الإمارات بمجلس الأمن.. روشتة لحل قضية فلسطين وتحذيرات لإسرائيل
"الأوان قد حان ليضع المجتمع الدولي ثقله في التعامل مع المسألة الفلسطينية كملف ذي أولوية"، رسائل إماراتية وجهتها يوم الإثنين، في مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية.
تلك الرسائل وجهتها نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أميرة الحفيتي، خلال إلقائها بيان دولة الإمارات في مجلس الأمن بشأن البند المعنون "الحالة في الشرق الأوسط"، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقالت نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إن "الأوضاع المتدهورة التي تشهدُها الأرض الفلسطينية المحتلة، ومنها أحداث الأيام الأخيرة، ما هي إلا نتيجةٌ حتمية لغياب أفُق الحل السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستمرار المواجهات والاقتحامات وأعمال العنف التي أصبحت واقعاً مريراً يعيشه الفلسطينيون يومياً".
وفي مدينة الخليل الفلسطينية، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، فلسطينيين اثنين قالت إنهما أطلقا النار من سيارة ما أسفر عن مقتل امرأة إسرائيلية أمس الإثنين، مع استمرار البحث عن مسلح آخر قتل إسرائيليين اثنين في قرية حوارة الواقعة إلى الشمال يوم السبت.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ألقى القبض على 32 فلسطينيا مشتبها بهم خلال الليلة الماضية في الضفة الغربية.
وأشارت إلى أن "الشواغِل تزداد إزاء التداعيات التي قد تصاحب حالة التصعيد الراهنة ليس فقط على أمن واستقرار الشعبين، وإنما المنطقة بمُجمَلِها"، مؤكدة أن دولة الإمارات ترى أنه "قد آن الأوان ليضع المجتمع الدولي ثِقله في التعامُل مع المسألة الفلسطينية كملفٍ ذي أولوية".
بناء الثقة
وشددت على ضرورة "تكثيف الجهود لإعادة بناء الثقة بين الأطراف واستئناف مفاوضات جادة وفعالة، تَستنِد إلى المرجعيات الدولية المُتفق عليها، وفي مقدمتها حل الدولتين"، مؤكدة على أن "السلام العادل والشامل والدائم لا يمكن تحقيقُه في ظل استمرار التحريض على العُنف وخطاب الكراهية، بل يتطلب إرساء قيم التسامح والتعايش السلمي، بهدف تغيير سرديات العداوة، وخلق مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ، يَستجيب لآمال الأجيال الحالية والقادمة".
ودعت الحفيتي إلى وقف كافة الممارسات غير الشرعية والقمعية تجاه الفلسطينيين وبلداتهِم وقُراهِم، خاصة الاعتداءات المتصاعِدة في الضفة الغربية المحتلة، والتي تشمل الاقتحامات وعمليات التهجير القسري وهدم المنشآت السكنية، محذرة من أن هذه الأعمال تزيد من حالة الاحتقان وتقوض جهود السلام.
وبحسب نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، فإنه مع عودة الطلاب إلى المدارس، "نؤكد على حق الأطفال الفلسطينيين في الحصول على التعليم وبشكلٍ آمن، ما يعني وقف الترهيب والعنف الذي يتعرضون له من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين أثناء ذهابهم إلى المدارس وتواجدهم فيها وعودتهم إلى منازلهم".
وأكدت ضرورة وقف عمليات هدم المدارس "المُجحِفَة، مثلما حدث الأسبوع الماضي في منطقة عين سامية بالضفة الغربية قبل أيامٍ قليلة من بدء العام الدراسي، وإلغاء إخطارات الهدم الموجهة للعشرات منها".
تحذيرات
أما فيما يتعلق بعنف المستوطنين، فقالت الحفيتي: "لا يخفى عليكم إذكاء نار هجماتهِم إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، واتخاذها أنماطاً خطيرة كما شهدنا هذا العام في رام الله ونابلس والقرى المحيطة بهما والتي أسفرت عن مقتل فلسطينيين ووقوع إصابات وإلحاق أضرار بالممتلكات، في الوقت الذي يتمتع فيه المستوطنون بالحصانة التي تُشجعهُم على مواصلة ارتكاب هذه الجرائم المدانة وغير المقبولة".
وحذرت من أن استمرار هذه الهجمات يُهدد بحدوث اشتباكات أكثر خطورة وحالة عارمة من الفوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها، مؤكدة أنه من الضروري أن تتخِذ إسرائيل خطواتٍ حقيقية لوقف عنف المستوطنين وردع اعتداءاتهم.
"فيجب الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها وإنهاء الاقتحامات المُتكررة للمسجد الأقصى وتوفير الحماية الكاملة له، مع احترام دور الأردن في رعاية المقدسات والأوقاف في المدينة"، قالت الحفيتي، معربة عن قلق دولة الإمارات إزاء المحاولات المستمرة لإحداث تغيير ديمغرافي في مدينة القدس، حيث تواصل إسرائيل بناء مستوطنات غير شرعية في القدس الشرقية دون توقف، بينما يتعرض الفلسطينيون فيها لمحاولات تهجير مستمرة، وتُفرض عليهم قوانين يجب وقفها.
واختتمت نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، كلمتها، قائلة، إن دولة الإمارات، ستواصل مسانَدَة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك عبر تلبية احتياجاته الإنسانية والتخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للاجئين.
وأكدت أن دولة الإمارات ستواصل التضامن مع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1976م، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن واعترافٍ متبادل".
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز