العنف الأسري في "218".. فيلم إماراتي يخترق جدار الصمت
بين العنف الأسري والحنين إلى الماضي والسعي للانتقام والدعم المتبادل دارت أحداث الفيلم الإماراتي "218" الذي طرح بدور العرض قبل أيام.
"218 خلف جدار الصمت" Behind The Wall of Silence يعد أول عمل من صنع الجمهور على مستوى الوطن العربي ضمن مبادرة "التجربة الفنية الإماراتية".
العمل السينمائي مصنف دراما وتشويق وإثارة، ويعرض قصة 3 فتيات مرت كل منهن بتجربة منفصلة عن الأخرى لكنها متشابكة ومترابطة في الواقع.
واستغرق تصوير الفيلم نحو عامين، وظل حبيس الأدراج أكثر من 9 أشهر بفعل جائحة كورونا المستجد حتى تسنى عرضه للجمهور خلال الأيام الماضية.
الفيلم من إخراج نهلة الفهد وﺗﺄﻟﻴﻒ رامي ياسين، بطولة أمل محمد، هيفاء العلي، حبيب غلوم، عبدالله بن حيدر، ومرعي الحليان.
218 أول فيلم من صنع الجمهور
العمل الفني يأتي ضمن مبادرة "التجربة الفنية الإماراتية" التي أطلقتها مدينة الشارقة للإعلام، بالتعاون مع شركة "أرب فورمات لاب" لإنتاج أول عمل من صنع الجمهور على مستوى الوطن العربي.
ويهدف القائمون على هذه المبادرة الطموحة إلى ترسيخ صناعة سينمائية فريدة ومتجددة تكون مرآة للمجتمع الإماراتي والعربي، كما يهدفون إلى خلق جيل جديد من المهنيين السينمائيين وتوظيف أفكارهم الإبداعية والمبتكرة في إنتاج أفلام وأعمال فنية أخرى تعزز من مكانة دولة الإمارات الثقافية والحضارية أمام العالم.
الممثل الإماراتي القدير حبيب غلوم تحدث عن مشاركته في أول تجربة سينمائية من صنع الجمهور، معتبرا أنها "تجربة قادتنا إلى الكثير من الطاقات الشبابية في كل المجالات، التصوير والإخراج والتأليف والتنفيذ وغيرها".
وقال غلوم، في مقابلة خاصة لـ"العين الإخبارية" تنشر كاملة لاحقا: "شاركت في العمل الفني دعما للطاقات الشبابية الموجودة"، مشيرا إلى رؤية اللجنة المشرفة على المبادرة في اختيار قضايا تمس الشباب لذا وقع الاختيار على "سوشيال ميديا" للفيلم.
فوائد هذه التجربة لا تعود فقط على الفن، وإنما تطال العجلة الاقتصادية في الإمارات من خلال مشاركة الجمهور والفنانين، حسبما رأى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام.
وأعرب الشيخ القاسمي، في تصريح سابق لوكالة أنباء الإمارات، عن تمنياته أن تكون تجربة مفيدة تثري الفن على مستوى الإمارات و الوطن العربي وأن يتم تعميمها بشكل أكبر.
الفيلم الأحدث بالساحة السينمائية يعد تجسيداً لرؤية وتوجيهات القيادة الإماراتية الرشيدة الرامية إلى دعم المواهب الشابة والمبدعين وتأهيل الكوادر البشرية في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالي الإعلام والإنتاج السينمائي، وفقا لتصريحات الدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام.
وقال المدفع لـ"وام": "فخورون بإنتاج وإطلاق فيلم (218) باكورة إنتاجات المبادرة التي تهدف إلى ترسيخ صناعة سينمائية فريدة ومتجددة تكون مرآة للمجتمع الإماراتي والعربي، وايجاد جيل جديد من المهنيين السينمائيين وتوظيف أفكارهم الإبداعية والمبتكرة في إنتاج أفلام وأعمال فنية أخرى تعزز من مكانة الإمارات الثقافية والحضارية".
تتولى شركة "إمباير انترتينمينت" توزيع العمل الفني في الإمارات، الذي بدأ عرضه في السينما مساء الخميس 20 مايو/ أيار.
دور التكنولوجيا في معالجة العنف الأسري
"العنف الأسري" هي القضية المحورية التي يتناولها الفيلم لكن من منظور جديد، إذ تطرق لدور التكنولوجيا الحديثة عبر قنوات ومواقع التواصل الاجتماعي في حل الأزمة أو تحجيمها.
ويتحدث "218 خلف جدار الصمت" عن ظروف اجتماعية تحصل تقريباً في كل بيت، ويتناول قضية العنف الأسري وكيف تتدخل التكنولوجيا الحديثة لحل هذه الأزمة، وفقا لتصريحات سابقة لمخرجة العمل الإماراتية نهلة الفهد.
نهلة، التي تخوض تجربتها الإخراجية الأولى لفيلم روائي طويل عبر "218"، أوضحت أن العمل يقدم رسالة للجمهور مفادها بأن "يتحرى الدقة في كل ما يصله عبر قنوات التواصل الاجتماعي".
العمل السينمائي يعرض شخصية مركبة عبارة عن ثلاث شخصيات متناقضة لفتاة تلعب دورها الفنانة أمل محمد، التي استعدت جيدا وقرأت كثيرا قبل تقديم الشخصية على الشاشة.
وقالت إنها تعرف كثيرين تعرضوا للعنف، موضحة في تصريحات سابقة أن ردود الفعل على العنف تختلف من شخص لآخر، إذ إن البعض يتحول إلى شخص عنيف مع المجتمع أو شخصية انطوائية، وآخرين يقويهم العنف ويحولهم لشخصيات مبدعة.