سياسة
تسليم الراية في الإمارات تاريخيا.. سلاسة وإجماع
يتسم تسليم راية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة تاريخيا، بالسلاسة والشفافية، ويغلفه إجماع يستند إلى أسس قانونية راسخة.
وتسلم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حاكم أبوظبي، رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد انتخابه بالإجماع من قبل المجلس الأعلى للاتحاد، في أجواء تعكس سلاسة انتقال السلطة تاريخيا في الدولة، والأخوة والمحبة.
وانتخب المجلس الأعلى للاتحاد، بالإجماع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، خلال اجتماعه، وبدأ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تولي مهامه ومسؤولياته.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وشعب الإمارات حرصهم البالغ على حماية كل ما أرسى دعائمه الراحل الكبير الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من مبادئ وإنجازات.
ويخلف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شقيقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي وافته المنية، أمس الجمعة، وأعلنت دولة الإمارات الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام على المغفور له، مدة 40 يوماً.
وسارت عملية انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، بسلاسة ويسر، ونالت إجماع أعضاء المجلس الأعلى، سيرا على نهج انتخاب الشيخ خليفة بن زايد، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كما عكست عملية الانتخاب، أساسا دستوريا مستقرا.
وتنص المادة 53 على أنه عند خلو منصب الرئيس أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر للمدة المنصوص عليها في المادة 52.
وتنص المادة نفسها، أيضا على "عند خلو منصبي رئيس المجلس الأعلى ونائبه معا، يجتمع المجلس فورا بدعوة من أي من أعضائه، أو من رئيس مجلس وزراء الاتحاد لانتخاب رئيس ونائب رئيس جديدين لملء المنصبين الشاغرين".
وبحسب المادة 46 من دستور دولة الإمارات، فإن المجلس الأعلى للاتحاد هو السلطة العليا في الدولة، حيث يتكون المجلس من حكام الإمارات السبع وهي أبوظبي (العاصمة)، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة والفجيرة.
ووفق الدستور، تصدر قرارات المجلس الأعلى في المسائل الموضوعية بأغلبية خمسة أعضاء من أعضائه على أن تشمل هذه الأغلبية صوتي إمارتي أبوظبي ودبي، وتلتزم الأقلية برأي الأغلبية المذكورة. أما قرارات المجلس في المسائل الإجرائية فتصدر بأغلبية الأصوات وتحدد اللائحة الداخلية للمجلس هذه المسائل.
وكانت أحدث عملية تسليم لراية القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2004، حين انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة، خلال اجتماعه مساء يوم الثالث من شهر نوفمبر/تشرين الثاني في قصر الشيخ خليفة بن زايد في البطين بأبوظبي.
وبعدها مباشرة، بدأ الشيخ خليفة بن زايد تولي مهامه ومسؤولياته، مؤكداً وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وشعب الإمارات حرصهم البالغ على حماية كل ما أرسى دعائمه الراحل الكبير مؤسس دولة الاتحاد، الشيخ زايد بن سلطان، من مبادئ وإنجازات، وما رسخه من قيم جسدت معاني النبل والصدق والوفاء ومواصلة العمل على نهجه وصولا لرفاء وخير واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما أول عملية تسليم لراية القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة كانت في عام 1971، حين انتخب المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع، الشيخ المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، رئيسا للدولة.
ويعد نظام انتقال السلطة في دولة الإمارات العربية المتحدة "سلس وشفاف" للغاية، ويستند إلى قواعد قانونية ودستورية واضحة وراسخة، ما يعكس ثقة كبيرة بين الشعب والقيادة، وإخوة ومحبة.
ويتذكر المراقبون المشهد عند وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في 2004، وبروز نموذج دولة الإمارات السلس في انتقال السلطة، إذ جرى تسليم الحكم للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بسلاسة، ووزعت المهام على حكام الإمارات كل حسب اختصاصه.