات القرن الماضي حين بدأت البعثة التعليمية الكويتية عملها في الإمارات في العام 1955، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها ودعمها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل إعلان الاتحاد، فيما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962 وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات.
وساهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات والإشراف عليها، وعملت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي بدأ العمل بها عام 1969 أطلق عليها "تلفزيون الكويت من دبي".
وفي سبعينيات القرن الماضي تعمقت العلاقات الأخوية المستندة على روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك، وازدادت قوة ورسوخًا بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والكويت الشقيقة محطات بارزة، أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي، أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما يعود بالخير على البلدين الشقيقين .
وحرصت قيادتا البلدين على توثيقها باستمرار وتعميقها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات النهج والمضمون والزخم.
وترجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حجم العلاقات التي ترتبط البلدين الشقيقين بموقفه المشرف أثناء احتلال الكويت، واستضافت دولة الإمارات عشرات آلاف من الأسر الكويتية على أرضها إضافة إلى قراره المغفور له بمشاركة القوات الإماراتية في حرب تحرير دولة الكويت.
وعلى الصعيد السياسي تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تطوراً ملحوظاً يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشكل توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في العام 2006 تحولاً مهماً في حجم العلاقات الدبلوماسية السياسية بين البلدين.
وترأس الاجتماع الأول للجنة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي آنذاك الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، لتبرم الدولتان الشقيقتان وفي إطار اللجنة العليا المشتركة عدة برامج واتفاقيات منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014-2015 والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015.
وتم كذلك التوقيع على برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث إضافة إلى بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات.
ووقعت الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، ومرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، مؤخراً اتفاقية تعاون ثنائية شاملة بين المجلسين تتعلق بالتعاون والتنسيق في المجالات البرلمانية والتشريعية والقانونية ومجالات التدريب والتطوير والبحوث ونظم المعلومات.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت، فقد ارتبط البلدان الشقيقان بعلاقات متينة مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمعهما وشعبيهما الشقيقين وتمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط.
وتطورت بعد اكتشافه، كما أن تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من أخوة صادقة ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي، لاسيما في المجالات الاقتصادية يجعلنا نقف على أرض صلبة تمنحنا التفاؤل، لتوطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة برفع نسبة التبادل التجاري والاستفادة من جميع الفرص الاستثمارية المتاحة عبر إقامة مشروعات تجارية واستثمارية مشتركة.
وتعكس العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين متانة التكامل والشراكة ووحدة الهدف و المصير، وتعمل الدولتان على زيادة التبادل التجاري وتعزيز تلك العلاقات في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية في القطاعين الخاص والعام ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.
وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
وتمر ذكرى استقلال دولة الكويت الشقيقة وهي تسير بكل عزم وتصميم على طريق التقدم والازدهار في ظل قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، مستندة إلى إرث كبير وماض مجيد ومتطلعة إلى غد أفضل ومستقبل زاهر لكل أبنائها.