الإمارات والكويت.. شراكة استراتيجية تعززها الأعياد الوطنية
تشارك دولة الإمارات الكويت الاحتفال بأعيادها الوطنية، في وقت تتوثق فيه الأخوة التاريخية وتتعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
شراكة قوية أضحت معها الأيام الوطنية في البلدين مناسبة عزيزة واحتفالية مشتركة، تجمع قلوب الشعبين وتجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين التي تتوثق وتزداد تلاحما وقوة عاما تلو الآخر والمصير المشترك الذي يجمعهما والمستقبل الواعد لتلك العلاقات.
وتحتفي دولة الإمارات قيادة وشعبا، بأعياد الكويت الوطنية، التي تصادف 25 فبراير/شباط من كل عام، وهو ذكرى استقلالها عن الاستعمار البريطاني قبل 61 عاما، و26 فبراير/شباط وهو ذكرى تحريرها قبل 31 عاما من الغزو العراقي.
وفي مثل تلك المناسبات الهامة، يستذكر الكويتيون وقفة دولة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990 والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت دولة الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وتأتي الاحتفالات بمناسبة العيد الوطني الـ61 لدولة الكويت والذكرى الـ31 للتحرير وسط مشاركة كويتية بارزة في "إكسبو 2020 دبي" الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم، التي حرصت دولة الإمارات على توظيفه لدعم علاقاتها الأخوية مع أشقائها في دول الخليج، وعلى رأسهم الكويت.
مشاركة كويتية بارزة، تتوج الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة ومسؤولي البلدين لدعم العلاقات وتنسيق الجهود وزيادة التعاون بينهما.
ولا تخلو زيارة أو لقاء أو مباحثات تجمع مسؤولي البلدين إلا ويعبر فيها الطرفان بالأقوال والأفعال عن قوة الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين واعتزازهم بها وسعيهم لتطويرها، وفخرهم بالإنجازات التي تتحقق على أرض البلدين.
رسائل محبة وثقة
وقبل 3 أيام، قدم وزير التجارة والصناعة الكويتي فهد الشريعان التهنئة لدولة الإمارات على نجاحها في تنظيم معرض (إكسبو دبي 2020)، متمنيا لها مزيدا من التوفيق والنجاح في المستقبل.
جاء ذلك خلال زيارته جناح دولة الكويت بمعرض (اكسبو دبي 2020)، الثلاثاء الماضي، وصف خلالها الجناح بـ"الصرح الجميل جدا"، معربا عن الفخر والاعتزاز بدور الشباب الكويتي لتمثيل البلاد في أهم المهرجانات العالمية.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، رحبت الخارجية الكويتية بانتخاب المجتمع الدولي دولة الإمارات العربية المتحدة عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي.
وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته حينها، أن اختيار المجتمع الدولي يعكس الدور البارز الذي تقوم به دولة الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وأعربت الكويت عن خالص التهاني لدولة الإمارات -قيادة وحكومة وشعبا- وتمنياتها بالتوفيق والسداد خلال فترة العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن وبما يحفظ ويعزز الأمن والسلم الدوليين.
وجاءت التهنئة الدبلوماسية بعد شهور من أخرى أميرية لا ينساها أهل البلدين.
ولا ينسى الإماراتيون أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، كان في طليعة قادة العالم الذين بادروا بتهنئة دولة الإمارات بإرسال مسبار الأمل إلى المريخ في 9 فبراير/شباط الماضي.
وعبرت تهنئة الشيخ نواف عن حجم المحبة والاعتزاز الذي يكنه لدولة الإمارات وأهلها، مؤكدا أن "هذا الإنجاز الإماراتي والعربي هو محل فخر واعتزاز للجميع".
وفي 25 من الشهر نفسه، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق اسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل على شارع "المنخول"، وهو أحد أهم الشوارع الحيوية في دبي، تخليداً لذكراه، وتقديراً لدوره الإنساني الكبير ، والجهود المشهودة التي بذلها في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، ومساندة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وذلك تزامناً مع احتفال دولة الكويت باليوم الوطني الستين.
أيضا لا ينسى أهل البلدين كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال زيارة أخوية للكويت في أكتوبر/تشرين الأول 2020، التقى خلالها أخاه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والذي قال خلالها إن "الإمارات للكويت والكويت للإمارات".
مواقف متتالية ورسائل متبادلة تؤكد أن العلاقات بين البلدين التي شهدت تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تزداد قوة وصلابة في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020، خلفا لأمير البلاد الراحل.
زيارات ومباحثات
رسائل محبة متبادلة تتزايد في وقت تتواصل فيه وتيرة العلاقات المتنامية في نسق تصاعدي يتجسد من خلال اللقاءات المتواصلة والزيارات المتبادلة.
فقبل يومين شارك فهد مطلق الشريعان وزير التجارة والصناعة الكويتي، في افتتاح الدورة السادسة عشرة للمؤتمر العربي الدولي للثروة المعدنية بالفجيرة الذي أقيم تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وافتتحه الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة أعمال.
وفي موقف يعبر عن قوة مصداقية العلاقات الأخوية بين البلدين، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، 18 يناير/كانون الثاني الماضي، اتصالاً هاتفياً من الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت أعرب خلاله عن إدانة الكويت واستنكارها الشديدين للاعتداءات التي نفذتها مليشيات الحوثي الإرهابية على المنشآت والمناطق المدنية في دولة الإمارات آنذاك.
وأكد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال الاتصال تضامن الكويت ووقوفها قيادةً وحكومةً وشعباً إلى جانب دولة الإمارات وشعبها الشقيق.
من جانبه أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن جزيل شكره وتقديره للمشاعر الأخوية الصادقة التي أبداها ولي عهد الكويت تجاه دولة الإمارات، سائلاً المولى تعالى أن يحفظ الكويت وأميرها وشعبها الشقيق من كل مكروه.
وفي 28 أغسطس/آب الماضي، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، على هامش "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، في العاصمة العراقية بغداد.
وبحث الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الأخوية وسبل تعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالدور الكبير الذي تقوم به دولة الكويت في دعم مختلف قضايا المنطقة العربية، منوهاً بالعلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين الإماراتي والكويتي، متمنياً دوام الأمن والاستقرار والتقدم لدولة الكويت الشقيقة وشعبها المعطاء.
وفي 28 يوليو/تموز الماضي استقبل الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت، في قصر بيان، وفد المجلس الوطني الاتحادي.
وأجرى وفد المجلس الوطني الاتحادي خلال الزيارة مباحثات مع مجلس الأمة الكويتي ركزت على بحث سبل تطوير العلاقات البرلمانية بين الجانبين وتفعيل التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك سيما خلال المشاركة في الفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية.
حماية البيئة
وضمن مجالات التعاون بين البلدين، تبرز حماية البيئة كهدف مشترك تسعى البلدان لتحقيقه.
وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التقى الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، ولي عهد دولة الكويت على هامش قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" في العاصمة السعودية الرياض.
تناول اللقاء العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي كان لها عظيم الأثر في تعزيز التعاون الثنائي.
وبحث الجانبان الجهود العربية والدولية المبذولة للحفاظ على البيئة والتعامل مع التغير المناخي وتأثيره على الاقتصاد العالمي.
وبعد 3 أسابيع، وتحديدا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقعت هيئة البيئة - أبوظبي والهيئة العامة للبيئة بدولة الكويت مذكرة تفاهم تحدد إطاراً عاماً لتطوير أوجه التعاون في مجال حماية وتنمية البيئة والمحافظة عليها وتعزيز جهودهما لحماية التنوع البيولوجي في البلدين.
وكانت دولة الكويت قد رحبت في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بإعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تأتي تتويجاً للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال القادمة مستقبلاً مشرقاً.
وأكد مجلس الوزراء الكويتي في بيان أصدره أن هذا الإعلان يسهم بإيجابية في قضية التغير المناخي بما يتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وقال البيان إن هذا الإعلان سيعمل على تعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة كمركز اقتصادي عالمي ويحقق التنمية المستدامة.
وكانت الكويت من الدول الداعمة لدولة الإمارات في استضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28" في أبوظبي عام 2023، وأكدت أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في هذه المرحلة الدقيقة التي يسعى فيها المجتمع الدولي لإحراز تقدم نحو تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في اتفاقية باريس.
وتعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير؛ وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان على اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي تم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على الصعد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فيما تحافظ العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها في ظل القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز