الإمارات والكويت.. قمم القادة تعزز علاقات الأخوة
أهمية خاصة تحملها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى الكويت، ضمن مسار العلاقات الأخوية التاريخية المتنامية بين البلدين.
تأتي الزيارة في وقت تواصل فيه العلاقات الثنائية مسارها التصاعدي في جميع المجالات بفضل توجيهات ودعم قيادتي البلدين، وحرصهما المشترك على التشاور والتنسيق المستمر بما يخدم مصالح الجانبين ويسهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
ويبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، العلاقات الأخوية التاريخية وجوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تعزز رؤيتهما تجاه تحقيق التنمية والازدهار لشعبيهما والسلام والاستقرار في المنطقة، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
دعم العلاقات الثنائية
وتحمل تلك الزيارة أهمية خاصة، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو الإقليمية أو الدولية.
على صعيد العلاقات الثنائية، تعد تلك الزيارة الأولى للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدولة الكويت منذ تولي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتعد القمة المرتقبة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح هي الثانية بين الزعيمين خلال 8 شهور بعد القمة التي عقدت بين الزعيمين خلال زيارة أمير الكويت للإمارات 5 مارس/آذار الماضي.
ويرتقب أن تسهم زيارة رئيس الإمارات للكويت والمباحثات التي ستشهدها في دفع العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، في ظل الرغبة المشتركة للقيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في المحافظة على العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها ودفعها إلى آفاق أرحب.
وكان الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت قد أجرى زيارة دولة إلى الإمارات 5 مارس/آذار الماضي، قوبل خلالها بحفاوة بالغة وترحاب كبير.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع أخيه أمير دولة الكويت العلاقات الأخوية ومسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المتبادلة وذلك في إطار الروابط التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، إضافة إلى عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الجانبان أن العلاقات بين البلدين وشعبيهما الشقيقين أخوية تاريخية تقوم على أسس قوية من الاحترام والتفاهم ويسندها الترابط والتلاحم وإيمان راسخ بوحدة الأهداف والمصير والتعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة، مشددين على حرصهما على استمرار دفعها إلى الأمام بما فيه الخير وتحقيق مصالحهما المشتركة.
ومنح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "وسام زايد"، أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لرؤساء الدول وملوكها وقادتها، إلى أمير دولة الكويت، تقديراً للعلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع البلدين وجهوده، في تعزيزها.
من جانبه، أهدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، "قلادة مبارك الكبير"، تقديراً لدوره في توطيد العلاقات الأخوية بين البلدين، ولما يبذله من جهود لترسيخ أواصر الأخوة والترابط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك، أشاد فيه الجانبان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية بين البلدين، حيث بلغ حجم التجارة الخارجية السلعية غير النفطية بين دولة الإمارات ودولة الكويت 12.2 مليار دولار أمريكي في عام 2023 بنمو نسبته 2% مقارنة مع العام 2022، مؤكدين على أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية بينهما، واستثمار الفرص المتاحة في البلدين، واستكشاف وتطوير الفرص الاقتصادية في ضوء "رؤية الكويت 2035"، ورؤية "نحن الإمارات 2031" التنمويتين.
كما أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي، وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة، وأشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بين البلدين، وأكدا رغبتهما في تعزيز التعاون في مجال مكافحة الجرائم بكافة أشكالها، والتصدي للإرهاب، وتبادل الخبرات في مجال أمن الحدود.
تعزيز التضامن الخليجي
على الصعيد الإقليمي والدولي، تأتي الزيارة قبيل أيام من استضافة الكويت القمة الخليجية الـ45 مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، الأمر الذي يضفي أهمية خاصة على القمة الثنائية بين الزعيمين.
وتلعب دولة الإمارات والكويت دورا هاما في دعم وتعزيز مسيرة التضامن الخليجي، بما يسهم في تحقيق تطلعات شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية نحو آفاق أرحب من التنمية والازدهار والتقدم.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أن الإمارات والكويت داعمتان أساسيتان لمنظومة العمل الخليجي المشترك وكل ما يعزز هذه المنظومة لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون كافة.
كما تأتي الزيارة في وقت يتواصل فيه التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان.
ويتوقع أن تتصدر أجندة مباحثات الزعيمين أبرز القضايا العربية والمستجدات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها بحث سبل تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي والتضامن العربي بشكل عام، وبحث التصعيد الإسرائيلي المتواصل في غزة ولبنان، في ضوء توافق رؤى البلدين على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد، ودعم الجهود الإنسانية في البلدين.
تنسيق وتوافق
ويجسد المستوى العالي للتنسيق المتبادل بين الإمارات والكويت حيال جميع القضايا الثنائية والعربية والدولية، حجم التطور في العلاقات بين الدولتين بما يخدم مصلحة الجانبين، ويعزز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي عموما، وظهر ذلك جليا في أكثر من مناسبة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
من بين تلك المناسبات مشاركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "آسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست+ 10 دول من جنوب شرق آسيا تمثل رابطة الآسيان).
كما شارك الزعيمان في الـ21 من الشهر نفسه في قمة القاهرة للسلام، لبحث التصعيد الإسرائيلي في غزة.
وتبذل الدولتان جهودا مشتركة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف إطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
على صعيد الأزمات الدولية، تتوافق رؤى البلدين على أهمية تغليب الحوار والحلول الدبلوماسية في حل الخلافات والنزاعات، وفتح قنوات التواصل لبناء جسور الشراكة والتعاون وتعزيز قيم التضامن والتسامح والتعايش السلمي واستدامة النمو والاستقرار والسلم العالمي للأجيال الحالية والمستقبلية في المنطقة.
كما سبق أن شارك الزعيمان في مناسبات عدة لتحقيق الأهداف نفسها، من بينها اجتماعهما على هامش قمة جدة للأمن والتنمية في مدينة جدة 16 يوليو/تموز 2022.
وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز العمل الخليجي المشترك.
تعاون إماراتي كويتي بناء لتعزيز التضامن الخليجي والعربي ودعم ازدهار ورخاء البلدين، ونشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم ومواجهة التحديات المشتركة.