الإمارات باليمن.. خارطة أمن واستقرار في المحافظات المحررة
خارطة استقرار رسمتها دولة الإمارات، في المحافظات اليمنية المحررة من مليشيات الحوثي والإرهاب، وجسر عبور عبّدته نحو شاطئ الأمان.
وعملت دولة الإمارات بشكل حثيث على استتباب الأمن في عدن وشبوة وحضرموت وشتى جنوب وشرق اليمن وضرب الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، عبر دعم وحدات أمنية محلية متخصصة لمواجهة تهديدات القاعدة وداعش والإخوان .
وبفضل هذا الدعم، الذي تركز في مجال بناء القدرات والجانب اللوجستي، والدعم في العتاد والآليات، استطاعت الأجهزة الأمنية اليمنية تحرير المدن اليمنية من الإرهاب.
مساعدات الإمارات إلى الأمن اليمني استمرت منذ أواخر عام 2015، حتى اليوم، كان آخرها إعادة تأهيل أقسام الشرطة في مديريات مدينة عدن، أواخر 2023.
بالإضافة إلى تأهيل كوادر أمنية مدربة، ومد إدارات الأمن في العديد من المحافظات اليمنية بآليات وسيارات متطورة وحديثة لفرض الاستقرار، منذ منتصف العام الماضي.
تأهيل كوادر وأقسام الشرطة
القائمون على العمل الأمني في اليمن، والعاصمة عدن، أشادوا بقيام دولة الإمارات بتأهيل أقسام الشرطة، بعد استكمال عملية إعادة التأهيل، وفي مقدمتهم مدير عام شرطة العاصمة عدن اللواء الركن مطهر الشعيبي، في تصريحات سابقة له.
وثمّن اللواء الشعيبي الدعم الإماراتي للمنظومة الأمنية في عدن بالآليات وتأهيل الكادر البشري وترميم المباني الشرطية وتوفير كافة الاحتياجات، مشيرا إلى أهمية إعادة تأهيل المباني الأمنية، بما يسهم في رفع قدرات رجال الأجهزة الأمنية، وينعكس بالإيجاب على أدائهم الميداني في حفظ الأمن والاستقرار بعدن.
الشعيبي أشار إلى أن أغلب القوات الأمنية التي تعمل في الميدان لم تتحصل على تدريب أو تأهيل، لكن بفضل هذا البرنامج الإماراتي تخرجت أولى الدفعات الأمنية وستتبعها دفعات أخرى.
وأكد أهمية المضي قدما في تطوير المنظومة الأمنية خلال عام 2024 بكل مكوناتها ووحداتها الأمنية التابعة لها من خلال تعزيز البنية التحتية والتأهيلية.
وخلال تلك الفترة، تلقى رجال الشرطة، البالغ عددهم 292، تدريبات أكاديمية مكثفة في مجال البحث الجنائي والتحقيق في مسرح الجريمة والكشف عنها.
كما تم رفد أمن العاصمة بدفعتي مركبات منها 32 مركبة لتعزيز مراكز الشرطة، إضافة إلى توفير كل الدعم والمستلزمات المادية واللوجستية لخريجي الدفعة الأولى.
دعم تاريخي
مدير مركز South 24 للدراسات بعدن، يعقوب السفياني، وصف الدور الإماراتي بأنه "دور محوري وأساسي وجذري"، ساهم في الحالة الأمنية المستقرة الراهنة بالعاصمة عدن بوجه خاص، والمحافظات الجنوبية بشكل عام.
وقال السفياني في حديث لـ"العين الإخبارية": "إن هذا الدور بدأ بشكل مباشر منذ أعقاب طرد الحوثيين من عدن عام 2015، حينها كانت عدن على وشك السقوط في مستنقع الإرهاب والتحول إلى إمارة خاصة بالقاعدة وتنظيم داعش".
وأضاف: "دعمت دولة الإمارات الأجهزة الأمنية الحديثة الناشئة في عدن وفي بقية المحافظات عسكريا ولوجستيا واستخباراتيا".
وأشار السفياني إلى أن هذه الوحدات العسكرية والأمنية التي دعمتها الإمارات هي من استطاعت أن تلحق بتنظيمي القاعدة وداعش، وحتى الحوثيين، هزائم كبيرة؛ مما وفّر مناخا ملائما للاستقرار وعودة الحياة إلى نشاطها الطبيعي.
ولفت إلى أن عملية الدعم هذه مرّت بتدرج، فالعاصمة عدن كانت تشهد خلال السنوات الأولى للحرب أعمال اغتيال يومية وتفجيرات متواصلة، لكن اليوم، وخلال الأعوام الثلاثة الأخيرة -بشكل أكثر تحديدا- باتت المدينة مستقرة بنسبة كاملة.
وأكد السفياني أن "هذا بكل تأكيد يعود بشكل رئيسي إلى القوات الأمنية الموجودة في هذه المحافظات، والتي هي نتاج دعم وتمويل وتدريب سخي من دولة الإمارات، وهو دور سيُسجل في أنصع صفحات التاريخ، كما أنه دعم مهم ومستمر ومستدام"
الجميل الإماراتي
من جانبه، قال المحلل السياسي، محمد باحداد، إن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت جهودا جبارة وسباقة ومتواصلة من أجل تعزيز المنظومة الأمنية بالعاصمة عدن، والرفع من مستوى جاهزيتها وكفاءة أفرادها.
وأكد باحداد في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الدعم الإماراتي قد ساهم في نقل العاصمة عدن إلى حالة الأمن وتحقيق الاستقرار، وتمكين رجال الأمن من أداء مهامهم على الوجه الصحيح.