الإمارات ومكافحة الملاريا.. دعم لا يتوقف لعالم خالٍ من الأوبئة
يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، الذي يوافق 25 أبريل/نيسان، تحت شعار "تسخير الابتكار لتخفيف عبء الملاريا وإنقاذ الأرواح".
ودعت منظمة الصحة العالمية إلى الاستثمار والابتكار في نُهج جديدة لمكافحة النواقل ووسائل تشخيصية وأدوية مضادة للملاريا وأدوات أخرى تسرّع وتيرة التقدم المحرز لمكافحة الملاريا.
الأمراض والأوبئة أخطر تحد للمجتمعات
وشارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الملاريا.
وكتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عبر حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا.. نسعى إلى تعزيز جهودنا والتعاون مع شركائنا لمكافحة هذا المرض.. الأمراض والأوبئة أخطر تحد يواجه المجتمعات، ومن المهم بناء استراتيجيات عالمية فاعلة ومستدامة للتعامل معها".
وعُقد اليوم العالمي للملاريا لأول مرة في عام 2008 في أفريقيا، وهو حدثٌ احتفلَت به الحكومات الأفريقية منذ عام 2001، إذ كان الاحتفال بمثابة وقت لتقييم التقدم المحرَز نحو أهدافٍ تهدفُ إلى السيطرة على الملاريا، وخفضِ معدل الوفيات في البلدان الأفريقية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من التقدم المطرد المحرز في تخفيف عبء الملاريا على الصعيد العالمي بين عامي 2000 و2015، فقد تباطأ هذا التقدم أو توقف في السنوات الأخيرة، وخصوصاً في البلدان المثقلة بعبء هذا المرض في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويتعين اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة لإعادة العالم إلى مسار تحقيق الغايات المحددة لعام 2030 في الاستراتيجية العالمية للمنظمة بشأن الملاريا.
الملاريا يهدد نصف سكان العالم
ومن بين 87 بلداً يشهد حالات إصابة بالملاريا، بلّغ 46 بلداً عن وجود أقل من 10 آلاف حالة إصابة بالمرض في عام 2019 مقارنة بما مجموعه 26 بلداً في عام 2000.
وبلّغ 24 بلداً بحلول نهاية عام 2020 عن وقف انتقال الملاريا خلال 3 سنوات أو أكثر وشهدت المنظمة على خلو 11 بلداً من هذه البلدان من الملاريا.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "كان عبء الملاريا الذي تحمّله في وقت من الأوقات العديد من البلدان التي نعترف بها اليوم ثقيلاً جداً. وقد حققت هذه البلدان إنجازاتها بصعوبة بعد العمل المنسق على مدى عقود فقط. وأظهرت معاً للعالم أن القضاء على الملاريا هدف قابل للتحقيق بالنسبة إلى جميع البلدان".
وتفيد تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن 627 ألف شخص توفوا بالملاريا عام 2020، وهو آخر عام تتوافر بيانات بشأنه، في زيادة نسبتها 12 في المائة عن عام 2019، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
ويهدد الملاريا نصف سكان العالم. وتعد أفريقيا جنوب الصحراء وشرق المتوسط والأمريكتان ومناطق في الهادئ مثل بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان جميعها في خطر.
وفي يونيو/حزيران 2021، صادقت منظمة الصحة العالمية على أن الصين باتت خالية من الملاريا، لتطوي بذلك صفحة معركة طويلة بدأت في أربعينات القرن الماضي عندما كان البلد الآسيوي يسجّل 30 مليون حالة سنوياً. ولم تسجّل الصين أي حالة عدوى مصدرها محلي مدى 4 سنوات متتالية.
الإمارات تحارب الملاريا
وتعد الإمارات خالية رسمياً من مرض الملاريا منذ عام 2007، فيما حلت في المركز الأول في مؤشر غياب الإصابة بالملاريا لكل 100 ألف نسمة ضمن تقارير التنافسية العالمية الصادرة خلال العام 2018، وذلك وفقاً لبيانات الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء.
وتمثل دولة الإمارات - التي لم تسجل فعلياً أي حالة مصابة من داخل الدولة منذ العام 1997- أحد أبرز الداعمين للجهود الدولية الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا بنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لمخرجات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا التي أعدتها منظمة الصحة العالمية.
دعم إماراتي مالي مستمر
ويسهم دعم الإمارات المالي المستمر للبرنامج في تأمين الموارد اللازمة لتوسيع نطاق جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها وتوفير الاستثمارات الكفيلة بتطوير أدوات جديدة من شأنها تسريع وتيرة التقدم الذي أحرز في القضاء على المرض الخطر.
وكرست الإمارات خبراتها وعطائها للحد من انتشار هذا الوباء ومساعدة العديد من البلدان وفي مقدمتها اليمن الشقيق الذي شهد خلال فترة الاستبداد والتوحش الحوثي عودة لانتشار هذا المرض على نطاق واسع.
وسارعت الإمارات عبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى تقديم الدعم للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن عبر تسليم الأدوية الخاصة بمكافحة المرض للجهات المختصة وتوزيع "الناموسيات" المشبعة بالمبيدات لتخفيف العبء عن المواطنين ومساعدة الأهالي في الوقاية من الإصابات.
ولعبت المبادرات الإنسانية والمساهمات المالية التي قدمتها الإمارات خلال السنوات الماضية لصالح التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) وبرنامج "شراكة دحر الملاريا" دوراً محورياً في تعزيز البرامج الصحية والعلاجية وتنفيذ حملات التطعيم وتوفير اللقاحات ضد العديد من الأمراض الوبائية في العالم مثل الملاريا والكوليرا ودودة غينيا وشلل الأطفال.
دعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
ومنذ عام 2011، تبرع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، شخصياً بمبلغ 30 مليون دولار للقضاء على مرض الملاريا، بالإضافة إلى تبرعات أخرى لصالح "التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI) لبرنامج "شراكة دحر الملاريا".
وتمتلك وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية استراتيجية فعالة في وقاية مجتمع دولة الإمارات مستندة إلى القانون الاتحادي رقم 14 لسنة 2014 في شأن مكافحة الأمراض السارية وذلك بالتوازن بين مقتضيات الصحة العامة وحقوق الافراد، وفق اللوائح الصحية الدولية للسيطرة على الأمراض السارية من خلال كفاءة النظام الصحي الوقائي، وبرنامج الترصد الوبائي الذي يشكل صمام أمان لاكتشاف الحالات الوافدة للدولة ومعالجتها.
ويعد الملاريا أحد أشد الأمراض الطفيلية المعدية التي تنتقل عن طريق البعوض ويتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى وفقر الدم وتضخم الطحال.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز