رفض التهجير ونشر السلام.. رسائل قوية من محمد بن زايد لدعم فلسطين وغزة

موقف إماراتي ثابت رافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.. رسالة قوية واضحة ومباشرة أعاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات التأكيد عليها خلال لقائه ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في أبوظبي اليوم الأربعاء.
موقف قوي وحاسم من القيادة الإماراتية يسجله التاريخ بحروف من نور، يأتي في إطار التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم قضية فلسطين، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
ويأتي هذا الموقف ضمن رسائل عدة أكدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال لقائه ماركو روبيو في أول زيارة له للإمارات بعد توليه مهام منصبه.
رسائل رسمت من خلالها القيادة الإماراتية خارطة طريق لدعم فلسطين وإعمار غزة وتحقيق سلام مستدام.
3 رسائل
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع وزير الخارجية الأمريكي، علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات المختلفة بما يحقق مصالحهما المتبادلة.
كما تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة المستجدات في الأرض الفلسطينية المحتلة، والمساعي المبذولة تجاه الأزمة في قطاع غزة وتداعياتها على السلام والاستقرار والأمن الإقليمي.
وأكد رئيس دولة الإمارات في هذا السياق على عدة نقاط وهي :
- التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
- ضرورة أن ترتبط عملية إعمار غزة بمسار يؤدي إلى السلام الشامل والدائم الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" كونه السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
- أهمية العمل على تجنب توسيع الصراع في المنطقة بما يهدد السلم الإقليمي.
رسائل تجسد موقفا سياسيا قويا داعما لفلسطين وغزة، يتزامن مع تكثيف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودعم صمودهم على أراضيهم بالأفعال قبل الأقوال.
دلالات هامة
- رسائل القيادة الإماراتية تحمل أهمية خاصة في هذا التوقيت لأكثر من سبب من بينها:
- الرسالة صادرة من القيادة الإماراتية بما تحظى به من مكانة وثقل كبيرين وما تتمتع به من ثقة ومصداقية لدى العالم أجمع، ما يضفي المزيد من الأهمية على تصريحاتها.
- الرسالة جاءت بلغة قوية واضحة ومباشرة تؤكد "موقف دولة الإمارات الثابت الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
- تم نقل الرسالة مباشرة إلى ماركو روبيو وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صاحب خطة سيطرة واشنطن على غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر دون خطة لإعادتهم، وهو ما يعكس حرص الإمارات على نقل موقفها للإدارة الأمريكية – التي تقدر رؤية وحكمة القيادة الإماراتية - مباشرة.
- تدعم رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الموقف العربي الرافض لتهجير الفلسطينيين.
- تأتي رسائل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتصعق بقوة كل حملات الأكاذيب والافتراءات لتنظيم الإخوان الإرهابي التي حاولت تشويه موقف الإمارات الداعم لفلسطين عبر تحريف تصريحات يوسف مانع العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية خلال القمة العالمية للحكومات التي اختتمت أعمالها الخميس الماضي في دبي، زاعمين كذبا أن العتيبة أعلن تأييد بلاده لخطة تهجير الشعب الفلسطيني.
دعم أبدي
كان لافتا أيضا وصف القيادة الإماراتية خلال اللقاء موقف أبوظبي الرافض لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بأنه "ثابت"، في إشارة واضحة إلى أنه موقف تاريخي أبدي مستدام لم ولن يتغير.
موقف سبق أن أكدت عليه الإمارات في أكثر من موقف ومناسبة.
وتشهد الآونة الأخيرة حراكا إماراتيا مكثفا على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية.
حراك زادت وتيرته للتعبير عن الرفض القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، والدفع قدما نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ضمن خارطة طريق إماراتية لتحقيق سلام مستدام، إيمانا من الإمارات بأنه "لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين".
وهو ما سبق أن أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء الماضي، أكد خلاله على أهمية العمل من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للجميع على أساس "حل الدولتين".
وسبق أن أصدرت وزارة الخارجية الإماراتية بيانا 5 فبراير/ شباط الجاري، أكدت فيه موقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تهجيره، ورسمت عبره خارطة طريق واضحة لتحقيق سلام مستدام.
بيان استبقته رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حملت توقيع وزراء خارجية 5 دول عربية هي دولة الإمارات ومصر والسعودية وقطر والأردن، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً لفلسطين، عبر فيها المسؤولون الستة عن معارضتهم لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة التي يدعو لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعبروا عن تمسكهم بحل الدولتين.
ملحمة إنسانية
وبالتزامن مع الحراك السياسي والدبلوماسي، تكثف دولة الإمارات دعمها الإنساني والإغاثي عبر عملية "الفارس الشهم 3" التي تشكل ملحمة إنسانية يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للتخفيف من معاناة أهل غزة جراء تداعيات الحرب الإسرائيلية التي بدأت على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وضمن أحدث جهودها الإنسانية، أطلقت عملية "الفارس الشهم 3 "، اليوم الأربعاء حملة إغاثية في قرية الأيتام “sos”، وذلك ضمن مبادراتها الهادفة إلى تخفيف معاناة الفئات الأكثر احتياجًا في قطاع غزة، وحملاتها المتواصلة لتقديم المساعدات الإغاثية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها سكان القطاع.
وتضمنت الحملة توزيع طرود إغاثية متنوعة تحتوي على مواد غذائية وأساسية على الأطفال الأيتام، بهدف توفير الدعم اللازم لهم ورسم البسمة على وجوههم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الجهود الإنسانية التي تبذلها عملية “الفارس الشهم 3” في قطاع غزة، حيث تسعى إلى ضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال الأيتام، الذين يواجهون تحديات كبيرة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع.
وقبيل أيام، وصلت سفينة المساعدات الإماراتية السادسة إلى مدينة العريش المصرية تحمل على متنها هدية الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وذلك تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.
وتعد تلك السفينة الأكبر من حيث الحمولة منذ انطلاق عملية "الفارس الشهم 3"، وتحمل السفينة على متنها 5800 طن من المواد الإنسانية، ومواد غذائية ومواد إيوائية ومستلزمات طبية، وتصل السفينة قبل شهر رمضان الفضيل لتوفير المساعدات العاجلة للفلسطينيين، استجابة للوضع المأساوي في غزة ولتخفيف معاناتهم المستمرة.
جهود إماراتية شاملة تدعم الموقف العربي الموحد الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأيضا تجسد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ بدعم قضية فلسطين، التي تعد أحد ثوابت سياستها الخارجية منذ تأسيسها وحتى اليوم.
المنهج الإماراتي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية، حددته كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي قال: "دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة".
وعلى درب المؤسس، يسير الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أكد في أكثر من مناسبة على أهمية إيجاد مسار للسلام العادل والشامل الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" بما يضمن السلام والاستقرار الإقليميين.