الإمارات تدشن فعاليات المخيم الصيفي بـ500 فعالية

المخيم يقدم ورش فن صناعة الأفكار، كيف تنشر كتابك الأول، مهارات التصميم الإبداعي، التسويق الرقمي الناجح، فن كتابة القصة، مهارات «جوجل»
في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم، حرصت الإمارات على تدشين فعاليات "المخيم الصيفي"، الأحد، إذ يتضمن أكثر من 500 فعالية متنوعة تتضمن ورش عمل وحوارات وعروضا ثقافية.
المخيم الصيفي تنظمه وزارة الثقافة والشباب الإماراتية، ويستمر حتى 29 أغسطس، ويركز برنامج الفعاليات على اكتساب المهارات الإبداعية في مجالات عدة، من بينها الثقافة والإبداع، والإعلام الجديد، ومهارات المستقبل، وتطوير الذات.
كما يهدف المخيم إلى صقل المهارات، وتنمية القدرات، وفتح الآفاق أمام الشباب في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، فضلا عن ترسيخ ثقافة نقل المعرفة من الخبراء إلى الجيل المقبل لبناء أجيال متسلحة بأفضل المهارات والقدرات لتسهم في مسيرة التنمية.
وتقدم ورش العمل على أيدي خبراء ومحترفين إماراتيين، ويتاح التسجيل في المخيم من خلال الموقع الإلكتروني، الذي يمكن الوصول إليه عبر الضغط هنا.
بجلسة حوارية بعنوان «التحول إلى المدن المبدعة»، تترأسها نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب الإماراتية، بدأت أجندة الأسبوع الأول بمشاركة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، ومحمد المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وهالة بدري، المديرة العامة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، ومروان السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، وذلك من خلال بث مباشر على موقع "يوتيوب".
وتطرقت الجلسة إلى ماهية المدن المبدعة ومتطلباتها وأهمية دمج الثقافة في منظومة التنمية الحضرية المستدامة، وكذا توحيد الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص للارتقاء بمنظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، من خلال سياسات واستراتيجيات مرنة تواكب المستقبل.
ووجه عدد من جمهور المتابعين أسئلة إلى المشاركين في الجلسة، من بينها سؤال عن كيفية الاستفادة من المناطق ذات التأثير الثقافي.
وتحدث مروان السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، عن جزيرة النور، وتحويل مشروعات المنطقة لتصبح ذات تأثير ثقافي وفني بعيدا عن زخم المدينة، ما أعطى بعدا آخر للمنطقة أمام زائري الإمارات.
وكذا تطرق إلى منطقة المليحة، وتعاون هيئة الشارقة مع هيئة الأثار، ما أدى إلى ظهور المنطقة في طور جديد تماما، موضحا أن كل هذه الأمور تضيف للمنتج السياحي والثقافي والعمراني والفني.
وقال السركال: "دورنا تشجيع المستثمرين للاتجاه إلى المشروعات الفنية والثقافية، فالفنان الإماراتي علامة مميزة، ويجب أن نضع اللبنة الأولى للوصول إلى المنافسات العالمية".
وردا على سؤال يتعلق بآليات الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وإلى أي مدى يمكن التقدم نحو الحداثة مع الحفاظ على الهوية الإماراتية، قال الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، إن الحفاظ على القيم والمبادئ الأصيلة لا يتعارض مع التطوير، وإن الحفاظ على الهوية الإماراتية سر الاستمتاع بالتطور.
وأضاف أن تطوير الثقافة والتعامل مع المجتمعات الدولية يجب أن يكون بطريقة فكرهم مع المحافظة على المبادئ والتاريخ والقيم والأصالة، وأن مشروعات الإمارات للعالم تهدف لاستقطاب ثقافات عالمية وتجارب جديدة ملهمة.
وعن كيفية مساهمة طلاب التاريخ والآثار في القطاع الثقافي، قال محمد المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، أن الأساس يكمن في العودة إلى تاريخ الإمارات القديم، لأن المدارس تركز على التاريخ الحديث دون الرجوع للتاريخ القديم رغم أهميته.
ولفت إلى أن إدارة التعليم بدأت منذ 5 أعوام الالتزام بمنهج تاريخ الإمارات القديم في المدارس.
وسرد الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، تجربة ملهمة في مركز مليحة للآثار، فقال: "كانت لنا تجربة في مركز مليحة للآثار، إذ ابتعدنا عن تناول تاريخ المنطقة من خلال العصور المختلفة بشكل تقليدي، وفكرنا في كيفية سرد التفاصيل والقصص بشكل جديد يأخذ الزائر في رحلة استكشافية واقعية بشكل أكبر، وخلال حقب مختلفة يمر الزائر بمشاهد واقعية بين الوديان والمعالم الأثرية، ما أضفى على الزيارة المزيد من التشويق والمتعة".
وتحدثت هالة بدري، المديرة العامة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، عن طرق تشجيع الطلاب للاستفادة من قطاع الثقافي.
وأوضحت أن تجربة الجولات الافتراضية في متاحف دبي، طرحت أفكار نوعية مختلفة، وحققت معدل زيارات في متاحف دبي وصلت إلى 11 ألف طالبا في 3 شهور.
وقالت إن الجولات الافتراضية من أبرز عوامل جذب الطلاب للثقافة والفنون، وأن دور المؤسسات التعليمية يكمن في الكشف والدعم، فضلا عن ربط المناهج الدراسية بالزيارات الميدانية.
وعن توظيف وتصنيف المدن الإبداعية، قال رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان: "البداية تأتى من إشراك المجتمع في التخطيط المستقبلي للمدينة، والمسؤول وحده لا يمكنه تحقيق التطلعات، والنزول الميداني يمكننا من تحصيل خبرات تسمح بالتعديل قبل إنهاء التنفيذ، لتحقيق تطلعات المجتمع، ويجب النظر إلى الأمور بشكل مبسط وإنساني، وألا نبالغ في البناء ليكون الأمر طبيعي وبسيط، وكذا يجب الاستفادة من نقاط الجذب، لنشر رسائل تثقيفية خاصة بنمط الحياة الاجتماعية والثقافية لدينا ".
وبخصوص كيفية مساهمة الشباب في التعبير الإبداعي، أضاف: "المساهمة يجب أن تبدأ في المنزل بين العائلة، وعلى الآباء التفكير مع الأبناء حول التاريخ والثقافة وماذا يريدون الوصول إليه في المستقبل، فالمجتمع الإماراتي جزء من نجاح دولة الإمارات، اليوم.. فقط نحتاج ثقافة وجد واجتهاد، لأن الكوادر الوطنية لدينا متفوقة جدا وتطورت خلال السنوات الأخيرة، وطموح الحكومة الارتقاء بالشعب لمراتب عالية جدا".
ويقدم المخيم مجموعة منوعة من ورش العمل في مختلف المجالات منها فن صناعة الأفكار، و«كيف تنشر كتابك الأول»، ومهارات التصميم الإبداعي، والتسويق الرقمي الناجح، وفن كتابة القصة، ومهارات من «جوجل»، وفنون الرسم باستخدام القهوة، وصناعة الرسوم للألعاب الإلكترونية، و«ملصقات إنستجرام» و«سناب شات»، و«الفن الرقمي: عائلتي في رسمة»، وأساسيات تعلم اللغة الكورية، وسمات الإعلامي الصغير، والفن الخط العربي.