وفاء لرسالتها الإنسانية.. الإمارات تغيث أهل غزة والمكلومين حول العالم
«الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة، ومصدر إلهام في العمل الإنساني، ولن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية»، كلمات للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تلخص منهج الإمارات في دعم العمل الإنساني حول العالم، والتضامن مع الشعوب.
وهذا منهج جسدته الإمارات على أرض الواقع بمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها «الإنسان أولاً» من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
ونظمت دولة الإمارات مبادرات عابرة للقارات لتخفيف أوجاع المكلومين والمتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية.
أحدث تلك المبادرات الإنسانية، انطلقت اليوم الأحد تحت عنوان «تراحم من أجل غزة»، للتضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة بالقطاع والعمل على التخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية الناتجة عنها.
مبادرة تأتي ضمن جهود دبلوماسية وإنسانية لدعم فلسطين وأهل غزة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تستهدف وقف التصعيد وحماية أرواح المدنيين ودفع الجهود الدولية نحو سلام شامل وعادل.
وبالتوازي مع الدعم الإماراتي الإنساني لأهل غزة، تواصل الإمارات تسيير جسور إغاثية لدعم المتضررين من زلزال أفغانستان لليوم الخامس على التوالي، حيث قامت بإرسال 5 طائرات بحمولة مساعدات إجمالية بلغت 140 طناً.
وبالتزامن مع تلك الجهود، أكملت دولة الإمارات، 30 يوماً من العطاء الإنساني والدعم المتواصل للشعب الليبي، من أجل مساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في 10 سبتمبر / أيلول الماضي، على تجاوز تداعيات الكارثة، حيث سيّرت الإمارات جسرا جويا بلغ عدد طائراته 42 طائرة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وبإجمالي حمولات بلغ 967.6 طن.
يأتي هذا فيما يواصل الفريق الإنساني الإماراتي الموجود في مدينة أمدجراس التشادية، تقديم الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين الفارين من الحرب الجارية في بلادهم والمجتمع المحلي، من خلال الزيارات الميدانية للعديد من القرى القريبة من المدينة.
واستكمالا لجهودها المتواصلة في دعم المتضررين من الأزمة الأوكرانية، أرسلت دولة الإمارات سبتمبر/ أيلول الماضي سفينة تحمل على متنها 23 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ والأمن والسلامة للمساهمة في دعم القطاع الصحي في أوكرانيا.
فلسطين.. تراحم وتضامن
ضمن أحدث تلك الجهود، انطلقت اليوم الأحد مبادرة «تراحم من أجل غزة»، تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وتهدف الحملة إلى إقامة مراكز لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة الإنسانية بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع في دولة الإمارات، ووسائل الإعلام.
ومنذ السبت الماضي، تتعرض غزة لقصف إسرائيلي عنيف متواصل، في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق لحركة «حماس» على مستوطنات ومدن إسرائيلية في غلاف القطاع.
وتسبب القصف الإسرائيلي في تدمير واسع النطاق في قطاع غزة، وحصيلة قتلى ترتفع، ونزوح مئات الآلاف، وتداعيات إنسانية كارثية.
ويأتي إطلاق هذه الحملة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبالتنسيق مع وزارة الخارجية الإماراتية ووزارة تنمية المجتمع وذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني.
كما تهدف حملة «تراحم من أجل غزة» للتضامن مع الأطفال الفلسطينيين والأسر المتأثرة من الحرب الدائرة والعمل على التخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية، ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفا وخاصة الأطفال الذين يشكلون ما يقرب من نصف سكان القطاع (ما يزيد على مليون طفل) من خلال توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولأمهاتهم، إضافة إلى المستلزمات الصحية ومواد النظافة العامة.
تأتي الحملة ضمن جهود إنسانية عدة لدعم أهل غزة أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي أمر الثلاثاء بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار.
يأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التي تحرص على توفير التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، حيث يتم تمويل الوكالة بالكامل تقريباً من خلال مساهمات الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
ومع استمرار التصعيد، أرسلت دولة الإمارات، الجمعة، طائرة تحمل على متنها مساعدات طبية عاجلة إلى مدينة العريش شمالي مصر ليتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، وذلك لتقديم الدعم الإغاثي للشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الجمعة، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء.
دعم يتواصل في إطار مواقف الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
السودان وتشاد.. دعم شامل
ومن فلسطين إلى السودان، تمتد جسور الإنسانية الإماراتية لدعم ضحايا الصراعات والحروب.
ويواصل الفريق الإنساني الإماراتي الموجود في مدينة أمدجراس التشادية، تقديم الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين والمجتمع المحلي الذي يحتضنهم.
مساعدات شاملة ومتكاملة تشمل مختلف مناحي الحياة، سواء على صعيد الغذاء أو الصحة أو التعليم أو البنية التحتية، لتخفيف التداعيات الإنسانية للأزمة التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
ويوجد في تشاد فريق إنساني إماراتي لتقديم تلك المساعدات يتكون من هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والمكتب التنسيقي للمساعدات.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» اشتباكات لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلّف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 7 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ومنذ مطلع شهر مايو/أيار الماضي، تواصل دولة الإمارات إرسال طائرات مساعدات لتوفير الدعم العاجل للاجئين السودانيين المتضررين من الظروف الحالية التي يشهدها السودان، والتي تسببت في نزوح الآلاف من الأسر، ونقص في المواد الغذائية الأساسية، خاصة للفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.
جهود تتواصل لتخفيف معاناة اللاجئين السودانيين بسبب الأوضاع الراهنة التي يمر بها السودان، فيما يواصل المستشفى الميداني الإماراتي في أمدجراس بتشاد جهوده لتخفيف أوجاع المصابين.
وتم إنشاء المستشفى الميداني، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني في تشاد دعماً للاجئين من الأشقاء السودانيين.
وتم افتتاح المستشفى في 9 يوليو/تموز الماضي، بتعاون مشترك بين 3 مؤسسات إنسانية في دولة الإمارات، ممثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وبلغ عدد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى أكثر من 9283 مريضا وتم إجراء 116 عملية جراحية مختلفة ويستقبل يوميا ما بين 100 و150 مراجعا.
أوكرانيا.. دعم يتواصل
وجنبا إلى جنب مع تقديم الدعم الإنساني لفلسطين والسودان، تواصل دولة الإمارات تقديم جهودها الإغاثية لدعم الاحتياجات الإنسانية الضرورية للشعب الأوكراني، انطلاقا من نهجها الراسخ في دعم العمل الإنساني للمحتاجين والمجتمعات المتضررة في أنحاء العالم.
ضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات 7 سبتمبر/ أيلول الماضي سفينة تحمل على متنها 23 سيارة إسعاف مجهزة بكامل معدات الإسعاف والطوارئ والأمن والسلامة للمساهمة في دعم القطاع الصحي في أوكرانيا.
ومنذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية قدمت دولة الإمارات إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين من الأزمة في أوكرانيا، منها تقديم 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين، كما تم تدشين جسر جوي تضمن إرسال 12 طائرة حتى الآن تحمل على متنها نحو 714 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية.
كما أرسلت دولة الإمارات باخرة تحمل على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية إلى بولندا ورومانيا ليتم نقلها بعد ذلك إلى داخل الأراضي الأوكرانية، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
أفغانستان.. جسر إغاثي
ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، تكمل الإمارات مسيرتها الإنسانية.
مساء السبت، أرسلت دولة الإمارات طائرتي مساعدات بحمولة 53 طناً لمتضرري الزلزال الذي ضرب منطقة غرب أفغانستان مؤخراً، ضمن الجسر الجوي الإنساني الذي وجه به الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتضمنت المساعدات طرودا غذائية من السلع الأساسية و500 خيمة للإيواء العاجل في إطار تنويع جهود الإغاثة الإماراتية لتوفير الاحتياجات الأساسية للآلاف من السكان المتضررين من الزلزال ويعانون من النقص الشديد في توفير احتياجات الحياة اليومية خاصة للأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وبلغ إجمالي عدد طائرات المساعدات التي تم تسييرها حتى الآن 5 طائرات بحمولة مساعدات إجمالية بلغت 140 طناً.
ليبيا.. 30 يوم من العطاء
ومن أفغانستان إلى ليبيا، حيث تواصل الإمارات جهودها الإنسانية، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في 10 سبتمبر / أيلول الماضي.
وأكملت دولة الإمارات، 30 يوماً من العطاء الإنساني والدعم المتواصل للشعب الليبي الشقيق، من أجل مساعدة المتضررين من الإعصار على تجاوز تداعيات الكارثة، حيث سيّرت الإمارات جسرا جويا بلغ عدد طائراته 42 طائرة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وبإجمالي حمولات بلغ 967.6 طن.
وأسهمت جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي المتواجد في ليبيا ضمن مهمته الإنسانية المتواصلة، في العثور على 274 مفقودا في درنة الليبية، بعد عمل دؤوب على سواحل المدينة وتحت الركام وفي المناطق الأكثر تضررا.
كما ساهم الفريق بمساندة الجهات والفرق الليبية المختصة في مساعدة المتضررين والنازحين وتقديم العون والإغاثة لهم، والكشف عن أماكن ضحايا هذه الكارثة وانتشال الجثث والأشلاء من المنازل وعلى ساحل البحر وتحت الركام.
ومنذ الأيام الأولى، يقف فريق الهلال الأحمر الإماراتي المتواجد حالياً في المناطق المنكوبة في الشرق الليبي على إيصال المساعدات للمتضررين، بالإضافة إلى تقييم الأوضاع الميدانية، ودراسة الاحتياجات الفعلية الراهنة لتوفير المزيد منها عبر رحلات الجسر الجوي المتواصلة.
وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، وصل فريق تحديد هوية ضحايا الكوارث الإماراتي "DVI" إلى ليبيا والذي يُعد الأول على مستوى العالم الذي يصل إلى درنة للقيام بهذه المهام النوعية؛ حيث يضم الفريق مجموعة من الخبراء والمختصين واستشاريي الطب الشرعي وطب الأسنان والـ "DNA"، مجهزين بمعدات وأدوات متقدمة خاصة بالتعامل مع الوفيات الجماعية.
وتشارك في الحملة الإغاثية كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية.
المغرب.. إنجاز المهمة
وفيما تتواصل جهود الإمارات الإنسانية في ليبيا، أنجز فريق البحث والإنقاذ الإماراتي 19 سبتمبر/ أيلول الماضي مهامه الإنسانية في المملكة المغربية، والتي جاءت تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمد يد العون للأشقاء في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق المغربية التي ضربها الزلزال الشهر الماضي.
وتأتي جهود الفريق الإماراتي انعكاساً للعلاقات الأخوية التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين الشقيقين قيادة وشعباً، وتحظى برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية.
جهود إنسانية تتواصل ومبادرات إغاثية تتزايد سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 52 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، ونجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية للإنسانية وعمل الخير.
وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة.