الإمارات وماليزيا.. بوابات الشرق الأوسط و"آسيان" للتنمية والابتكار
تتمركز دولة الإمارات وماليزيا في مواقع استراتيجية بالغة الأهمية جعلت منهما بوابتان رئيسيتان للتنمية والابتكار
تتمركز دولة الإمارات وماليزيا في مواقع استراتيجية بالغة الأهمية جعلت منهما بوابتان رئيسيتان للتنمية والابتكار في منطقة الشرق الأوسط من ناحية ومنطقة جنوب شرق آسيا "الآسيان" من ناحية أخرى.
والبلدان اللذان قطعا أشواطا طويلة في مشوار النهوض الاقتصادي، برزا كمحاور إقليمية للتنمية بفضل ما يتمتعان به من بيئة أعمال نشطة وفرص استثمارية جذابة وإدراك حصيف بأهمية التكنولوجيا والابتكار في بناء المستقبل وتدعيم الاستدامة.
- الإمارات وماليزيا.. زيارات متبادلة تعكس عمق العلاقات المتميزة
- الزيودي: الإمارات موطن تجارة الأرض لـ"رُبع" سكان العالم (مقابلة)
ولذلك، لم يكن مستغربا أن يلتقي الطرفان في تقاطع تشاركي هام للغاية، وهو دعم قطاع الطاقة باعتباره المحرك الرئيسي للنمو محليا وعالميا.
اتفاقية نفط تاريخية
في ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، وقّعت دولة الإمارات وماليزيا اتفاقية امتياز تاريخية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية "بتروناس" للمنطقة البرية "رقم 1" في أبوظبي التي تحتوي موارد غير تقليدية.
والتوقيع الذي تم بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وملك ماليزيا السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه، أضحى أول اتفاقية لترسية امتياز للنفط غير التقليدي على مستوى منطقة الشرق الأوسط.
وكانت الاتفاقية شاهدا على المرة الأولى التي تستثمر فيها شركة ماليزية في امتيازات استكشاف النفط والغاز في أبوظبي، كما جسدت الثقة الكبيرة في موارد النفط غير التقليدية الغنية القابلة للاستخراج في إمارة أبوظبي.
والاتفاقية التي تمتد لستة أعوام، تضمنت احتفاظ " بتروناس " بحصة 100% في حقوق تشغيل الامتياز، على مساحة تزيد عن 2000 كيلومتر مربع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي.
وتقدر موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخراج في أبوظبي بنحو 22 مليار برميل من النفط الخام الخفيف والحلو.
شراكة استراتيجية في الغاز
في مارس 2022، أعلنت مبادلة للطاقة، الشركة الدولية للطاقة التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، عن بدء تدفق الغاز من حقل "بيجاجا" للغاز الواقع في القطعة "SK 320" قبالة السواحل الماليزية.
ومثل هذا الإنجاز تتويجاً ناجحاً للمشروع الاستراتيجي الرئيسي لتزويد ماليزيا بالغاز.
وتتواجد مبادلة للبترول في ماليزيا منذ عام 2010، وهي المشغل لقطعة "SK 320" بحصة تبلغ 55% وتمتلك شركة "بتروناس كاريغالي" التابعة لشركة بتروناس حصة تبلغ 25%، بينما تؤول النسبة المتبقية البالغة 20% لشركة "ساراواك شل بيرهاد".
وفي سبتمبر 2022، أعلنت مبادلة للطاقة، عن اكتشافها لخزان غاز عالي الجودة في البئر الاستكشافية "تشينكيه - 1" والواقعة في قطعة "SK 320".
وبناءً على التقييم الأولي الذي أجرته الشركة، تم اكتشاف مكمن كبير من الغاز الطبيعي بطول يتجاوز 110 أمتار في أعلى خزان الحيد الكربوني.
التكرير والبتروكيماويات
وفي قطاع التكرير والبتروكيماويات ، تنخرط بتروناس وأدنوك في استكشاف فرص التجارة، بما في ذلك توريد النفط الخام والمواد الأولية وشراء المنتجات المكررة.
ويقوم كلا الطرفين بتقييم الفرص المحلية والدولية لتعظيم خلق القيمة المضافة لسلسلة التوريد.
وهناك إمكانية أخرى في مجال تزويد الوقود بالوقود ودعم سفن تموين الغاز الطبيعي المسال في الموانئ في الإمارات والمنطقة.
الطاقة المتجددة
وفي مارس/ آذار 2021، وقعت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" و"بتروناس" الماليزية مذكرة تفاهم لبحث فرص التعاون والاستثمار المشترك في تطوير مشاريع طاقة متجددة في جميع أنحاء قارة آسيا وخارجها.
وتستهدف الشركتان على نحو خاص التركيز على مشاريع الطاقة المتجددة (الشمسية الأرضية والعائمة والرياح البحرية) في آسيا ومناطق أخرى.
كما تضمن التعاون الاستثمار في التقنيات الأخرى المتعلقة بهذا المجال.
الهيدروجين الأخضر
وعلاوة على ذلك، مثل التعاون خطوة إضافية لتعزيز تعاون الطاقة، في ظل الشراكة بين "بتروناس" و"مبادلة للاستثمار" التي تشمل التركيز على مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
ويستهدف هذا التعاون تدعيم محافظ الاستثمارات في الطاقة منخفضة الكربون وتزويد العديد من الشركات بحلول الطاقة النظيفة والاستفادة من نقاط القوة لدى الجانبين سواء من حيث استثمار الموارد الطبيعية أو تسخير التكنولوجيا لإنجاز مزيد من مشاريع الطاقة المستدامة.
وتستثمر شركة "بتروناس" في مشاريع طاقة شمسية تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 1 جيجاواط سواء قيد التشغيل أو التي يجري إنشاؤها.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA==
جزيرة ام اند امز