الإمارات والكويت.. مباحثات واتفاقيات تعزز الشراكة التاريخية

زيارة مهمة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، إلى الكويت، تُوجت بمباحثات مهمة وتوقيع 14 اتفاقية لتعزيز التعاون والشراكة.
تأتي الزيارة في إطار تعزيز الأواصر الأخوية التاريخية المتينة التي تجمع دولتي الإمارات والكويت والحرص المتبادل على مواصلة تنمية تعاونهما بما يعود بالخير والنماء على شعبيهما الشقيقين.
مباحثات مع أمير الكويت
وعقب وصول الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في زيارة رسمية إلى الكويت، استقبله الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت اليوم الثلاثاء في قصر بيان.
واستعرض الجانبان، خلال جلسة مباحثات، مختلف أوجه التعاون والعمل المشترك بين دولتي الإمارات والكويت، وفرص تعزيز آفاقهما خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعود بالخير والنماء على شعبيهما وذلك انطلاقاً من العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان حرصهما على مواصلة تنمية التعاون والبناء على العلاقات الراسخة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين والتي ترتكز على الأواصر الأخوية والاحترام المتبادل والتفاهم والمصالح المشتركة.
وأقام الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ولي عهد الكويت مأدبة غداء تكريماً للشيخ منصور بن زايد آل نهيان والوفد المرافق.
14 اتفاقية ومذكرة تفاهم
وعقب جلسة المباحثات، وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت نحو 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم تهدف إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين.
جرى التوقيع بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء في دولة الكويت.
وتهدف الاتفاقيات، التي جرى توقيعها في قصر بيان، إلى تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات وبناء شراكات فاعلة تخدم المصالح المتبادلة للبلدين وأولوياتهما التنموية.
وتشمل الاتفاقيات والمذكرات ما يلي:
1- مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصحي.
2- مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية ومعهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي الكويتي.
3- مذكرة تفاهم في مجال النقل البري وأصول الطرق.
4- مذكرة بشأن التعاون في مجال الشؤون والتنمية الاجتماعية.
5- مذكرة تفاهم في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
6- مذكرة تفاهم في المجال التربوي والتعليمي.
7- مذكرة تفاهم في مجال النفط والغاز.
8- مذكرة بشأن التعاون في مجال مكافحة الاتجار بالبشر.
9- مذكرة تفاهم بشأن التعاون في المجال القانوني.
10- مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل.
11- مذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار المباشر.
12- مذكرة في مجال حماية البيانات والمعلومات المتبادلة في المشاريع الأمنية المشتركة.
كما جرى في وقت سابق:
13- توقيع اتفاقية "الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي" التي أطلقتها "إم جي إكس" و"بلاك روك" و"جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز" و"مايكروسوفت"، لتتوسع وتضم الهيئة العامة للاستثمار الكويتية.
14- توقيع عقد بين وزارة الدفاع الكويتية ومجموعة إيدج الإماراتية لشراء وتسليم عدد من الزوارق الصاروخية فئة "فلج 3".
أهمية خاصة
تأتي هذه الزيارة بعد نحو 7 أشهر من "زيارة الدولة" التي أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
زيارةٌ رسمت خلالها الكويت لوحة حب استثنائية لدولة الإمارات وقيادتها عبر استقبال رسمي وشعبي مهيب.
وجاءت "زيارة دولة"، التي تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، بعد زيارة مماثلة أجراها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لدولة الإمارات في 5 مارس/آذار 2024، وقوبل خلالها بحفاوة بالغة.
وتبادُل هذا النوع من الزيارات يحمل رسائل ودلالات حول قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين، وحجم ومكانة القيادتين.
أيضا تعد هذه ثاني زيارة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان للكويت خلال 6 أشهر ، بعد الزيارة التي أجراها مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وترأس خلالها وفد دولة الإمارات في القمة الخليجية الـ 45، التي صدر عنها بيان ختامي أشاد بجهود وإنجازات دولة الإمارات في مواجهة مختلف التحديات.
ورحّب البيان بأن تكون رئاسة الدورة السادسة والأربعين لدولة الإمارات العربية المتحدة، مع التطلع لانعقاد القمة المقبلة في العاصمة أبوظبي.
وتلعب دولة الإمارات والكويت دورا هاما في دعم وتعزيز مسيرة التضامن الخليجي، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أن البلدين داعمتان أساسيتان لمنظومة العمل الخليجي المشترك وكل ما يعزز هذه المنظومة لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون كافة.
أيضا تعد هذه ثاني زيارة لمسؤول إماراتي رفيع المستوى إلى الكويت خلال 4 أشهر، بعد الزيارة التي أجراها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني، 23 فبراير/شباط الماضي والتقي خلالها الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتعزيزها، وعدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي الشهر نفسه، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس وزراء دولة الكويت، الذي أجرى زيارة للإمارات للمشاركة في "القمة العالمية للحكومات 2025 " التي انعقدت في دبي.
وتعكس الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين الشقيقين رسوخ العلاقات الإماراتية الكويتية.
تعزيز العلاقات التاريخية
وتسهم زيارة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وما تم خلالها من مباحثات وما نتج عنها من اتفاقيات في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، التي تشهد نمواً وتطوراً مستمراً بفضل الرعاية الكبيرة التي تحظى بها من قيادتي البلدين .
ويجمع البلدين تاريخ غني من العلاقات الأخوية والروابط الاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات طويلة.
وقد كانت الكويت من أولى الدول التي أقامت علاقات رسمية ودبلوماسية مع الإمارات بعد قيام اتحاد الدولة في عام 1971.
وتم افتتاح سفارة الإمارات لدى الكويت في عام 1972. كما تم افتتاح سفارة دولة الكويت في أبوظبي في العام ذاته.
ويجسد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بين الإمارات والكويت حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما.
وقبل نحو شهر، حلت دولة الإمارات ضيف شرف على الملتقى الإعلامي العربي الذي عقد في الكويت مايو/أيار الماضي.
جاء اختيار دولة الإمارات ضيف شرف هذا العام تقديراً لمكانة الدولة وإعلامها الوطني الذي يقدم نموذجاً ملهماً في الإعلام المهني والمتطور والمؤثر انطلاقاً من قيم إماراتية راسخة أسهمت في تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والسلام والتسامح وإيصال الرسائل الإعلامية بأدوات مبتكرة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وأدوات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإعلامي الرصين والهادف.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتعكس العلاقات بينهما إصرارا من القيادة السياسية على الدفع بها لمستويات أكثر تقاربا وتكاملا بما يخدم المصالح المشتركة.