الإمارات وباكستان.. 49 عاما من العلاقات والشراكة الاستراتيجية
العلاقات الوطيدة بين باكستان ودولة الإمارات تجذرت خلال العقود الماضية وترجمت إلى تعاون متعدد الأوجه.
تعد باكستان من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات المتحدة منذ أن وضع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لبنتها الأولى عام 1971، حيث تربط الشعبين والبلدين الصديقين علاقات تاريخية تعزز آفاق تعاونهما الواسع في المجالات كافة.
وتأتي الزيارة الحالية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، إلى باكستان، لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في المنطقة، تعزيزا لمسيرة التعاون الطويلة بين البلدين.
- رئيس باكستان يشيد بجهود الإمارات لتعزيز السلم والاستقرار
- محمد بن زايد ووزيرة باكستانية يبحثان العلاقات الثنائية
تجذرت العلاقات الوطيدة بين باكستان ودولة الإمارات، خلال العقود الماضية، وترجمت إلى تعاون متعدد الأوجه، يمثل حالة فريدة في العلاقات العربية الآسيوية في المنطقة، خاصة أن إسلام آباد من أولى الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أبوظبي.
وبفعل الاتصالات المستمرة بين الإمارات وباكستان القيادتين شهدت العلاقات بين البلدين زخما كبيرا في الفترة الأخيرة، إذ حرص زعماء البلدين على تنظيم زيارات متبادلة، حيث زار قيادات الإمارات العاصمة الباكستانية أكثر من مرة، كان آخرها زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لإسلام آباد في سبتمبر/أيلول الماضي، ومن قبلها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في يناير/كانون ثاني 2019.
كما أنه منذ توليه منصبه قام رئيس الوزراء الباكستاني عمر خان بزيارة الإمارات مرتين في إطار العلاقات المتميزة بين الإمارات وباكستان، الأولى في 19 سبتمبر/أيلول 2018 والثانية في 18 نوفمبر/تشرين ثاني من العام نفسه.
فالعلاقات الإماراتية–الباكستانية تمثل نموذجا للعلاقات الثنائية المتطورة باستمرار ليس فقط لأنها ترتكز على أسس ثابتة وإنما أيضا لأن هناك إدراكا متبادلا بين قيادتي الدولتين على تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة.
هذا ما أشار إليه بوضوح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في نوفمبر/تشرين ثاني 2018، عندما أكد أن العلاقات بين الدولتين تستند إلى تاريخ طويل من العمل المشترك والثقة والاحترام والمصالح المتبادلة.
كذلك يعزز مسار العلاقات الثنائية بين الإمارات وباكستان إدراك البلدين المشترك لطبيعة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي واتفاقهما على ضرورة دعم كل الجهود والمساعي الإقليمية والدولية التي تسهم في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك لشعوب المنطقة والعالم واتفاقهما أيضا على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة خطر التطرف والإرهاب بأشكاله كافة.
وإضافة إلى الجانب السياسي تتمتع الإمارات العربية المتحدة وباكستان بعلاقات وثيقة وروابط تاريخية متميزة كذلك واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، قائمة على أسس متينة من المودة والاحترام المتبادلين.
فتجاريا تُعَد الإمارات من أهم شركاء باكستان مع وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 3.3 مليارات دولار عام 2015.
كما أصبحت الإمارات أكبر مستثمر في باكستان، باستثمارات شملت مجالات الاتصالات والطيران والأعمال المصرفية والعقارية وقطاع النفط والغاز.
وفي الإمارات تعمل نحو 7 آلاف شركة باكستانية، كما يرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات، من أهمها: تجنب الازدواج الضريبي، وتشجيع الاستثمار، والتعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب.
كذلك وجود 1.6 مليون شخص من الجالية الباكستانية في دولة الإمارات يسهمون بفعالية في الاقتصاد الوطني وفي نمو وازدهار الإمارات، يعكس مدى الترابط والتلاحم بين البلدين الصديقين.
وفي مجال الصحة، نالت جهود الإمارات في الحد من انتشار الأوبئة والوقاية من التداعيات الصحية السلبية التي يعانيها الأطفال في باكستان ترحيبا كبيرا.
واحتلت المساعدات في المجال الصحي والطبي المقدمة خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان حيزا مهما من أوجه نشاطات المشروع، وكانت لها الأولوية في خططه وجهوده الإنسانية.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjUxIA==
جزيرة ام اند امز