الإمارات تشارك الصين عيدها الوطني الـ74.. علاقات تتوثق وتعاون يتزايد
تشارك دولة الإمارات الصين، احتفالها بيومها الوطني الـ74، الذي يحل الأحد في وقت تمضي فيها شراكتهما الاستراتيجية إلى آفاق واعدة.
وتحتفل الصين في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام بذكرى تأسيسها في مثل هذا اليوم عام 1949.
- "أسبوع ذهبي".. ماذا نعرف عن اليوم الوطني الصيني وكيف تحتفي به بكين؟
- خارطة طريق شاملة.. كيف تطورت العلاقات الإماراتية الصينية؟
ويحل الاحتفال في وقت تواصل فيه الصين تحقيق إنجازات في مختلف المجالات، وآخرها إطلاق أحدث أقمارها الاصطناعية للاستشعار عن بعد إلى الفضاء، قبل 3 أيام، وذلك من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في شمال غربي الصين.
وسيستخدم القمر الاصطناعي للقيام بتجارب علمية ومسوحات لموارد الأراضي، وتقديرات لغلة المحاصيل، والوقاية من الكوارث وأعمال الإغاثة.
أيضا يحل الاحتفال بعد يومين من افتتاح الصين خط السكة الحديد فائق السرعة فوتشو- شيامن الذي يبلغ طوله 277 كيلومترا وبسرعة تصل إلى 350 كيلومترا في الساعة، فيما يعد أول خط سكة حديد فائق السرعة عبر البحر في الصين.
وتمثل الصين إحدى أبرز الدول التي استطاعت أن تحقق قفزات اقتصادية واجتماعية وعلمية شهدها التاريخ البشري الحديث.
علاقات وطيدة
أيضا يحل الاحتفال باليوم الوطني الصيني، في وقت تمضي فيه العلاقات الإماراتية الصينية إلى آفاق واعدة بدعم من قيادتي البلدين.
وسبق أن أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن اعتزازه بالعلاقات الراسخة والمتطورة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة مع الصين، والتي تشهد ازدهارا غير مسبوق .
وأكد أن علاقات دولة الإمارات والصين لها مردود إيجابي كبير في مسيرة البلدين على المستويين الاقتصادي والسياسي والتعاون المشترك.
وتتويجا لتلك العلاقات، حرصت دولة الإمارات على مشاركة الصين احتفالها بتلك المناسبة الوطنية المهمة.
وحضر الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي، حفل الاستقبال الذي أقامه تشانغ ييمينغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة الإمارات، بمناسبة اليوم الوطني لبلاده.
كما حضر الحفل الذي أقيم في فندق سانت ريجيس الكورنيش قبل يومين، أحمد بن علي الصايغ وزير دولة ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة ومحمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام” وعدد من كبار المسؤولين، بالدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين، وحشد من أبناء الجالية الصينية المقيمة بالإمارات.
وأشاد السفير تشانغ بيمينغ في كلمة بتلك المناسبة بالعلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين الصديقين، وحرص قيادتي البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات.
وأكد أن "الصين مهتمة اهتماما بالغا بتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية - الإماراتية وتوسيع وتعميق أوجه التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين".
علاقات تاريخية
وترتبط دولة الإمارات والصين بعلاقات تاريخية ترتكز على أسس متينة من التعاون العميق المتبادل بين البلدين الصديقين والتي بدأت في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 1971؛ أي بعد يوم على قيام دولة الإمارات، حينما بعث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برقية إلى شو ان لاي، رئيس مجلس الدولة الصيني.
فيما تمت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عام 1984.
زيارات متبادلة
وشهدت تلك العلاقات نقلة نوعية بعد زيارة الرئيس الصيني آنذاك "يانج شانج كون" إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1989، ثم الزيارة التاريخية للمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصين في 1990.
وعمل على تطوير تلك العلاقات ومتابعتها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، فتعددت الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين لتثمر مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها.
وشكلت زيارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للصين محطات تاريخية تم خلالها وضع أسس راسخة لعلاقات مستدامة بين البلدين، حيث زار الصين في أغسطس/آب 2009 ومارس/آذار 2012 ، وديسمبر/كانون الأول 2015، ويوليو/تموز 2019، وفبراير/شباط 2022.
وفي المقابل، قام عدد من كبار المسؤولين الصينيين بزيارات لدولة الإمارات العربية المتحدة كان من أبرزهم "ون جيا باو" رئيس مجلس الدولة الصيني الذي زار الإمارات في عام 2012، للمشاركة في الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، وتم خلال الزيارة توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات، والصين.
وأسست زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أبوظبي في يوليو/تموز 2018 ، والتي تعد أول زيارة رسمية لرئيس صيني إلى دولة الإمارات العربية المتحدة منذ 30 عاماً، لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وخلال تلك الزيارة، قلد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الصيني شي جين بينغ " وسام زايد من الطبقة الأولى " تقديرا وتثمينا لدوره وجهوده في دعم وتطوير علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين على مختلف الصعد.
كما قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة الصين في يوليو/تموز 2019 تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، قبل أن يزورها مجددا في فبراير/شباط 2022.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك الزيارة افتتاح دورة "بكين للألعاب الأولمبية الشتوية 2022 "، التي دشنها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الصيني شي جين بينغ خلال تلك الزيارات علاقات الصداقة المتميزة وفرص تنمية التعاون الثنائي خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأكد الزعيمان الحرص المشترك على "العمل من أجل السلام والتنمية والاستقرار في المنطقة والشرق الأوسط".
وضمن أحدث الزيارات المتبادلة، ترأس سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، وفد الإمارات المشارك في قمة النقل المستدام العالمية، التي عقدت في بكين تحت عنوان “النقل المستدام ..التعاون المشترك لدعم التنمية العالمية” يومي 25 و26 سبتمبر/أيلول الماضي.
جاءت تلك المشاركة بعد نحو أسبوعين من مشاركة وفد إماراتي في فعاليات الدورة الثامنة من قمة "مبادرة الحزام والطريق" في هونغ كونغ.
وأكد عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد الإماراتي، على قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية لدولة الإمارات مع الصين وهونغ كونغ والتي تشهد نمواً مستمراً في المبادلات التجارية والاستثمارية وذلك في إطار الاهتمام الكبير من قيادتي البلدين الصديقين والشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.
وأكد أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تعد الصين أكبر شريك تجاري لدولة لإمارات على مستوى العالم.
وأشار إلى أن مشاركة دولة الإمارات في قمة "مبادرة الحزام والطريق" تمثل خطوة نحو التطوير والبناء لخط طريق الحرير الجديد.
وأعرب عن تطلعه إلى المشاركة في منتدى التعاون الدولي الثالث لمبادرة الحزام والطريق، الذي سيُعقد خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري في العاصمة الصينية بكين.
تعاون اقتصادي وثقافي
ويعتبر التعاون الاقتصادي المشترك بين دولة الإمارات والصين من الركائز الأساسية التي انطلقت منها شراكتهما الاستراتيجية حيث تساهم دولة الإمارات في طريق الحرير الاقتصادي.
ويرتقب أن يتزايد ذلك التعاون، مع انضمام دولة الإمارات رسميا إلى مجموعة "بريكس" في يناير/كانون الثاني المقبل، بعد أن صادقت الدول الخمس اﻟﻤؤسسة، بما فيهــا الصين، على طلبها بالانضمام، وذلك خلال اجتماع زعماء الدول الخمس ﻓﻲ جوهانسبرغ في أغسطس/آب الماضي.
أيضا يولي الجانبان اهتماما كبيرا بتعزيز وتشجيع التبادل الثقافي، حيث شهد عام 2010 افتتاح أول مدرسة من نوعها على مستوى المنطقة لتدريس اللغة الصينية في أبوظبي ليتوالى بعد ذلك افتتاح هذه المدارس.
وتحل الذكرى الـ74 على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، فيما تمضي فيها علاقاتها بدولة الإمارات إلى آفاق واعدة.
aXA6IDE4LjIxNy4xMTguNyA= جزيرة ام اند امز