خبراء لـ«العين الإخبارية»: الإمارات حائط صد ضد مخطط تصفية القضية الفلسطينية

إشادات وتقدير لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، الذي يراه خبراء أنها حائط صد ضد مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

الموقف الإماراتي الراسخ الذي أعاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات التأكيد عليه خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأربعاء، يساهم بشكل فاعل وواضح في إفشال كل مخططات التهجير.

• رفض التهجير ونشر السلام.. رسائل قوية من محمد بن زايد لدعم فلسطين وغزة

أجمع خبراء ومحللون تحدثت إليهم "العين الإخبارية" على أن الموقف الإماراتي يعطي ثقلا وزخما للموقف العربي، ويسهم في تشكيل حائط صد عربي في مواجهة كل المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

 وخلال لقائه روبيو، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، موقف دولة الإمارات الثابت الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وشدد رئيس دولة الإمارات على ضرورة أن ترتبط عملية إعمار غزة بمسار يؤدي إلى السلام الشامل والدائم الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

من جانبه، أشاد المحلل السياسي والاستراتيجي الفلسطيني المستشار زيد الأيوبي، بالموقف التاريخي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي أبداه أمام وزير الخارجية الأمريكي المتضمن الرفض الشجاع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وقال الأيوبي لـ"العين الإخبارية" إنه "موقف عظيم سيذكره التاريخ بأحرف من ماء الذهب".

وأكد الأيوبي أن هذا الموقف التاريخي لدولة الإمارات وقيادتها يقوي الحق الفلسطيني، ويسهم بشكل فاعل وواضح في إفشال كل مخططات الاحتلال.

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني سيبقى وفيا لهذه المواقف التي تعودنا عليها تاريخيا من دولة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة".

بدوره، قال الدكتور بشير عبدالفتاح، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، لـ"العين الإخبارية"، إن موقف رئيس الإمارات يعطي قوة وثقلا للموقف العربي، ويسهم في تشكيل حائط صد عربي في مواجهة كل المحاولات الإسرائيلية والأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف عبدالفتاح أن "الإمارات دولة عربية لها ثقل شديد ودور عالمي لا يمكن تجاهله؛ لذا ستصل الرسالة إلى الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بأن الدول العربية الوازنة مثل الإمارات والسعودية ومصر تصر على التمسك بالحق الفلسطيني دون أي تفريط".

وأكد أن "موقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يؤكد وبشكل حاسم رفض الإمارات لمخطط التهجير، ودعمها للحقوق الثابتة والراسخة للشعب الفلسطيني ومساندتها للمواقف المصرية والأردنية والسعودية كذلك".

وشدد على أن توقيت تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يحمل دلالة كبيرة، قائلا إن "التوقيت مهم للغاية، لأنه يأتي قبل التئام القمة العربية الطارئة في 4 مارس/آذار المقبل، والقمة المصغرة في الرياض بعد غد الجمعة، ما يمهد لتحرك عربي حازم وصارم في مواجهة مخططات التهجير".

وسيدفع مثل هذا التحرك الحاسم، في تقدير عبدالفتاح، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة النظر في طرحه، ويقوض جميع مساعي تصفية القضية الفلسطينية، وتضييع الحق في إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبدوره، قال الدكتور مبارك آل عاتي، المحلل السياسي السعودي، لـ"العين الإخبارية"، إن "الموقف الإماراتي يحمل تأكيد وقوة الموقف العربي الرافض للتهجير القسري للفلسطينيين".

وأكد آل عاتي أن "الإمارات لم تتخل يوما عن مبادئها وقيمها الدبلوماسية الراسخة والداعمة للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن "هذا التأكيد من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رفض دولة الإمارات لتهجير الفلسطينيين يؤكد ثبات دولة الإمارات على دعمها الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني، ووقوفها دائما مع الصف العربي الرافض لسياسات التهجير والرافض لقضم الأراضي العربية".

وفي اعتقاد آل عاتي فإن تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "تأتي في توقيت مهم جدا تتعلق بالاستعداد العربي للقمة المرتقبة في الرياض والقمة العربية الطارئة بالقاهرة"، مشيرا إلى أن "المواقف العربية ستكون متطابقة مع الموقف الذي أعلنه رئيس دولة الإمارات لوزير الخارجية الأمريكي".

وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور طارق أبوزينب المحلل السياسي اللبناني، لـ"العين الإخبارية"، أن تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تعبر عن موقف واضح وصريح تجاه رفض أي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتؤكد الالتزام الثابت بدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة في وجه التحديات الراهنة.

وقال إن "هذه المواقف تأتي في توقيت حساس، مع تصاعد التوترات في المنطقة، وتشدد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي ورفض أي انتهاكات تمس جوهر القضية الفلسطينية".

وأضاف أن "الإمارات تؤكد، من خلال تصريحات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم، دورها الفاعل كداعم حقيقي للقضية الفلسطينية من خلال مواقفها الواضحة وجهودها الدبلوماسية، التي تسعى لضمان احترام حقوق الفلسطينيين ومنع أي تغييرات قسرية تمس التركيبة السكانية أو الجغرافية للأراضي المحتلة، كما تعكس هذه المواقف قدرة الإمارات على استثمار علاقاتها الدولية الواسعة، بما في ذلك مع القوى الكبرى، لدعم الحقوق الفلسطينية".

في هذا السياق، تابع المحلل اللبناني قائلا إنه "يتضح أن نهج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يرتكز على تحقيق التوازن بين بناء شراكات دولية قوية والدفاع عن قضايا عادلة".

وأضاف "بالنسبة للإمارات، فالقضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب موقفًا ثابتًا يتماشى مع قيم الحق والعدالة".

وفي توافق مع آراء الخبراء السابقين، تحدث الدكتور مأمون المساد، المحلل السياسي الأردني، لـ"العين الإخبارية"، عن آثار الموقف الإماراتي على الصعيدين الإقليمي والدولي، قائلا: "يأتي الموقف الإماراتي في إطار التأكيد على موقف عربي موحد الرافض لمحاولات تهجير الفلسطينيين، والداعي للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني".

وأضاف "يسهم الموقف الإماراتي أيضا في الضغط على المجتمع الدولي لتبني مواقف أكثر قوة ووضوحًا ضد محاولات التهجير القسري وتهويد الأراضي الفلسطينية، حيث إن الإمارات تلعب دورا مهما في نقل الملف إلى الساحة الدولية من خلال دعم القرارات التي تضمن حقوق الفلسطينيين".

وذهب المساد إلى أن "موقف الإمارات القوي، ورقة ضاغطة على السياسية الأمريكية والإسرائيلية نظرا لما تتمتع به من مكانة سياسية واقتصادية في المنطقة والعالم، وهو الموقف الذي يأتي وفقا لتنسيق عربي مشترك".

وبالتزامن مع الحراك السياسي والدبلوماسي، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" التي تشكل ملحمة إنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وضمن أحدث جهودها الإنسانية، أطلقت عملية "الفارس الشهم 3 "، اليوم الأربعاء، حملة إغاثية في قرية الأيتام “sos”، وذلك ضمن مبادراتها الهادفة إلى تخفيف معاناة الفئات الأكثر احتياجًا في قطاع غزة، وحملاتها المتواصلة لتقديم المساعدات الإغاثية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.