«الإمارات تحب الفلبين».. رسائل أخوة من وطن التسامح

احتفالية ضخمة جديدة لإحدى الجاليات، تتوج علاقات المحبة التي تربط الإمارات بشعوب ودول العالم، وتعزز مكانتها كواحة للتسامح والتعايش.
تحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تمثل طيفاً كبيراً من الأديان والمذاهب والمعتقدات والثقافات، ويعيش أفرادها معاً بسلام، في انسجام وتناغم مجتمعين.
وتكاد لا تمر فترة قليلة إلا وتحتضن الإمارات احتفال إحدى تلك الجاليات بإحدى مناسباتها الوطنية والثقافية، بحضور عدد من المسؤولين الإماراتيين، ونخبة من الشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية من أبناء تلك الجالية.
احتفالات تبرز سعي الإمارات الحثيث لتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية بروح الأخوة الإنسانية وتعزيز التعاون العالمي.
احتفالات تؤكد أن الإمارات أصبحت وطناً ثانياً لجميع أبناء الجاليات التي تقيم على أراضيها، الأمر الذي أسهم في ترسيخ مكانتها كنموذج ملهم للعالم في التسامح والتعايش الثقافي، حيث يعيش الجميع في بيئة تتيح لهم التعبير عن هويتهم الثقافية بحرية وكرامة، بيئة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.
ضمن أحدث تلك الاحتفاليات، تنظم صفحة "الإمارات تحب الفلبين"، الداعمة لتعزيز أواصر العلاقات المتينة بين الشعبين الصديقين على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، احتفالاً جماهيرياً ضخماً للجالية الفلبينية في دولة الإمارات بمركز دبي التجاري العالمي، وذلك بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال جمهورية الفلبين.
يأتي تنظيم تلك الاحتفالية بعد أقل من شهر من تنظيم مهرجان "بوابة السودان"، 3 مايو/آيار الماضي، في مركز دبي الدولي للمعارض، بمدينة إكسبو، بحضور أكثر من 20 ألف شخص، من العائلات والأسر والأفراد من أبناء الجالية السودانية.
واستبق ذلك تنظيم فعاليات منتدى الجالية الهندية حول العالم “إنديا سبورا” من أجل الخير 2025، في أبوظبي فبراير/شباط الماضي.
رسائل مهمة
احتضان الإمارات لتلك الفعاليات يحمل دلالات ورسائل مهمة من أبرزها: حرص الإمارات على الاحتفاء بثقافات الدول الشقيقة والصديقة، في إطار نهجها القائم على تعزيز الفهم المتبادل والاحترام بين الثقافات المختلفة، وكذلك حرصها على توثيق جسور التواصل بين أبناء مختلف الشعوب والجاليات التي تحتضنها.
كما ترسخ هذه الفعاليات مكانة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، كنموذج ملهم للعالم في التسامح والتعايش الاجتماعي المثمر والفعال بين أبناء كافة الثقافات، وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع بدولة الإمارات.
الإمارات تحب الفلبين
ضمن أحدث تلك الاحتفالات، تنظم صفحة "الإمارات تحب الفلبين"، الداعمة لتعزيز أواصر العلاقات المتينة بين الشعبين الصديقين على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأحد، احتفالاً جماهيرياً ضخماً للجالية الفلبينية في دولة الإمارات بمركز دبي التجاري العالمي، وذلك بمناسبة مرور 127 عاماً على استقلال جمهورية الفلبين.
وتهدف الاحتفالية الكبيرة التي يتوقع أن تجتذب أكثر من 30 ألف شخص من أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بالإمارات، بحضور عدد من المسؤولين الإماراتيين ونخبة من الشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية من الجالية الفلبينية، إلى الاحتفاء بالعلاقات الوثيقة بين الإمارات والفلبين، وتعزيز أواصر التعاون بين الشعبين الصديقين.
ويشكل الحدث الجماهيري مناسبة لتحقيق عدد من الأهداف من أبرزها: الاحتفاء بالثقافة الفلبينية، وإبراز إسهامات الجالية الفلبينية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات، وتعزيز الروابط الاجتماعية التي تربط بين أبناء الجالية الفلبينية المقيمة بدولة الإمارات، والتعرف على خصوصية الفنون والفلكلور والموروث الثقافي لواحدة من أبرز الثقافات الآسيوية، واسعة التأثير والانتشار إقليمياً وعالمياً.
وتحمل الاحتفالية الجماهيرية، التي نجحت في نسخها السابقة في اجتذاب حضور غفير من أبناء الجالية الفلبينية، عدد من الدلالات من أبرزها حرص دولة الإمارات على تعزيز أواصر التعاون والمحبة مع مختلف الدول الصديقة، وترسيخ قيم التسامح بين شعوب العالم كافة، من خلال مشاركتهم احتفالاتهم ومناسباتهم الوطنية والثقافية والترفيهية.
وحسب أجندة فعالياتها المتنوعة تمتد الاحتفالية على مدار 12 ساعة متواصلة، لتشكل في مجملها ليلة فلبينية متميزة تحتضنها دولة الإمارات، حيث يبدأ الحدث الاحتفالي باستقبال ضيوفه اعتباراً من الساعة 8 صباحاً فيما يمتد حتى 10 مساء.
وتقام الاحتفالية بالتعاون مع شرطة دبي وتتضمن مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية، بما في ذلك المسابقات الثقافية، والعروض الموسيقية، والرقصات الشعبية، ومعارض الحرف اليدوية، بالإضافة إلى العديد من الفقرات الترفيهية الموجهة للأطفال، وأكشاك لبيع أشهر المأكولات والمشروبات الشعبية الفلبينية.
ويبرز إقامة الاحتفالية في سياق احتضان العديد من الفعاليات التي تحتفي بالعلاقات المتميزة مع شعوب الدول الشقيقة والصديقة، وإبراز مناسباتها المهمة على مختلف الصعد، النجاح الذي حققته دولة الإمارات في توفير بيئة متسامحة ومنفتحة تتيح للجميع العيش بسلام وتناغم، حيث تعتبر الإمارات نموذجاً عالمياً رائداً في احترام التنوع الثقافي، فيما تولي الدولة أهمية كبيرة للمساهمات المتميزة التي تقدمها العمالة الفلبينية في نموها الاقتصادي، حيث تحتضن الدولة مئات الآلاف من الفلبينيين، الذين يعتبرون الإمارات موطنهم الثاني، في العديد من القطاعات الحيوية، مثل قطاع المقاولات والإنشاءات والأعمال الهندسية، والصحة والموارد البشرية، بالإضافة إلى الحضور البارز في القطاع التجاري، والنشاط السياحي. .
تعزيز التعاون الثقافي
ويسهم احتضان الإمارات تلك الفعاليات في تعزيز التعاون الثقافي بين الإمارات والفلبين، وخصوصا أنها تأتي بعد شهور قليلة من توقيع وزارة الثقافة الإماراتية، مذكّرة تفاهم مع اللجنة الوطنية للثقافة والفنون في الفلبين ديسمبر/ كانون الأول الماضي بهدف تعزيز علاقات الصداقة، والتعاون، والتفاهم المتبادل بين البلدين من خلال قطاع الثقافة.
وتخدم المذكرة إثراء الحوار الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية، وتوسعة نطاق المعرفة المتبادلة، والفهم الكامل لثقافة كلا البلدين، والتركيز على دور الحوار الثقافي في المحافظة على الهوية الوطنية وتدعيم العلاقات المشتركة في المجالات والملفات الثقافية.
تعزيز العلاقات التاريخية
أيضا يسهم احتضان الإمارات تلك الفعالية في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتربط دولة الإمارات وجمهورية الفلبين علاقات صداقة قوية، حتى قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بصورة رسمية في 19 أغسطس/آب 1974، ثم افتتاح سفارة جمهورية الفلبين في أبوظبي في 17 يونيو/حزيران 1980.
و تطوّرت العلاقات بين البلدين إلى أن تُوّجت في العام 1989 بافتتاح سفارة دولة الإمارات في مانيلا، وتوسّعت مجالات التعاون الثنائي على نحو مثمر وملحوظ.
وتعزز هذا التعاون مع تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين.
ضمن أحدث تلك الزيارات، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فيرديناند ماركوس، رئيس جمهورية الفلبين، خلال زيارة عمل إلى دولة الإمارات.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، الجوانب المختلفة للتعاون ومسارات تطوره بين دولة الإمارات والفلبين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من المجالات الحيوية التي تدعم أولويات التنمية وتسهم في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين.
كما تناول الجانبان عدداً من القضايا والموضوعات محل الاهمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تطلعه إلى أن تشكل زيار الرئيس الفلبيني بداية لمرحلة مهمة في مسيرة تطور علاقات البلدين.
وأكد رئيس دولة الإمارات خلال اللقاء، متانة العلاقات التي تجمع البلدين والتطور الذي شهدته خلال العقود الماضية خاصة في المجالات التنموية، مؤكداً الحرص المشترك على مواصلة تطوير هذه العلاقات خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير والنماء على شعبي البلدين.
شكر وتقدير
من جانبه أعرب الرئيس فيرديناند ماركوس، عن شكره وتقديره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مثمناً مبادرات دولة الإمارات الإنسانية وجهودها الخيّرة الداعمة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم خاصة خلال مواجهتها الأزمات والتحديات المشتركة.
وأكد حرص بلده على تنمية تعاونها مع دولة الإمارات على المستويات المختلفة والبناء على العلاقات المتينة التي تجمعهما منذ عقود لما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وتكن الفلبين قيادة وشعبا تقدير خاص للإمارات وقيادتها لدورها الإنساني الداعم لها في مختلف الأزمات.
وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أرسلت دولة الإمارات أغسطس/آب الماضي طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية إلى الفلبين، عقب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تسبب بها الإعصار كارينا آنذاك، ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات.
أيضا قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات إنسانية عاجلة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي للمتأثرين من الإعصار الذي ضرب مناطق متفرقة في جمهورية الفلبين آنذاك.
مساعدات تجسّد التزام دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة وشعبها، الراسخ بقيم التضامن والتعاون، والسعي دائماً لأن تكون في مقدمة الدول التي تقدم يد العون والدعم والمساندة للإنسانية خلال الأزمات والكوارث الطبيعية.
كما تؤكد أن علاقة دولة الإمارات مع جمهورية الفلبين تاريخية وراسخة، ومساندتها في مواجهة تداعيات هذه الكارثة تأتي تأكيداً على عمق هذه العلاقات.
أيضا أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الفلبين فبراير/ شباط الماضي شراكة إستراتيجية لإحياء نهر باسيج، المجرى المائي الحيوي في مانيلا، وذلك تحت إشراف مؤسسة إرث زايد الإنساني. وتركز هذه الشراكة على تنفيذ حلول وقائية وتصحيحية لإعادة تأهيل النهر، إلى جانب خلق فرص اجتماعية واقتصادية للمجتمعات المحلية المحيطة به.
ويعدّ نهر باسيج جزءا جوهريا من تاريخ ومستقبل الفلبين، وإعادة تأهيله تمثل أولوية تنموية تتماشى مع أهداف الفلبين البيئية والاقتصادية، وتشكّل مذكرة التفاهم مع دولة الإمارات محطة بارزة لاستعادة هذا المجرى المائي المهم، بما يسهم في تعزيز الاستدامة البيئية، وتحقيق نمو اقتصادي أكثر شمولية، وتحسين حياة المجتمعات التي تعتمد عليه.