الإمارات تؤسس "معهد الشيخ خليفة" لأبحاث وعلاج السكتة الدماغية بأمريكا
المركز الجديد إضافة مقدرة للدور الرائد لمستشفى جونز هوبكنز في مجال علاج السكتة الدماغية وغيرها من أمراض المخ والأعصاب.
أعلنت سفارة دولة الإمارات في واشنطن ومستشفى جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية الخميس، افتتاح معهد جديد لأبحاث السكتة الدماغية والرعاية الطبية المتعلقة بها أطلق عليه "معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لأبحاث وعلاج السكتة الدماغية" والذي تأسس بمنحة مقدمة من دولة الإمارات بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي.
ويهدف المعهد إلى تركيز الجهود المبذولة في مستشفى جونز هوبكنز على ترقية وتطوير نواحي الهندسة العلاجية والذكاء الاصطناعي والدقة في العلاج لتشخيص أفضل لمرضى السكتة الدماغية وعلاجهم وإعادتهم لأوضاعهم الصحية السليمة، وتعد هذه المنحة الأكبر من نوعها لدعم أبحاث وعلاج السكتة الدماغية.
وأعرب الدكتور بول روثمان عميد كلية الطب المدير التنفيذي للخدمات الطبية في مستشفى جونز هوبكنز، عن امتنانه لهذه المنحة السخية المقدمة من دولة الإمارات والتي ستتيح إمكانية إجراء المزيد من التطوير على مجالات يتميز بها المستشفى مثل معالجة الحالات المرضية المتعلقة بالمخ والجهاز العصبي والعلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المعاقين، فضلا عن خبرتها في مجال هندسة الطب الحيوي وسلامة المرضى وذلك بغرض استحداث وسائل جديدة لتشخيص السكتة الدماغية وعلاجها حتى مرحلة الشفاء التام منها.
وأكد أن من شأن هذه الجهود أن تؤدي إلى تحسين صحة ملايين الناس في منطقة بالتيمور وفي دولة الإمارات ومختلف أرجاء العالم، مع تحقيق ميزة إضافية تتمثل في خفض تكاليف الرعاية الصحية.
ويعد المركز الجديد، الكائن في منطقة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، إضافة مقدرة للدور الرائد لمستشفى جونز هوبكنز في مجال علاج السكتة الدماغية وغيرها من أمراض المخ والأعصاب.
وسيشتمل المركز على وحدتين تختصان بإجراء أحدث الدراسات والبحوث المتميزة بغرض توفير أفضل أنواع الرعاية الصحية للمرضى وهما "وحدة التميز لاكتشاف السكتة الدماغية وتشخيصها " وتركز على تحليل الأسس الوراثية "الجينية" للسكتة الدماغية مع ابتكار وسائل جراحية جديدة قد تشمل إجراء فحوص رقمية عصبية أو تشخيص سريري آلي أو استخدام التصوير بالأشعة بأساليب جديدة تؤدي لفهم أفضل للسكتة الدماغية.
أما الوحدة الثانية فهي "وحدة التميز في علاج السكتة الدماغية" وصولا إلى مرحلة النقاهة وإعادة التأهيل، وستركز على التوصل لطرق جديدة لإعادة نمو الأوعية الدموية وإيصال الأدوية إلى ما بعد حاجز الأوعية الدموية عن المخ وتحفيز المخ لاستعادة حركته الطبيعية في مرحلة ما بعد علاج السكتة الدماغية.
ويمثل "معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لأبحاث وعلاج السكتة الدماغية" بموقعيه في كل من بالتيمور وأبوظبي توجها جديدا في مجال فهم السكتة الدماغية ويفتح الباب لولوج عصر جديد مفعم بالأمل للمرضى وعائلاتهم وللشعبين الإماراتي والأمريكي.
وقال يوسف مانع العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية: "إن المعهد الجديد لن يقتصر دوره على تحقيق نتائج أفضل لمرضى السكتة الدماغية في دولة الإمارات والولايات المتحدة فحسب، بل سيعزز فرص التعاون بين الاختصاصيين في مجال العلوم والباحثين في البلدين وتبادل الخبرات بينهم".
وأثني يوسف مانع العتيبة على المكانة الرائدة لمستشفى جونز هوبكنز في مجال الطب التخصصي غير التقليدي، معربا عن فخره بالشراكة الممتدة مع المستشفى.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي ثلث المصابين بالسكتة الدماغية -أي خمسة ملايين ونصف المليون شخص على مستوى العالم- يلقون حتفهم كل عام وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، بينما يغادر ثلثا الناجين من المرض المستشفيات بإعاقة حسب تقرير صادر عن جمعية رعاية مرضى السكتة الدماغية في المملكة المتحدة.
وقال البروفيسور جستن مكارثر مدير المعهد الجديد والمحاضر ورئيس قسم المخ والأعصاب فيه، إن طرق العلاج الطبي التقليدية للسكتة الدماغية لا تتيح معارف جديدة حول معالجة الأضرار التي تصيب المخ ولدونة الأعصاب، كما أن خيارات التعلم والعلاج لمرضى السكتة الدماغية محدودة للغاية.
وأضاف أن المعهد سيتمكن بفضل هذا الدعم من دولة الإمارات من دفع أبحاث السكتة الدماغية ورعاية المرضى إلى آفاق جديدة.
جدير بالذكر أن دولة الإمارات ومستشفى جونز هوبكنز يرتبطان بشراكة امتدت لعدة عقود، وقد وفر هذا المستشفى رعاية صحية متخصصة لآلاف المواطنين الإماراتيين منذ سبعينيات القرن الماضي، كما ساعد في تأسيس وتطوير مرافق ووسائل توفير الرعاية الصحية في الدولة عن طريق المساعدة في إدارة ثلاثة من أكبر مستشفيات الإمارات والإشراف عليها وهي " توام والرحبة والكورنيش".
وشيد مستشفى جونز هوبكنز بالتعاون مع دولة الإمارات برج الشيخ زايد عام 2012 وهو عبارة عن مركز طبي تم تجهيزه على أرقى المستويات العالمية لتوفير الرعاية الصحية للراشدين في المستشفى عن طريق منحة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.