خبراء عن دعوة قرقاش لمشروع عربي مستقل: بوابة عبور للمستقبل
وسط محيط مضطرب، أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات "ضرورة استعادة مفهوم الدولة الوطنية".
قرقاش قال عبر منصة "إكس"، الجمعة، إنه "في ظل الحروب والأزمات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي، لا خيار أمامنا إلا باستعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها".
وأضاف أن "زمن المليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية، كلّف العرب كثيرا وأثقل كاهل المنطقة"، مؤكدا أن المستقبل يكمن في "الأمن والسلام والازدهار، بمشروع عربي مستقل ومتصالح مع محيطه".
وأعرب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن إيمانهم بأن استعادة مفهوم الدولة الوطنية وتحقيق مشروع عربي مستقبل هو في جوهره بوابة عبور لمستقبل آمن ومزدهر.
ورأى السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الدعوة لمشروع عربي مستقل، ومتصالح مع محيطه "هدف مهم جدا"، معربا عن أمنيته أن تعمل الدول العربية على "إدراك حجم الأخطار والتحديات، ومن ثم التجاوب مع دعوة المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات".
وشدد وزير الخارجية المصري الأسبق على أنه "لا يمكن أن يترك مصير الإقليم في أيدي المليشيات والجماعات المسلحة، خاصة أنها تعمل في إطار خدمة بعض دول الجوار، وهذا هو موقف مصر دائما".
تعزيز مفهوم الدولة الوطنية
كما ثمن الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره القاهرة، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، دعوة المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات لوجود مشروع عربي مستقل "لأن هذا من شأنه تعزيز واستعادة مفهوم الدولة الوطنية والحفاظ عليها".
وعزز الخبير المصري ذلك بالقول إن "غالبية الأزمات العربية في الوقت الحالي أزمات تتصل بمحنة الدولة الوطنية العربية، سواء في السودان أو ليبيا أو في سوريا أو في العراق أو في اليمن، لذا يجب أن يكون هناك مشروع قومي عربي يهدف إلى تعزيز فكرة الدولة الوطنية والحفاظ عليها ودعمها وحمايتها وتحصينها ضد التدخلات الخارجية والنعرات الانفصالية الداخلية".
وأكد عبدالفتاح أن "أزمة العالم العربي حاليا أن مفهوم الدولة الوطنية بات يواجه مأزقا حقيقيا بسبب وجود المرتزقة والمليشيات والحروب الأهلية".
وفسر ذلك قائلا "تهدد التدخلات الخارجية في الشأن العربي الدولة الوطنية في مقتل، ولا بد من إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي حسابات فئوية أو طائفية، وأن تشكل الوحدة الترابية للدولة وتماسك أرضها وشعبها هدفا لا يجب التخلي عنه".
ونوه في هذا الإطار إلى أن الخطاب السياسي الرسمي لمصر "كان دائما ما يؤكد هذا الأمر، حيث إن القاهرة دائما تدعم المؤسسات الوطنية، وتدعم أيضا الوحدة الترابية للدولة، والتلاحم الوطني لشعبها، وترفض أي تدخلات خارجية".
وبدوره، قال الدكتور محمود علوش المحلل السياسي التركي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن تصريحات المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات مهمة في هذا التوقيت، لأن ظاهرة المليشيات شكلت عقبة كبيرة خلال العقود الأخيرة في بناء الدولة الوطنية في بعض البلدان العربية".
وأردف "تكمن إشكالية المليشيات في أنها فاقمت من الصراعات الاجتماعية والطائفية والسياسية في هذه البلدان التي تنشط فيها، وقوضت إلى حد كبير من قدرة الدولة على ممارسة سلطتها ونفوذها على كامل أراضيها".
لذا.. نبه المحلل السياسي التركي إلى أنه "لا يمكن أن تنتقل الدول التي تعاني ظاهرة المليشيات من حالة اللااستقرار والفوضى إلى حالة الاستقرار وبناء الدولة الوطنية، دون القضاء على هذه الظاهرة وإنهائها".
وانتقال الشرق الأوسط إلى مرحلة الاستقرار ينبغي أن يمر عبر بوابة التخلص من هذه الظاهرة، وأيضا معالجة الآثار الكبيرة التي خلفتها في الدول التي تنشط بها، لا سيما لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها، وفق علوش.
وخلص إلى أن "مكافحة ظاهرة المليشيات في المنطقة ستنعكس إيجابيا على الاستقرار الإقليمي بشكل مباشر".
وتأتي تصريحات المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، وسط محيط يموج بالاضطرابات والصراعات، حيث تقترب المنطقة من شفا حرب إقليمية شاملة، وتهديدات غير مسبوقة، خاصة بعد أن شنت إيران مؤخرا هجوما صاروخيا على إسرائيل قالت إنه يأتي "ردا" على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في يوليو/تموز في طهران، ومقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي، بضربة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.