الإمارات والقضية الفلسطينية.. دعم ومساعدات إنسانية وجهود دبلوماسية
يحاول البعض إطلاق الشائعات للتشكيك في دور دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم القضية الفلسطينية.
ويتناسى هؤلاء أن لدولة الإمارات مواقف وجهودا إنسانية ودبلوماسية صادقة لدعم القضية الفلسطينية، ومد يد العون للأشقاء، وهو نهج ثابت لدولة الإمارات العربية المتحدة.
أحدث تلك الشائعات نفتها وزارة الدفاع الإماراتية في بيان لها، نقلته وكالة أنباء الإمارات مساء الخميس.
ونفت وزارة الدفاع الإماراتية المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام الدولية حول وصول سرب من الطائرات العسكرية الأمريكية إلى قاعدة الظفرة الجوية في دولة الإمارات لتقديم الدعم إلى إسرائيل.
وأكدت وزارة الدفاع الإماراتية، في بيان نشرته على حسابها الرسمي بمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، ونقلته وكالة أنباء الإمارات، أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.
وأوضحت الوزارة أن وجود هذه الطائرات الأمريكية في قاعدة الظفرة يجري وفق جداول زمنية محددة مسبقاً منذ عدة شهور في إطار التعاون العسكري بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، ولا يرتبط إطلاقا بالتطورات الحاصلة في المنطقة حاليا.
ومنذ السبت الماضي، يتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي عنيف متواصل، في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق لحركة "حماس" على مستوطنات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع، أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وإصابة أكثر من 3000 وأسر العشرات.
وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع النطاق في قطاع غزة، ومقتل أكثر من 1500 شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين، وتداعيات إنسانية كبيرة.
20 مليون دولار
وفي ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار.
يأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
4 أهداف
يأتي توجيه القيادة الإماراتية بتقديم مساعدات عاجلة للفلسطينيين بالتزامن مع حراك دبلوماسي إماراتي متواصل، يتركز على تحقيق 4 أهداف وهي:
- ضرورة وقف التصعيد.
- ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية أرواح جميع المدنيين.
- الدعوة لتحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء الموقف.
- العمل الجاد على دفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل الذي يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.
اتصالات مكثفة
وسعيا لوقف التصعيد والتهدئة بين الجانبين، قادت دولة الإمارات العربية المتحدة اتصالات مكثفة بكافة الأطراف العربية والدولية ذات العلاقة بالتصعيد الأخير.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، اتصالات هاتفية مكثفة مع رؤساء وقادة عدة دول من بينها أمريكا ومصر وتركيا والأردن وكندا والبرازيل وفرنسا وهولندا والنمسا.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع القادة -خلال الاتصالات- ضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم.
كما بحث أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.
كما أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، اتصالات هاتفية مع نظرائه في عدد من الدول، من بينها الهند وإيران واليونان وإسبانيا وإيطاليا واليابان وأمريكا وإسرائيل وروسيا والكويت.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي، خلال الاتصالات الهاتفية، أن الوضع الراهن يتطلب تحركا عاجلا من الأطراف الدولية الفاعلة كافة، من أجل تخفيف حدة التوتر والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.
كما أكد ضرورة ممارسة أعلى درجات الحكمة، مشدداً على أهمية تهدئة الأوضاع، وأكد أن المنطقة في حاجة ماسة إلى الاستقرار وهو ما لم يتحقق دون تبني خيار السلام الشامل والعادل والأمن المستدام.
كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في لندن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، لبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة والتصعيد الجاري على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.
وأكد الجانبان أهمية التنسيق بين كافة الأطراف الدولية الفاعلة من أجل احتواء الأزمة الراهنة عبر كافة الوسائل والحلول الممكنة، وكذلك التصدي لجميع الأعمال الاستفزازية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد شعوبها.
حراك في مجلس الأمن
واكب تلك الجهود أيضا حراك إماراتي في مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعا مغلقا، الأحد، حول الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، لبحث التطورات الأخيرة وتصعيد الوضع.
وأكدت لانا نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، بعد الاجتماع المغلق أهمية أن يستخدم أعضاء المجلس القنوات الدولية وكذلك الثنائية للدعوة إلى الهدوء وتهدئة التصعيد بالتركيز على حماية المدنيين على الجانبين.
وشددت على "أن الكثيرين من أعضاء المجلس يؤمنون بأن فتح الأفق السياسي في المستقبل، الذي يؤدي إلى تطبيق حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع".
وشهد مجلس الأمن الدولي على مدار الفترة الماضية حراكا متواصلا لدعم القضية الفلسطينية، والدفع نحو تحقيق سلام شامل وعادل.
وسبق أن حذرت الإمارات من أن أعمال العنف الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين "يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى"، وشددت على " السلام العادل والشامل والدائم".
ودعت دولة الإمارات في بيان سابق أمام مجلس الأمن الدولي، التي تعد عضوا به عن الفترة 2022-2023، المجتمع الدولي لأن يضع ثقله في التعامل مع المسألة الفلسطينية كملف ذي أولوية، عبر المساعدة في استئناف مفاوضات جادة وفعالة، تستند إلى المرجعيات الدولية المتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين.
عطاء إنساني
مواقف إنسانية وسياسية متتالية، تأتي ضمن جهود إنسانية ودبلوماسية متواصلة لدعم الشعب الفلسطيني.
ولا تمر فترة قليلة إلا وتوجه القيادة الإماراتية بتقديم دعم ومساعدات للفلسطينيين.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد وجه في 6 يوليو/تموز الماضي بفتح حساب مشترك والمساهمة بمبلغ 15 مليون دولار أمريكي لدعم عمليات وكالة "أونروا" وخدماتها، وتوفير المساعدات العاجلة للأسر الفلسطينية، خاصة إعادة تأهيل الخسائر في مدينة جنين ومخيمها والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعتداءات إسرائيلية كان لها تداعيات على آلاف الأشخاص.
جاء هذا الدعم بعد نحو أسبوعين من توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، بتقديم مبلغ 7.3 مليون درهم دعماً لبلدية مدينة الخليل الفلسطينية.
وفي 3 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت دولة الإمارات عن مساهمتها بمبلغ وقدره 20 مليون دولار أمريكي؛ لدعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
دعم استبقه توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في 16 مارس/آذار الماضي، بتقديم 3 ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية.
ذلك الدعم جاء بعد نحو 3 أشهر من تسليم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من قيام دولة الإمارات بتوقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار.
مواقف تأتي جميعها ضمن جهود دولة الإمارات المستمرة لدعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية وتلبية متطلبات الشعب الفلسطيني في المجالات الإنسانية والمعيشية والصحية والاجتماعية والتعليمية وغيرها.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى 2021، مبلغ 1.14 مليار دولار أمريكي، منها مبلغ 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا).
مواقف ودلالات
مواقف إنسانية تناغمت مع أخرى سياسية ودبلوماسية قوية، عبر بيانات متتالية تصدرها وزارة الخارجية الإماراتية، متى استدعت التطورات، تناشد فيها إسرائيل بالوقف الفوري للحملات المتكررة والمتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ إجراءات حازمة ومكثفة، تسهم في تهدئة الأوضاع على الأرض وإحياء عملية السلام.
مواقف تحمل رسائل قوية تؤكد من خلالها دولة الإمارات أن دعمها للقضية الفلسطينية لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يصاحبه دعم إنساني وتنموي يستهدف تعزيز صمود الفلسطينيين، بما يسهم بالدفع في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
تحركات متتالية على مختلف الأصعدة تؤكد من خلالها دولة الإمارات دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها اتفاق سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم حقوقه.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز