الإمارات وروسيا.. علاقات اقتصادية مزدهرة تعزز التجارة وتنمي الاستثمار

ترتبط دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية راسخة مع روسيا، على نحو انعكس بشكل واضح على ازدهار التجارة والاستثمار بين البلدين في السنوات الماضية.
وقد أسست الإمارات وروسيا علاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 1971، فيما تخضع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين للاتفاقية الحكومية الدولية 1990 بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والفني منذ العام 1994، وفقا لوزارة الخارجية الإماراتية.
تجارة مزدهرة
وبحسب بيانات رسمية، فإن إجمالي التجارة غير النفطية بين البلدين قفز إلى نحو 11.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة نسبتها 5% عن عام 2023.
كما سجل الربع الأول من عام 2025 نمواً استثنائياً في حجم التجارة غير النفطية بنسبة 76.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وبنسبة 55.6% مقارنة بالربع الأخير من عام 2024، بما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية وديناميكيتها.
وتوضح أرقام التجارة، مدى التطور السريع في العلاقات التجارية بين البلدين، بالنظر إلى أن التجارة الثنائية كانت في حدود 2.5 مليار دولار في عام 2013.
وتعد الإمارات الشريك التجاري الخليجي الأكبر لروسيا، حيث تستحوذ على 55% من إجمالي التجارة الروسية لدول مجلس التعاون.
كما تصنف الإمارات ضمن أهم الدول العربية في التجارة الروسية، حيث تأتي في المرتبة الثانية.
ووفق بيانات وزارة الخارجية، تهيمن المعادن والأحجار الكريمة والمعادن غير الحديدية والمعادن الحديدية ومنتجات النحاس والآلات والمعدات والمركبات والمنتجات الكيماوية والأخشاب والورق والكرتون والمنتجات الزراعية على الصادرات الروسية إلى الإمارات، فيما تقوم دولة الإمارات بتزويد روسيا بالقوارب والأثاث ومعدات الإضاءة والقهوة والشاي والتوابل.
استثمار قوي
وتتصدر الإمارات قائمة الدول العربية في استقبال الاستثمارات الروسية، حيث تستحوذ على النسبة الأعلى من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية.
وفي المقابل، فإن الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها.
كما شهد التعاون الاقتصادي بين أبوظبي وموسكو توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية التي تشمل قطاعات متنوعة مثل الطاقة المتجددة والصناعة والخدمات اللوجستية.
وتشمل مجالات التعاون الرئيسية الخدمات اللوجستية، والتصنيع، والزراعة، والنقل، والطاقة، إضافة إلى العمل على تطوير ممر تجاري من الشمال إلى الجنوب يربط الدولتين.
وتشمل الاستثمارات الإماراتية في روسيا الاتحادية قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية، مما يعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين الدولتين.
وفي مجال الطاقة، تشارك الدولتان في مشاريع استراتيجية، حيث يُعد التعاون في قطاع النفط والغاز أحد أهم دعائم العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، فضلاً عن المشاريع المشتركة في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة.
ويوجد في الإمارات أكثر من 40 مكتباً تمثيلياً لشركات روسية محلية مسجلة في دولة الإمارات، كما تعمل حوالي 100 شركة روسية أخرى في المناطق الاقتصادية الحرة في دولة الإمارات، وهناك أكثر من 400 مشروع مشتركاً قيد التشغيل، خاصة في مجال التجارة والضيافة والعقارات والسياحة.