ماذا قال الإعلام الروسي عن زيارة محمد بن زايد إلى موسكو؟
وسائل الإعلام الروسية اهتمت بشكل كبير بزيارة الشيخ محمد بن زايد موسكو ولقائه المقرر اليوم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اهتمت وسائل الإعلام الروسية وبشكل كبير بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، موسكو ولقائه، المقرر اليوم الجمعة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتحت عنوان "روسيا والإمارات توقعان اليوم بيان الشراكة الاستراتيجية" أشادت صحيفة "جازيتا" بهذه الخطوة، وقالت إن هذه المعاهدة ستفتح الباب أمام تطوير التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وقالت الصحيفة إن الزيارة تأتي في إطار استمرار التشاور بين قادة البلدين، وآخرها الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس بوتين والشيخ محمد بن زايد، وتركز على التشاور بشأن تسوية القضايا المهمة في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك في منطقة الخليج، بالإضافة إلى مناقشة العديد من القضايا الدولية المهمة التي تهم البلدين.
من جانبه، استعرض التلفزيون الروسي الناطق باللغة العربية "روسيا اليوم" في تقاريره الإخبارية والتلفزيونية وبعنوان "ولي عهد أبوظبي وبوتين يوقعان اليوم إعلان شراكة استراتيجية"، مراحل تطور العلاقة بين موسكو وأبوظبي، ونقلت عن بيان "الكرملين" قوله إن "بوتين سيناقش في الأول من يونيو/حزيران مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، الذي وصل إلى روسيا في زيارة عمل قضايا مواصلة بناء التعاون الروسي الإماراتي في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار، وكذلك القضايا الحالية على جدول الأعمال الدولي والإقليمي".
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا للإعلان، فسيوقع بوتين ومحمد بن زايد أيضا إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والإمارات، بعدما كان الطرفان قد اتفقا في أبريل/نيسان من العام الماضي "على إعطاء العلاقات الروسية الإماراتية طابع شراكة استراتيجية وإعداد إعلان مشترك بهذا الشأن".
من جهتها، أشادت صحيفة "نيزافيسمايا جازيتا" بالرغبة والنيات المشتركة التي يكنها البلدان لتطوير العلاقات بينهما على المستويات كافة، مشيرة إلى أن الجانب الاقتصادي سيأخذ حيزا مهما في المباحثات التي سيجريها ولي عهد أبوظبي مع الرئيس الروسي. وأوضحت أن العلاقة بين روسيا والإمارات تتميز بمستوى عالٍ من الحوار السياسي والزيارات المتبادلة منذ سبتمبر/أيلول 2007، وبالكاد تجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات في عام 2010 مليار دولار، وفي 2015 تجاوز 3.7 مليار دولار.
وشددت الصحيفة على الدور الكبير الذي تلعبه كل من روسيا ودولة الإمارات في تسوية العديد من القضايا المهمة في المنطقة، وعلى أن توحيد جهودهما في ظل الرؤية المشتركة الداعية إلى مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ستسهم حتما في الانتصار في حربهما ضد الإرهاب الدولي الذي بات يهدد الجميع.
وتحت عنوان "بوتين يلتقي ولي عهد أبوظبي في الأول من يونيو"، أبرزت الصحيفة بيان "الكرملين" حول اللقاء، الذي سيناقش الخطوات السياسية للعلاقة اللاحقة بين البلدين وتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية، وكذلك العلاقات في المجالات الاستثمارية وتبادل الآراء بشأن تسوية عديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكدت الصحيفة أن الإعلان الموقع في عام 2013 حول إنشاء صندوق استثماري مشترك بين الإدارة المالية لأبوظبي وصندوق الاستثمار الروسي المباشر في مختلف قطاعات الاقتصاد الروسي، جاء تتويجا لما تم تأسيسه في عام 1994، وهو تأسيس لجنة حكومية للتعاون الدولي بين روسيا والإمارات في مجال التجارة والتعاون الاقتصادي والفني، ومنذ سبتمبر/أيلول 2005، بدأ مجلس الأعمال الروسي الإماراتي عمله، مشيرة إلى أن التعاون العسكري التقني يتطور بين البلدين باضطراد.. ففي الفترة من عام 2000 إلى 2014 ، تلقت الإمارات العربية المتحدة أسلحة ومعدات عسكرية بقيمة 714 مليون دولار من منتجات وزارة الدفاع الروسية.
وأشادت الوكالة الاتحادية للأنباء والصحيفة البرلمانية، بالتطور الديناميكي في العلاقات بين موسكو وأبوظبي، وأشارت إلى أن اللقاء الذي سيجمع ولي عهد أبوظبي والرئيس الروسي سيتوج بالتوقيع على معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي يعول عليها البلدان، لأنها سترسم خطة التعاون المستقبلي بينهما في المجالات السياسية والتعاون في المحافل الدولية، وكذلك في المجالات الاقتصادية والتجارية والمجالات الاستثمارية المشتركة في عديد من القطاعات.
على الصعيد نفسه، أكدت صحيفة "كومرسانت" أن الزيارة تهدف بالأساس إلى تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ونقلت عن مصادر مطلعة قولها "إن خطط الإمارات الطموحة ومحاولة توسيع قائمة الشركاء الاقتصاديين، وبناء علاقات مع القوى العالمية الرئيسية، وكذلك تنفيذ برنامج يتضمن جذب وتعريب التقنيات الحديثة، كل ذلك يجعل دولة الإمارات العربية المتحدة على استعداد لتطوير العلاقات مع روسيا في 7 مجالات استراتيجية؛ الصناعة والبنية التحتية والسياحة والتعاون العسكري التقني والمجال النووي والزراعة والصحة".
وأشارت الصحيفة إلى قرار الإمارات بتبسيط نظام التأشيرات للروس (يتم وضع تأشيرات سياحية الآن لدى وصولهم)، أسهم بشكل كبير في تضاعف تدفق السياح إلى الإمارات، وبالتالي أصبحت الإمارات العربية المتحدة بالنسبة للروس الوجهة السياحية المفضلة لقضاء العطلات على الشاطئ، ومع زيادة الخطوط الجوية ووصولها إلى المدن الروسية الأخرى يتوقع زيادة كبيرة في حجم الوجود السياحي الروسي في دولة الإمارات.
في الوقت نفسه، أشادت شخصيات روسية بزيارة الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو، وقالت إن هذه الزيارة تسهم في تعزيز العلاقات والمواقف بين موسكو وأبوظبي في عديد من القضايا التي تشهدها المنطقة العربية.
وأكدت، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن للإمارات دورا كبيرا في المساهمة في تسوية القضايا المهمة في المنطقة، وسعيها الكبير لتسوية الأزمة اليمنية والسورية ودعمها الكبير في تسوية القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دعمها الكبير في تسوية القضايا الدولية.
وشدد أندريه أندريفيج، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، على أهمية الزيارة باعتبارها نقطة تحول كبيرة في العلاقات بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى التطابق الكبير في وجهات النظر بين موسكو وأبوظبي في العديد من القضايا السياسية، الذي أخذ طريقه إلى التعاون الاقتصادي الكبير والذي يتطور بشكل كبير، انطلاقا من رغبة البلدين في تعزيز العلاقات في جميع المجالات، لافتا إلى وجود رغبة مشتركة في تنفيذ عدد من المشاريع غير العسكرية بشكل مشترك هذا العام في المجال العلمي، والتكنولوجي، والصناعي بين الشركات في قطاع الصناعات غير العسكرية.
وقال إن علاقات الصداقة الراسخة التي تربط بين روسيا ودولة الإمارات، اعتماداً على التجربة الغنية والمثمرة للتعاون الثنائي في المجال السياسي والتجاري والاقتصادي والإنساني وغيرها من المجالات، تجعل النية تتجه نحو دراسة إضفاء طابع الشراكة الاستراتيجية على العلاقات الروسية الإماراتية".
وأكد أندريفيج أن العلاقات القوية والاستثنائية والمتميزة بين البلدين والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين على مختلف المستويات عززت من التوجه المشترك تجاه التعامل مع التحديات الإقليمية والعالمية، خاصة مع التطورات التي تشهدها دول منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، يرى بوريس دلكوف، الأستاذ في معهد الاستشراق، أن الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الوقت ستسهم حتما في تقريب وجهات النظر في عديد من القضايا العربية والدولية المهمة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي الذي يحرص البلدان على تعزيزه بشكل كبير، وبما يتناسب ورغبة البلدين في تطوير العلاقات بينهما.
وأشاد دلكوف بالنجاح الذي حققته اجتماعات للجنة المشتركة بين البلدين، التي أسهمت في استكشاف الفرص الثنائية، وتقديم الاقتراحات والحلول العملية للتغلب على التحديات التي تحول دون التوصل إلى المستوى الأمثل من العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في كل من موسكو وأبوظبي تدل على حرص الجانبين على الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى مستوى أفضل، والتغلب على التحديات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.
وقال إن روسيا تلعب دورا مهما في الشرق الأوسط، وإن أهمية الحوار بين الدولتين، سواء حول المسائل ذات الاهتمام المتبادل بين دولة الإمارات وروسيا، أو تلك التي تخص إعادة الاستقرار إلى المنطقة، تؤكد أهمية الزيارة التي يقوم بها سمو ولي عهد أبوظبي والتي تأتي في ضوء التطورات السياسية في المنطقة الداعية إلى التهدئة والحوار لحل القضايا المتأزمة.
وعلى صعيد متصل، اعتبر ألكسي ديميتروفيج، المدير العام لمركز البحوث الإعلامية، الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو أنها ستحدث طفرة نوعية في العلاقات بين البلدين في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة العربية والساحة الدولية، والتقارب في وجهات النظر بين موسكو وأبوظبي في العديد منها، والإصرار فيها على ضرورة مكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه.
ويؤكد ديميتروفيج أهمية دور دولة الإمارات العربية في المنطقة وكذلك دور روسيا، قائلا: "نعتقد أن توحيد الجهود بينهما، سيسهم حتما في التسريع في تسوية النزاعات التي تشهدها المنطقة، خصوصا الملفين السوري واليمني، وكذلك مسألة التسوية في منطقة الشرق الأوسط على أساس احترام القوانين الدولية الداعية إلى تسوية هذه النزاعات، وهذا ما يؤكده البلدان في لقاءاتهما الثنائية".
وأعرب ديميتروفيج عن أسفه لأن حجم التبادل التجاري بين البلدين لا يتناسب وحجم الرغبة الصادقة في تعزيز التعاون بينهما، مشيرا إلى أنه يمكن للتعاون بين الجانبين أن يترجم من خلال تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات الإماراتية إلى السوق الروسية أو الاقتصاد الروسي لتمويل مشروعات استثمارية، وتُمكن إقامة مشروعات صناعية واستثمارية تنتج سلعاً ومنتجات استهلاكية وزراعية لمصلحة اقتصاد الإمارات، وهذا التدفق لرؤوس الأموال والاستثمارات الإماراتية سيوجد للدولة حضوراً اقتصادياً متميزاً، وتأثيراً سياسياً ملموساً، يمكنها أن تستفيد منه في خدمة أهدافها الاستراتيجية.
وشدد ألكسي ديميتروفيج على إمكانية أن تستفيد روسيا وبشكل كبير من مميزات اقتصاد الإمارات الذي يتسم بالانفتاح الاقتصادي والتجاري على دول العالم، ووجود بيئة استثمارية مشجعة لرؤوس الأموال والشركات الروسية، ثم إن الصناعات الروسية ستجد طلباً مشجعاً في سوق الإمارات حيث النزعة الاستهلاكية والقوة الشرائية.
aXA6IDE4LjIyMy4xMjUuMjM2IA== جزيرة ام اند امز