"مدن المياه المالحة".. جناح الإمارات في "إكسبو فلورياد 2022"
افتتح رسميًا جناح دولة الإمارات في "إكسبو فلورياد 2022" بهولندا، والذي يقام تحت عنوان "مدن المياه المالحة: حيث تلتقي الأرض بالبحر".
وقام بذلك جمال المشرخ سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مملكة هولندا والمفوض العام لجناح الدولة في إكسبو فلورياد 2022" في هولندا.
مرونة فائقة أمام تحديات الطبيعة
ويستعرض جناح دولة الإمارات العربية المتحدة خلال مشاركته الأولى في هذا المعرض جهود دولة الإمارات في التغلب على التحديات الطبيعية حيث تجعل ندرة المياه والحرارة العالية والتربة المالحة من الصعوبة تحقيق البستنة التقليدية بطريقة مستدامة وتروي مدن المياه المالحة رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة الفريدة المليئة بالعزيمة والتفاؤل وكيف تغلب شعب الإمارات على تحديات العيش بين بيئة صحراوية وبحرية ليُنَمّوا مدنًا مزدهرة ومستدامة.
ويحتضن معرض "مدن المياه المالحة" البيئة الطبيعية لدولة الإمارات العربية المتحدة ويحتفي بالمبتكرين في الدولة من الباحثين ورواد الأعمال الذين يستكشفون باستمرار طرقاً جديدة للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري وتشجيع الاستخدام المسؤول للغذاء والمياه وتبادل المعرفة حول الابتكارات والجهود المبذولة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة.
وقال جمال المشرخ إن قصة دولة الإمارات العربية المتحدة هي قصة طموح وعزيمة غرسها الآباء المؤسسون والقيادة الرشيدة تسير على ذات النهج ويشرفنا استضافة جناحنا الأول في إكسبو فلورياد 2022 فجهود الاستدامة المستقبلية هي جوهر تطلعاتنا المستقبلية على الصعيدين المحلي والعالمي.
وأضاف أن معرض "مدن المياه المالحة" يقدم تصوراً حقيقياً حول كيفية تعايشنا مع بيئتنا من خلال إنشاء أنظمة الزراعة الملحية الدائرية وذلك لتشجيع الابتكارات الجديدة التي تعالج قضايا الأمن الغذائي والمائي وجعل مدننا أكثر استدامة ومرونة ونأمل من خلال مشاركة قصص ومعارف المبتكرين والنباتات في دولة الإمارات أن نسهم في حلول تمكننا جميعاً من بناء غد أفضل للأجيال القادمة كما أننا فخورون بتقديم أساليب تظهر جهودنا في تنمية مدن أكثر اخضراراً ونتطلع إلى إنشاء روابط أعمق مع أصدقائنا المشاركين في إكسبو فلورياد وأن نستلهم منهم الأفكار الخلاقة التي من شأنها أن تساهم في ابتكار حلول للتحديات البيئية التي تواجهنا.
نموذج إماراتي ملهم
ويستقبل جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو فلورياد 2022 الزوار بحديقة المياه الملحية التي استلهمت تصميمها من نظام الزراعة الملحية في دولة الإمارات ويقدم المعرض نبذة عن النباتات الملحية التي تزدهر في بيئة الدولة الملحية مثل الخريزة /الساليكورنيا/ والكينوا وأشجار القرم /المانغروف/ والطحالب الدقيقة والأعشاب البحرية.
كما يسلط المعرض الضوء على المبتكرين والباحثين والعلماء في دولة الإمارات الذين يكرسون جهودهم للحفاظ على التنوع البيولوجي وتطوير حلول مستدامة لتحديات الأمن الغذائي، المياه والبيئة.
حضر حفل افتتاح جناح دولة الإمارات عمدة مدينة ألمير وممثلون عن الحكومة الهولندية وممثلون من معرض فلورياد والمبدعون الذين ساهموا في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض بما في ذلك شركة تيلارت الهولندية التي عملت على تصميم الجناح بالشراكة مع شركة براغما المعمارية في دولة الإمارات والمسؤولة عن تصميم حديقة المياه المالحة إضافة إلى ممثلين عن شركة أيوكتوال الهولندية التي تصمم قطعًا ومجسمات داخلية دائرية وأنظمة معمارية متخصصة وتستخدم تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد المبتكرة وإعادة تدوير واستخدام المواد.
وقالت مايا جارو مديرة قسم الإستراتيجية في شركة تيلارت إن المبتكرين والأكاديميين في دولة الامارات الذين يبحثون في الطبيعة عن إجابات للتحديات العالمية هم مصدر للإلهام لنا ونحن في شركة تيلارت سعيدون بمساهمتنا مع أصدقائنا من دولة الإمارات في تصميم الجناح ونأمل أن يشعر الزوار أنهم انتقلوا إلى بيئة دولة الإمارات أثناء زيارتهم لإكسبو فلورياد حيث يعيشون فعلاً في بيئة فريدة ساحرة تلتقي فيها الصحراء بالبحر.
مدن المياه المالحة
يشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب تقدم جناح دولة الإمارات بعنوان "مدن المياه المالحة" وقد جاء تصميم كل من الجناح وتجربة الضيوف نتيجة تعاون إبداعي بين دولة الإمارات وهولندا حيث عملت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان في دولة الإمارات العربية المتحدة كمدير تنفيذي ابداعي وجمعت بين شركة براغما المعمارية في الإمارات وشركة تيلارت الهولندية.
وساهمت تيلارت في تصميم محتوى المعرض وديكوره الداخلي بينما صممت براغما مبنى الجناح والحديقة وقامت شركة أيوكتوال الهولندية وهي شركة هولندية للطباعة ثلاثية الأبعاد بطباعة الجدار العنقودي حول حديقة جناح دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيتعرف الزوار على قصص النباتات الملحية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تلعب دورًا مهمًا في بيئة الدولة وتخضير مدنها ومنها الخريزة /الساليكورنيا/ والمعروفة باسم "بطلة الصحراء" لقدرتها على التحمل وهي مصدر محتمل للوقود الحيوي وأشجار القرم /المانغروف/ المعروفة باسم "حرّاس السواحل" والتي تحافظ على النظم البيئية بأكملها وتدافع عن السواحل والطحالب الدقيقة المعروفة باسم "جوهر الحياة البحرية" وهي توفر الأكسجين الأساسي للحياة المائية وهي قيد البحث لاستخدامها بديلاً محتملاً لزيت النخيل إلى جانب الأعشاب البحرية المعروفة ب" رئة بحارنا" وهي لا توفر الأكسجين الأساسي فحسب بل تدعم أيضًا سلسلة الغذاء تحت الماء والتنوع البيولوجي.
ويتمثل كل نبات من هذه النباتات بمنحوتة زجاجية مصحوبة بوسائط بصرية تحتفل بجمالها الفريد كما تتاح الفرصة للزوار تعلم المزيد عن المبتكرين من العلماء والأكاديميين والمتخصصين في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يطورون ويشتركون في إنشاء حلول جديدة قائمة على التكنولوجيا للمساعدة في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتشجيع حياة أكثر استدامة.
ويذهب زوار الجناح في رحلة غامرة ومتعددة الحواس تبدأ في حديقة المياه المالحة المستوحاة من الحدائق الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمحمية بجدار مطبوع ثلاثي الأبعاد من البلاستيك المعاد تدويره وتعرض الحديقة نظام زراعة ملحية مستدام – وهو نظام شائع في دولة الإمارات العربية المتحدة - مُنتِج للغذاء ويحمي البيئة.
وقبل أن تنتهي هذه الرحلة يستمتع الزوار بلحظة مرحة من التواصل مع عالم نباتات المياه المالحة حيث ينقلهم عمل تركيبي غامر يستخدم الصوت المكاني والمرئيات والضوء المتحرك إلى مرج أعشاب بحرية يتفاعل مع وجودهم.