ميناء غزة المؤقت.. إشادة أمريكية بدور الإمارات «الفعّال» في الإغاثة الدولية
إشادة أمريكية بدور الإمارات المهم في إنشاء ميناء غزة البحري المؤقت، الذي لعبت فيه أبوظبي دورا محوريا
وأشاد قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركتها بفاعلية في جهود الإغاثة الدولية لقطاع غزة.
وقال كوبر: "نثني على جهود الإمارات العربية المتحدة وتعاونها معنا في كل مراحل إنشاء الممر البحري والميناء المؤقت، لإيصال المساعدات لأهالي غزة".
ومن جانبه، قال مدير الاستجابة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمشرق العربي دان ديكهويس إن هناك مجموعة تنسيق متعددة الجنسيات في قبرص في الوقت الراهن لتنظيم العمل الإغاثي في الممر البحري المقرر تشغيله خلال الأيام القليلة المقبلة من قبرص إلى سواحل غزة.
مشاركة إماراتية نشطة
وقال ديكهويس إن المجموعة الدولية في قبرص تضم الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وغيرهم.
وأشار، خلال إحاطة صحفية افتراضية مع مسؤولين أمريكيين، تابعتها "العيـن الإخباريـة" من العاصمة الامريكية واشنطن، إلى أن الإمارات العربية المتحدة شاركت بنشاط في عملية إنشاء الممر البحري والميناء لإيصال المساعدات لغزة.
وقال ديكهويس: "ساهمت أبوظبي بموارد من أجل القدرة اللوجستية المشتركة فوق الشاطئ والممر البحري، ونتوقع منهم مزيدا من المساهمات".
ونبه ديكهويس، إلى أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال مزريا جدا والأحوال الإنسانية تزداد سوءا، كما يزداد انعدام الأمن، وخاصة في رفح، مضيفا: "يعيش المدنيون في معاناة".
وشدد على أن الولايات المتحدة تعمل بلا كلل لزيادة كمية المساعدات من خلال كافة السبل المتاحة، بغرض معالجة تأثيرات هذه الأزمة، موضحا أن كافة سكان غزة، حوالي 2.2 مليون شخص، يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، ما يعني أنهم يحتاجون إلى مساعدات غذائية بينما يلوح شبح المجاعة في الأفق.
مستويات كارثية
وحذر المسؤول الأمريكي من أن أكثر من نصف سكان شمال القطاع يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، كما أن حوالي 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، أما في جنوب القطاع، فيعاني حوالي ربع السكان من نوع من أنواع انعدام الأمن الغذائي.
وكشف ديكهويس، عن أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تقوم بالتنسيق مع وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) لإنشاء ممر بحري يعزز الجهود المتواصلة لزيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية بالبر، قائلا: "الممر البحري يعزز هذه الجهود ولا يستبدلها ويشتمل على بناء رصيف مؤقت في البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل غزة".
الميناء جاهز
وقال إن العمل قد انتهى على الرصيف البحري قبالة سواحل غزة، إذ من المتوقع أن يبدأ الممر البحري بالعمل في الأيام المقبلة، حيث تصل السلع الإنسانية من الولايات المتحدة ودول أخرى إلى قبرص حاليا، ويتم فحصها تمهيدا لتحميلها على السفن وتسليمها إلى غزة عبر الممر، لتتولى المنظمات الإنسانية بشكل مستقل اختيار المساعدات وتسليمها إلى المتلقين النهائيين.
أما الأدميرال براد كوبر، فأوضح أن دعم جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الرامية إلى توريد المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة أولوية قصوى، حسب توجيهات وزير الدفاع، وشدد قائلا إن الدور الوحيد الذي يتولاه الجيش الأمريكي في هذا الجهد هو توفير قدراته اللوجستية لتمكين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وشركائها الدوليين من إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى سكان غزة.
وأضاف: "نعمل على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع عبر كافة الطرق المتاحة، سواء بالبر أو الجو أو البحر الآن"، مضيفا: "نحن نركز على إغراق المنطقة بالمساعدات الإنسانية".
وأشار كوبر، إلى أن الولايات المتحدة نفذت مع 12 شريكا أكثر من 38 عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية حتى الآن، كما أسقطت مع الشركاء الدوليين أكثر من 3 ملايين وجبة إلى غزة من خلال عمليات الإنزال، وقد قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليون وجبة منها.
وأكد المسؤول العسكري الأمريكي، على أنه وفقا لتوجيهات الرئيس الأمريكي في شهر آذار/مارس الماضي بإنشاء رصيف مؤقت لإيصال المساعدات إلى غزة، قامت الفرق العسكرية الأمريكية بالانخراط في هذه المهمة.
وكشف الأدميرال، عن أنه تم بالفعل الانتهاء من إنشاء الرصيف العائم، وأصبح جاهزا لاستقبال سفن المساعدات، موضحا أنه تم تحميل قطع هذا الرصيف على متن سفن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ثم تم نقلها لمسافة 11 ألف كلم قبل أن يتم تجميعها قبالة سواحل غزة، كما شاركت نحو 14 سفينة أمريكية وشريكة في عملية إنشاء الرصيف.
وأكد أنه تم تثبيت الرصيف المؤقت عند شاطئ غزة، ومن المقرر أن يتم البدء في إيصال المساعدات للقطاع في الأيام المقبلة.
مؤقت وللأغراض الإنسانية
وفي نفس السياق، نبه المسؤول العسكري الأمريكي إلى أنه قد تم إنشاء هذا الرصيف لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وليس له أي غرض آخر.
وقال إن الرصيف مؤقت بطبيعته، ويمثل المسار البحري مسارا إضافيا، ولا يستبدل الطرق البرية إلى غزة، والعملية برمتها تحظى بدعم دولي بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مشددا على أن القوات العسكرية الأمريكية لن تتواجد على الأرض في غزة.
وكشف كوبر، عن تفاصيل إضافية فيما يتعلق بعملية تسليم المساعدات لأهالي غزة، قائلا: "من المقرر أن تصل المساعدات الإنسانية في البداية إلى قبرص عن طريق الجو أو البحر، ويتم هناك فحصها ووضعها على منصات وإعدادها للتسليم".
وأضاف: "ثم يتم تحميل منصات المساعدات على متن سفن تجارية أو عسكرية كبيرة تسافر من قبرص إلى منصة عائمة كبيرة على بعد عدة كيلومترات قبالة ساحل غزة".
واعتبر أن المنصة العائمة بمثابة مساحة عمل مستقرة لنقل المنصات من السفن التجارية الأكبر حجما إلى سفن عسكرية أمريكية أصغر حجما وقادرة على الوصول إلى نقطة أقرب من الشاطئ، وتستطيع كل من هذه السفن الصغيرة أن تنقل ما بين 5 إلى 15 شاحنة مساعدات.