الإمارات تقود الشرق الأوسط لعصر "النفط غير التقليدي".. أسبقية تحرر 22 مليار برميل
أصبحت دولة الإمارات الأولى في الشرق الأوسط التي تشهد اتفاقية ترسية امتياز لمورد النفط غير التقليدي، بما يفتح الباب أخيرا لاستغلال هذا النوع من الطاقة في المنطقة.
والإثنين الماضي، تم توقيع اتفاقية امتياز بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية "بتروناس" للمنطقة البرية "رقم 1" في أبوظبي التي تحتوي موارد غير تقليدية.
ومثلت هذه الاتفاقية مرحلة تاريخية لأدنوك ودولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط، كونها الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، وهي أيضا أول استثمار لشركة ماليزية في أحد امتيازات أبوظبي.
- "أدنوك".. نمو متسارع نحو الطاقة الجديدة والحلول منخفضة الكربون
- عقود مع 4 شركات إماراتية.. "أدنوك" تدعم قطاع الأغذية المحلي
وقد تم توقيع الاتفاقية "التاريخية" بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والسلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملك ماليزيا.
عصر النفط غير التقليدي
وفقا لبيان شركة أدنوك، فإن هذا الامتياز يتعلق بموارد النفط غير التقليدية الغنية القابلة للاستخراج في إمارة أبوظبي.
وحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن النفط غير التقليدي هو مصطلح يشير إلى احتياطيات النفط التي لا يمكن الوصول إليها بشكل عملي باستخدام تقنيات الحفر التقليدية، إذ يجب استخراج هذه الاحتياطيات خاصة النفط الصخري والصخر الزيتي والقار، باستخدام طرق جديدة.
ومع ذلك، لا يوجد تعريف ثابت للموارد التقليدية وغير التقليدية، إذ قد تخضع تلك التعريفات للتغيير بمرور الوقت مع تغير التكنولوجيا والاقتصاد.
والجدير بالذكر هنا، أن النفط غير التقليدي "الصخري" كان أحد أهم أركان الطفرة النفطية التي حققتها الولايات المتحدة الأمريكية، وحولتها إلى أكبر منتج للنفط في العالم.
الدكتور بيوار خنسي مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان للشؤون الطاقة يرى أن دولة الإمارات دائما من ترنو نحو السبق خاصة في صناعة الطاقة، وليس مستغربا أبدا أن يكون لها الخطوة الريادية في هذا الاتجاه، خاصة في ظل حروب الطاقة التي يمر بها العالم.
دولة قادرة دون أدنى شك
وتوقع مستشار رئيس حكومة إقليم كردستان للشؤون الطاقة خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أن تقوم دولة الإمارات بمبادرات واستثمارات عديدة في مجال النفط غير التقليدي، خاصة أنها دون شك ستقوم بدراسات جيدة لهذا السوق الذي يحتاج إلى دعم حكومي ودولة الإمارات قادرة على ذلك.
وأضاف أن استثمار دولة الإمارات في قطاع النفط غير التقليدي سيكون له مردود كبير على سوق الطاقة العالمي وليس في دولة الإمارات فقط، خاصة أن بمنطقة الخليج مكامن غير عميقة مثل التي في كندا أو أمريكا نفسها.
وأشار إلى أن الاحتياطات النفطية في العالم تكفي لمدة 40 عاما المقبلة، لذلك فبإمكان دولة الإمارات أن تؤمن حصتها من حجم الاحتياطات العالمية عبر الاستثمار في النفط غير التقليدي، لافتا إلى أن منطقة الخليج تستحوذ وحدها على 65% من الاحتياطي النفطي في العالم، وأن التوجه إلى صخر الزيت قد يسد الفراغ خلال الأزمات الحادة في سوق النفط التقليدي.
22 مليار برميل احتياطيات
ويعني دخول دولة الإمارات في مجال استخراج النفط غير التقليدي، أن ثمة طفرة كبيرة ينتظرها قطاع النفط العالمي في ظل ما تمتلكه أبوظبي من احتياطيات هائلة.
ووفقا لأدنوك، تُقدّر موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخراج في أبوظبي بنحو 22 مليار برميل من النفط الخام الخفيف والحلو، مقارنة بصنف "مربان" خام النفط القياسي لإنتاج "أدنوك" من النفط منخفض الكربون.
وتمتلك هذه الموارد التي تم التحقق منها بشكل مستقل قدرات إنتاجية تُقارن بأكبر الموارد غير التقليدية في أمريكا الشمالية من حيث الإنتاج.
البداية من المنطقة "رقم واحد"
وتتضمن اتفاقية "أدنوك" و"بتروناس استكشاف وتقييم الموارد غير التقليدية في "المنطقة البرية رقم 1" بأبوظبي، وبموجب شروط الاتفاقية ــ التي تمتد 6 أعوام ــ ستحتفظ "بتروناس" بحصة 100% في حقوق تشغيل الامتياز.
وتغطي المنطقة البرية رقم 1 مساحة تزيد على 2000 كيلومتر مربع في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
وبعد مرحلة تقييم ناجحة يمكن للشركاء إبرام اتفاقية امتياز إنتاج تسري لمدة 30 عاماً تبدأ من تاريخ ترسية الامتياز الأول على شركة " بتروناس " ويكون لــ "أدنوك" خيار الاحتفاظ بحصة 50% في امتياز الإنتاج.
ووفق الاتفاقية ستساهم " بتروناس " مالياً في مشروع المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد الضخم الذي تنفذه "أدنوك" والذي وفَر بالفعل بيانات دقيقة عن منطقة الامتياز بجانب استفادتها من البيانات والمعلومات التي وفرها المشروع بشأن منطقة الامتياز.
دراسات وافية
حمزة الجواهري الخبير النفطي قال لـ"العين الإخبارية" إن توجه دولة الإمارات للاستثمار في قطاع النفط غير التقليدي عبر "أدنوك"، يرافقه مؤكدا دراسات وافية خاصة أن تكلفة الاستثمار في هذا القطاع عالية جدا إذا ما تمت مقارنتها بحقول النفط التقليدية.
وأضاف: كذلك يرى أن الاتفاقية الموقعة مع "بتروناس" تحمل تمويلا كبيرا ما يؤكد أن القطاع بكرا وله مردود عالمي على المدى المتوسط على أقل تقدير ما يشير إلى أنه اتفاق استراتيجي لتأمين السوق العالمي عبر احتياطات بديلة.
الإمارات تمضي نحو "أقصى استفادة"
وتمثل هذه الاتفاقية مرحلة جديدة في استراتيجية تحقيق أقصى قيمة ممكنة من موارد دولة الإمارات الهيدروكربونية، وفقا للدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها.
ولفت الجابر إلى أدنوك التي تعد إحدى أهم موردي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات الانبعاثات، "مستمرة في الاستغلال الأمثل والمسؤول للموارد الهيدروكربونية الغنية في أبوظبي للمساهمة في نمو وتطور الاقتصاد المحلي ودعم أمن الطاقة العالمي".
aXA6IDMuMTUuMTg2Ljc4IA== جزيرة ام اند امز