الإمارات والمغرب.. محطات ثقافية عبر التاريخ
تأتي أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين من توحد أهداف البلدين وتصورهما للعديد من القضايا والملفات.
تشهد العلاقات الإماراتية - المغربية تطوراً متواصلاً في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية والعلمية والسياحية والأمنية والثقافية والقضائية، وذلك بفضل توجيهات قائدي البلدين، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، رغبة في تعزيز التعاون الثنائي، والاضطلاع بدور مهم في المحيط العربي والإسلامي.
وأصبحت الإمارات العربية تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمملكة المغربية، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات الإماراتية في مجالات الطاقة والعمران والسياحة والاتصالات والخدمات، كما تمنح الإمارات العديد من المساعدات والمنح للمغرب.
كما يتبادل مسؤولو البلدين الزيارات، ويتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والشراكات بين الجانبين سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
وتأتي أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، من توحد أهداف البلدين وتصورهما للعديد من القضايا والملفات، والسعي لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وتكريس مبادئ التسامح والوسطية والتعايش في العالم.
وكذلك نبذ التطرف والتعصب والعنف والإرهاب، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً لتحقيق التنمية التي تصب في مصلحة الشعوب.
ولا يقتصر التعاون بين الإمارات والمملكة المغربية فقط على الصعيدين السياسي والاقتصادي، بل يشمل أيضاً التعاون الثقافي، حيث إن الشعبين الإماراتي والمغربي يجمعهما حب الثقافة والتراث وتربط بينهما أواصر أخوية وعلاقات تاريخية تعود لسنين طويلة وعادات وتقاليد مشتركة ومتقاربة.
ومن أبرزها، الثقافة الشعبية الصحراوية المغربية، خاصة على مستوى الشعر والأمثال والحكاية الشعبية، وكذلك طقوس واحتفالات الخطوبة والزواج والاحتفال بالمولود وتقاليد الأعياد، إلى جانب التراث الأدبي كالزجل والشعر المقفى الذي يؤدي جماعة.
كما تحرص دولة الإمارات على المشاركة في أبرز الفعاليات الثقافية والفنية التي تستضيفها المملكة المغربية.
وكانت أبوظبي قد احتضنت في عام 2015، معرض "الأسبوع المغربي التراثي"، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض ونادي أبوظبي للفروسية، وذلك تحت رعاية الملك محمد السادس والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تزامناً مع احتفالات الإمارات باليوم الوطني الـ44، بمشاركة العاهل المغربي.
وفي 26 فبراير/شباط 2016، وقّعت وزارة الثقافة المغربية ودائرة الثقافة والإعلام التابعة لحكومة الشارقة، مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مؤسسة تحمل اسم "دار الشعر" بمدينة تطوان.
ووفقاً لمذكرة التفاهم، تهتم هذه المؤسسة بالشعر وبسبل الرقي به وتوسيع نطاق تداوله، على أن يتعاون الطرفان على تطبيق وتحقيق الأهداف المشتركة في هذا الإطار وتنفيذ أنشطة هذه المنشأة الثقافية.
كما شاركت الإمارات في نفس العام، بالدورة الـ10 من مهرجان الناظور الدولي للشعر بمدينة الناظور في المملكة المغربية، برعاية "هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام".
وحلّ الشاعران الإماراتيان خالد الظنحاني وعمر بن قلالة العامري ضيفا شرف على المهرجان الذي نظمته "رابطة المبدعين المغاربة بالريف" برعاية وزارة الثقافة المغربية تحت شعار "المغرب.. أفريقيا جذور مشتركة"، بمشاركة عدد من الدول العربية والأفريقية والأوروبية.
وتضمن برنامج المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، مثل: أمسيات شعرية، وعروض مسرحية وموسيقية وفلكلورية شعبية، بالإضافة إلى معارض الكتب والفنون التشكيلية من مختلف البلدان العربية والأوروبية.
أما في عام 2017، شاركت الإمارات في فعاليات الدورة الـ13 لموسم طانطان، التي نُظم تحت رعاية الملك محمد السادس العاهل المغربي، تحت شعار "موسم طانطان: موروث ثقافي مغربي ببعد أفريقي".
وشكّل فرصة للتعريف بجهود الإمارات في تسجيل عناصر التراث المعنوي ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني غير المادي، كما سلط الضوء على التراث المحلي الإماراتي والترويج له في المحافل الدولية كافة.
ويعتبر "موسم طانطان" تظاهرة ثقافية وفنية مميزة في شمال أفريقيا بقدرته على تجميع أشكال متنوعة من ثقافات البدو الرحل، مما يتيح فرصة لالتقاء الثقافات العربية المختلفة في بوتقة واحدة.
aXA6IDMuMTQxLjQ3LjE2MyA= جزيرة ام اند امز