لقاء محمد بن زايد.. بوتين يطوي المسافات ويتخلى عن "الممنوع"
في استقباله للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تخلّى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قواعد البروتوكول المتبعة مؤخرا.
ففي لقاءاته لضيوفه خلال الآونة الأخيرة، حرص الرئيس بوتين على البعد مسافة طويلة من ضيوفه، حتى إن التقارير الإعلامية تناولت بإسهاب وجود طاولات كبيرة خلال اللقاءات الرئاسية لسيد الكرملين، وسمتها "دبلوماسية الطاولات"، في إشارة إلى إرسال الكرملين رسائل سياسية من وراء تشكيل المشهد,
لكن هذه القواعد كسرها بوتين، وهو يستقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس الثلاثاء في مدينة سانت بطرسبرج، حيث حرص على ألا تكون الحواجز موجودة في اللقاء، ووضع مقعده حذو ضيفه رئيس الإمارات.
وبينما كان بوتين يتحاشى المصافحة أحيانا، والتقارب مع أشخاص آخرين، كما حدث في حضوره قمة في طاجيكستان، وأخرى في إيران بدا أن لقاءه بنظيره الإماراتي مختلفا، حيث تخلى عن الممنوع مؤخرا، وتقدم إليه خطوة لدى استقباله الحارّ.
كما كان لافتا أن بوتين أزاح الطاولات الكبيرة التي كانت حاضرة لدى لقاءات سابقة برؤساء دول ومسؤولين، ولم يفصل بينه وبين ضيفه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سوى أقل من متر، حيث وضع البروتوكول الرئاسي مقعد الرئيسين إلى جوار بعضهما، في دلالة على التقارب الوثيق بين البلدين.
وحين بدأت المباحثات كان واضحا على قسمات وجه بوتين، مستوى الارتياح الذي أبداه لضيفه الكبير، وتحدث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس الروسي بمشاعر خاصة، مهنئا إياه بعيد ميلاده الذي احتفل به مؤخرا، ليرد المُضيف باللغة العربية قائلا: "شكرا".
وقرأ المراقبون في الحفاوة التي حرص عليها بوتين، إكراما للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مستوى عاليا من احترامه لضيفه الكبير، ولدولة الإمارات، وهو ما عبر عنه الرئيس الروسي أمس الثلاثاء، مشددا على أهمية دور الإمارات، وتأثيرها في المنطقة.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصل أمس الثلاثاء إلى سانت بطرسبرج، والتقى نظيره الروسي، في أول زيارة له إلى روسيا منذ توليه رئاسة الإمارات.
وخلال الأشهر الماضية كانت طاولة لقاءات بوتين صندوق بريد يمرر عبرها رسائل رمزية منذ أن التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبيل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.