افتتاح 3 محطات تحلية.. الإمارات تروي ظمأ أهل غزة
في ظل أزمة مياه خانقة في قطاع غزة بسبب الحرب المتواصلة على القطاع، افتتحت الإمارات 3 محطات لتحلية مياه البحر.
مبادرة إماراتية جديدة تروي ظمأ سكان القطاع الذي يعاني من شح كبير بإمدادات المياه مع دخول الحرب شهرها الثالث، وسط تحذيرات أممية متتالية من أن شبح الموت يهدد أهل القطاع إذا لم يتم توفير الماء.
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود الإمارات المتواصلة، لتوفير الموارد الأساسية التي يحتاج إليها أهل غزة للتخفيف من معاناتهم، تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة التي تواجههم حالياً.
وتأتي إقامة المحطات الثلاث لتحلية مياه البحر ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني، التي أمر بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتضم العملية حزمة مبادرات إنسانية لدعم أهل غزة وافتتاح مستشفى ميداني وتوزيع مساعدات إغاثية وإنسانية.
300 ألف مستفيد
وتفصيلا، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة، الإثنين، 3 محطات لتحلية مياه البحر في مدينة رفح المصرية، ضمن عملية "الفارس الشهم 3" لإغاثة أهالي غزة.
وجرى تشغيل المحطات الثلاث من الجانب المصري، من خلال مد الأنبوب عبر الحدود، لتزويد قطاع غزة بالماء يوميًا.
وتصل القدرة الإنتاجية لكل محطة إلى 200 ألف غالون يومياً بإجمالي 600 ألف غالون، يستفيد منها 300 ألف شخص يومياً.
لفتات مهمة
وفي لفتة مهمة، حضر افتتاح المحطات الـ3، أعضاء من مجلس الأمن الدولي، خلال زيارتهم للحدود مع غزة بدعوة من الإمارات ومصر.
ولجأت دولة الإمارات إلى خطوة رائدة وغير مسبوقة لدفع جهودها قدما، باتجاه إقناع المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فعلية لوقف الحرب الدائرة منذ أكثر من شهرين، حيث دعت بالتعاون مع مصر مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لزيارة معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة لإطلاعهم مباشرة على الحاجة الماسة لوقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية.
وتأتي تلك الخطوة بعد 3 أيام من إخفاق مجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي، في اعتماد مشروع قرار بوقف إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة بعد موافقة 13 عضوا وامتناع بريطاني ورفض أمريكي.
وقالت السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إن بعض الدول تشارك في الزيارة "بصفة وطنية وشخصية"، موضحة أن الزيارة تهدف إلى مساعدتهم "ليس فقط على فهم المعاناة والدمار الذي يعيشه سكان غزة، ولكن أيضًا أملهم وقوَّتهم".
وفي لفتة تضامنية مهمة خلال افتتاح المحطات، حرصت السفيرة لانا زكي نسيبة على مشاركة أهل قطاع غزة شرب باكورة إنتاج محطات التحلية، قبل أن تتجه من رفح لقطاع غزة.
ويعاني قطاع غزة من شح كبير بإمدادات المياه مع دخول الحرب شهرها الثالث، وسط حصار إسرائيلي مشدد يتحكم بما يدخل من مساعدات.
وفي أعقاب اندلاع الحرب مع حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء، ثم بدأت تضخ كميات محدودة من المياه لجنوب القطاع.
كذلك ساهم تضرر نحو 12 بئرا من القصف الإسرائيلي وانقطاع الكهرباء ونفاد الوقود اللازم لتشغيل الآبار في نقص المياه في مدينة غزة بشكل حاد وكبير.
أيضا أثر القصف الإسرائيلي على خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع، ودمر العديد من مركبات توزيع المياه والخزانات فوق أسطح البنايات.
وحذرت "الأونروا" أكثر من مرة أن شح المياه يمثل مشكلة كبرى في غزة، محذرة من أن الناس سيموتون إذا لم يتوفر الماء.
حزمة مبادرات
يأتي افتتاح محطات التحلية الثلاث، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بإطلاقها لدعم الشعب الفلسطيني في غزة.
وتضم العملية حزمة مبادرات إنسانية أخرى، من أبرزها إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل القطاع، والذي جرى تدشينه في 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وباشر الفريق الطبي الإماراتي المختص في المستشفى الميداني في قطاع غزة، الذي يضم كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع.
وبالتزامن مع افتتاح محطات التحلية، وصلت 10 متطوعات من المجال الطبي من الإمارات، إلى قطاع غزة للانضمام إلى المستشفى الميداني المتكامل الذي أقامته دولة الإمارات داخل قطاع غزة.
أيضا ضمن العملية نفسها يتم توزيع مساعدات إغاثية وغذائية وإنسانية لأهل القطاع.
وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي توزيع طرود المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة على أهالي قطاع غزة، ضمن العملية.
ووزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 1679 طرداً غذائياً على الأهالي في شرق محافظة رفح.
وتضمنت العملية توزيع 500 طرد في منطقة حي التنور و500 طرد في منطقة حي النصر، إضافة إلى 500 طرد آخر في حي خربة العدس.. فيما تم توزيع 179 طردا في منطقة المستشفى الميداني.
ووصل إجمالي عدد المستفيدين من الطرود الغذائية التي وزعها فريق هيئة الهلال الأحمر 10242 مستفيدا.
وإلى جانب ذلك تم تركيب 25 خيمة إيواء استفاد منها عدد 150 مستفيداً.
وأرسلت دولة الإمارات حتى مساء الإثنين في إطار عملية «الفارس الشهم 3» 103 طائرات وسفينة شحن واحدة تحمل 5857 طنا من المساعدات الإغاثية، في إطار تلك العملية.
كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة.
كذلك وجه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم. ووصلت بالفعل عدة دفعات من الأطفال المصابين ومرضى السرطان في إطار تلك المبادرات.
وكانت دولة الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار «تراحم من أجل غزة» بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام.