الأكثر أمانا وفرصا.. استطلاع: البريطانيون يتركون بلادهم والإمارات تتصدر وجهاتهم
أظهر استطلاع جديد أن غالبية المقيمين البريطانيين في الإمارات يفضلون البقاء هناك لأمانها وفرص العمل مقارنة بالمملكة المتحدة.
الاستطلاع الحصري الذي أجرته شركة إبسوس لصحيفة، ذا ناشيونال الإماراتية، أوضح أن شريحة كبيرة من المقيمين البريطانيين في الإمارات تعتبر دولة الإمارات بيئة أكثر أمانًا وتوفّر فرص العمل مقارنة بالمملكة المتحدة، وشمل الاستطلاع 2000 مشارك قيّموا حياتهم في الإمارات مقابل بريطانيا.
ووفق النتائج، اعتبر أكثر من 80% أن الإمارات مكان بالغ الأمان، فيما رأى 79% أنها بيئة مناسبة لتربية الأطفال، بينما أكد 60% منهم عدم رغبتهم في المغادرة نظرًا لتوفر فرص عمل أفضل.
وقال البريطاني جاستن كوك، الذي انتقل العام الماضي مع زوجته وطفليه إلى أبوظبي: «الإمارات تقدم نموذج الدولة العصرية، هي أكثر الأماكن أمانًا على وجه الأرض، وتضم أحد أبرز المراكز الثقافية في العالم، وتتمتع بمناخ مريح معظم العام، كما أنها مرتبطة بنحو نصف دول العالم برحلات لا تتجاوز ثلاث ساعات».
أما هانا كاستلتون، المقيمة في دبي منذ سبعة أعوام، فأوضحت أن الحياة في الإمارات «مليئة بوسائل الراحة والفرص»، مشيرة إلى نظافة المدن وسهولة الحصول على خدمات صحية عالية الجودة ووفرة الأنشطة اليومية.
ورغم الانتقادات المتداولة عن المملكة المتحدة، أبدى 74% من المشاركين تصورات إيجابية عنها، فيما اعتبر 29% أنها «بلد الأحلام».
وقالت بلجيت كاور جيل، المتخصصة في الاتصال والتي انتقلت من بريطانيا إلى الإمارات قبل نحو 18 شهرًا: «لبلدي الأصلي جاذبية خاصة، المزيج الثقافي والبراعة الإبداعية والروح العملية في المجتمع البريطاني عناصر يصعب تكرارها في أي مكان آخر».

الأمن وتربية الأطفال: الإمارات تتفوق
أفاد الاستطلاع بأن أكثر من 80% من المشاركين يعتبرون الإمارات مكانًا آمنًا للعيش، مقابل 59% فقط عن المملكة المتحدة، كما اعتبر 79% أن الإمارات مناسبة لتربية الأطفال مقارنة بنسبة 63% لصالح بريطانيا.
وقالت إميلي إيفانز، المقيمة في الإمارات منذ عام 2016، والتي أنجبت طفليها هناك: «الإمارات بيئة منظمة، نظيفة، وبالغة الأمان، وتوفر مجتمعًا متماسكًا، ما يجعلها من أفضل الأماكن لتنشئة الأطفال والتفاعل مع ثقافات مختلفة».
واتفقت معها لورا غولدمان، أم لطفلين، مشيرة إلى أن استمرارها مرتبط بقدرتها على تغطية تكاليف السكن والتعليم الخاص، وأضافت: «ابني البالغ عشر سنوات يعيش حياة آمنة، ويمكنه التنقل بحرية ضمن حدود آمنة، وهو ما لا يمكن تحقيقه في بريطانيا». وأوضحت أن حرارة الصيف والتلوث والزحام «ثمن مقبول» مقابل أمان أطفالها.
فرص العمل: عامل رئيسي للبقاء
أوضح الاستطلاع أن 60% من المشاركين يعتمدون على توافر فرص مهنية أفضل للبقاء في الإمارات، بالإضافة إلى تفضيلهم نمط الحياة والمناخ واستقرارهم الحالي.
وقالت إيما جود، المتخصصة في التسويق الرقمي والتي انتقلت مؤخرًا إلى دبي: «سرعة التطور واتساع مجال الابتكار في الإمارات ملحوظة، والمشهد مرتبط بالعالم وموجه نحو المستقبل».
أما أندرو تويدي، الذي انتقل إلى دبي في سبتمبر/أيلول بعد التخرج من الجامعة، فقال إنه غادر بعد إدراك محدودية الفرص المهنية في بلده، موضحًا أن شهرة دبي ونمط الحياة فيها شكلا دافعًا قويًا لاتخاذ القرار، خصوصًا في بداية مسيرته المهنية.
وقال كوك إن الإمارات تذكره بلندن في فترة ازدهارها، واصفًا إياها بأنها «وجهة تجذب أصحاب الطموح والإبداع»، مضيفًا أنها دولة «تحول الرؤية إلى واقع بسرعة فائقة». وفي المقابل، رأى أن بريطانيا «تواجه تباطؤًا»، مشيرًا إلى أن اقتصادات عدة حول العالم تتحرك بوتيرة أسرع.

تكلفة المعيشة في بريطانيا: تحدٍ كبير
أشار ثلث المشاركين إلى أن ارتفاع تكلفة المعيشة في بريطانيا يمثل أكبر تحدٍ يواجه السكان اليوم.
وقالت غولدمان إن الضرائب تمثل جانبًا مرهقًا، مشيرة إلى أن مستوى الخدمات مقابل ما تدفعه «لم يكن مجزيًا». وأضافت جيل أن بريطانيا «تقدم صورة طموحة من الخارج، لكنها تفرض ضغوطًا مرهقة من الداخل»، موضحة أن النظام «لا يساعد الأسر على التطور بل يزيد الأعباء».
وأشارت إلى أن القضية ليست في نسبة الضرائب، بل في المردود، مضيفة: «حين أدفع أكثر، أتوقع رؤية ذلك في خدمات صحية متقدمة، ومجتمعات آمنة، وفرص تضمن لأبنائي مستقبلاً واضحًا، أما الآن فالمعادلة غير مستقرة».
النية في العودة أو الاستقرار الدائم
أوضح الاستطلاع أن 24% من غير البريطانيين يفكرون جديا في الانتقال إلى المملكة المتحدة، مقابل 53% يشترطون ظروفًا محددة، و23% أعلنوا أنهم لا ينوون الانتقال أبدًا.
أما البريطانيون، فأكثر من نصفهم قالوا إنهم قد يعودون يومًا ما، فيما تردد 37%، وأكد 11% أنهم لن يفكروا في العودة.
وقالت إيما جود إنها ستفكر بالعودة فقط إذا احتاج إليها ابنها البالغ، مؤكدة أن حياتها في الإمارات «أسهل وأكثر أمانًا».
وأكد كوك أنه لا ينوي العودة مطلقًا، مضيفًا: «الإمارات أصبحت موطني الكامل، وبريطانيا مكان أزوره كزائر، لكن دائمًا أعود إلى أبوظبي».
وقالت جيل إنها قد تعود يومًا إذا شهدت بريطانيا تغييرات ملموسة تدعم الأسر وتمنح العاملين فرصًا حقيقية للتقدم، مشيرة إلى أن العودة تعتمد على عوامل أسرية وقدرة الإمارات على الحفاظ على مستوى المعيشة الذي يوفر لها ولأسرتها الاستقرار.
أما كاستلتون، فترى أن الحل المثالي هو تقسيم وقتها بين بريطانيا ودبي «حتى أكون قريبة من أسرتي وأحافظ على نمط الحياة الذي اعتدت عليه في الإمارات».